9 - صفحة الحوارات عام

حوارموسع مع الامين العام لـ «حزب الله» اللبناني السيد حسن نصرالله ..نصرالله في اطلالته التاريخية يكشف الكثير من أسرار قوة المقاومة وسلاحها

في حديث تلفزيوني راى السيد نصرالله ان “هناك حدودا اذا تخطاها الاسرائيلي فالمقاومة سترد”، مشددا على ان “اي خرق للسيادة او الامن واي شكل من اشكال العدوان هو خط احمر ويجب ان يكون كذلك”، معتبرا انه “من حق المقاومة ان ترد حتى على الخروق الجوية الاسرائيلية، وانه من حق الدولة والمقاومة ان تردا على اي خرق اسرائيلي امني او بري او بحري”. مشيرا الى ان “المقاومة ترى ان من حقها الرد على اي خرق في اي وقت تراه مناسبا”، مشددا على “اننا نقرر الزمان والمكان والطريقة والأسلوب للرد ويبقى هامشنا مفتوحاً”،

موضحا ان “قرار الرد لا يؤخذ بشكل تلقائي بل يدرس من كل الزوايا ثم نقوم بعمليتنا”، لافتا الى انه “تؤخذ في الرد كل الحسابات بعين الاعتبار ومن موقع الشجاعة التي تحتاج دائما إلى حكمة”. واوضح السيد نصرالله ان “ما يواجهه الحزب حالياً هو انشغال وليس استنزافاً”، مشيرا الى “اننا قمنا منذ بداية انشغالاتنا بحساب الجبهة مع إسرائيل وهو لا يمس”.
مشيرا الى ان “المقاومة تملك منذ العام 2006 صاروخ فاتح 110 وهو طراز قديم مقارنة بما لدينا”، موضحا ان “كل ما جرى حتى الآن لم ولن يؤثر حتى على اكتساب المزيد من القوة”. ولفت السيد نصرالله الى “اننا منذ البداية اتفقنا مع قيادة تيار “المستقبل” أو من كان يفاوض عنها برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري لأنه هو دخل على هذه التفاصيل وإن كان في البداية بري ورئيس “جبهة النضال الوطني” وليد جنبلاط، لكن لاحقاً العناوين والتحضير المباشر لبدء الحوار فبري أخذ الملف وعمل فيه بشكل أساسي وتفصيلي ويرعاه الآن”، مشيرا الى “أنه إذا أردنا الآن أن نتفق على الوضع الإقليمي والدولي والقضايا الاستراتيجية لن نصل إلى نتيجة وبلدنا وضعه صعب”، متسائلا:”ولكن إذا استطعنا أن نتحاور سقف الحوار ما هو؟”، قائلا:”حفظ البلد ومنع انهياره والاستقرار في البلد، ووقف الاحتقان والتوتر وصولاً إلى التعاون”، مضيفا:”في حال نستطيع أن نتعاون في موضوع الرئاسة فلنتفضل لكي نتعاون، وكذلك بالنسبة لتفعيل عمل الحكومة وقانون الانتخابات وكل ما نستطيع أن نتعاون فيه”، موضحا انه “إذا هم قالوا فلنتحدث بموضوع الرئيس سنقول لهم حسناً هناك شخص اسمه العماد ميشال عون يمثل أغلبية مسيحية وهي أكبر كتلة مسيحية حتى على المستوى الشعبي في استطلاعات الرأي هو الأول، ويحظى بتأييد حلفاء أساسيين، فاذا كنتم تقبلون به فلنذهب كلنا إلى مجلس النواب ولننتخبه”، وحول امكانية الوصول إلى ورقة تفاهم مع تيار المستقبل على غرار ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر، لفت السيد نصرالله الى ان “المهم أن نصل إلى تفاهم وليس المهم الوصول إلى ورقة”، موضحا انه “قد نصل إلى تفاهم من دون أن تكون هناك ورقة اسمها ورقة تفاهم لأن في لبنان هناك حساسية أحياناً من بعض المصطلحات”، مشيرا الى ان “هناك بعض القوى السياسية تقول نجري اتفاقاً للهروب من كلمة تفاهم وكأنها اصبحت اسم علم لحزب الله والتيار الوطني الحر، ولكن يمكن أن نصل إلى اتفاق مكتوب”، لافتا الى انه “يمكن ان يتم اللقاء بينه وبين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في اختتام الحوار”. واشار السيد نصرالله الى “اننا حين أخذنا قراراً أننا نريد أن نتحاور ونتعاون لمصلحة البلد لم نضع شروطاً، يوم قيل لنا عما إذا كنا نقبل بالذهاب إلى الحوار قلنا نذهب من دون شروط، لا نحن نضع شروطاً ولا هم”، لافتا الى ان “أي فريقين في لبنان يجلسان ويتحاوران فنحن نؤيد ذلك وبقوة سواء كان الفريقان مسيحيين أو مسلمين أو فريقا مسيحياً واخر مسلماً أيا تكن العناوين”، معتبرا ان “أي حوار يمكن أن يوصل إلى نتائج ويعطي دفعاً للأمام خصوصاً الحوار بين الفرقاء المسيحيين سيساعد في الوصول إلى نتيجة في موضوع رئاسة الجمهورية”. واشار السيد نصرالله الى ان “ما تم إعلانه عن اختراق أميركي أو إسرائيلي لحزب الله كان فيه مبالغات كبيرة جداً”، لافتا الى ان “موضوع اختراقنا أمر خطير ونتعامل معه بحساسية فائقة”، مشيرا الى ان “من نقاط القوة لدى حزب الله أنه ليس لدى العملاء بيئة حاضنة حتى لدى زوجاتهم وعائلاتهم”، واعرب السيد نصرالله عن “عدم اعتقاده أن هناك أمرا مختلفا عن عام 2014، مضيفا:”ولكن فرضية الكلام عن أمر ضخم قد يحصل، هذا الأمر يبقى مستبعداً، ولا أحد يستطيع الجزم بأمر، لأن الموضوع له علاقة بالبنية الاسرائيلية، بل بأمر واضح، الاسرائيلي يختلف حول تقييم أدائه في حرب غزة، بالنسبة لنا ما حصل في غزة هو فشل عسكري اسرائيلي، دمروا بيوتا وهجروا وقتلوا وذبحوا، ولكن هناك فشل عسكري ذريع جداً يرتقي إلى الهزيمة وانتصار عسكري للمقاومة، الجيش الاسرائيلي في حرب غزة الأخيرة هو الجيش الذي قال إنه استفاد من كل دروس وعبر الحروب في لبنان “حرب تموز” وفي غزة السابقة، وهو منذ حرب تموز يدرب ويتجهز ويشكل ويناور على كل الجبهات، ثم يفشل في غزة، هذا الفشل الذريع، معناه انه ليس الجيش الجاهز للحرب على لبنان، الاسرائيلي يقول إنه سيذهب إلى الحرب في لبنان إذا كانت الحرب تمنحه انتصاراً حاسما واضحاً لا لبس فيه، وسريع”، متسائلا:”هل اسرائيل بوضعها الحالي، بوضعها هي، بمعزل عن إمكاناتنا وقدراتنا، وبالنظر إلى قدرات المقاومة في لبنان، هل هي قادرة على تحقيق نصر سريع حاسم جازم؟”، لافتا الى ان “اسرائيل حتما غير قادرة على ذلك، اسرائيل لم تعد اسرائيل، مع كل الاستدراكات التي تحاول القيام بها، واسرائيل اليوم وكل ما قامت به خلال 8 سنوات كان يجب أن يظهر إنجازاً في غزة، كل قواتها أخذتها إلى غزة ولم تحقق الإنجاز، لم تستطع إيقاف القصف الصاروخي للمقاومة رغم أن ظروف غزة أصعب من ظروف لبنان، وفيما يتعلق بالعمل الميداني وهو رأس الحربة في الجيش الاسرائيلي قال ان “لواء غولاني وجهت له ضربة قاصمة وفشل وانسحب إلى حدود قطاع غزة”. ولفت السيد نصرالله الى ان “ما لمسه خلال لقاءات معنا ومع الإيرانيين ان لدى حركة “حماس” إرادة جدية لترتيب العلاقة بشكل كامل، وهذا ليس قرار شخص بل قرارا قياديا ومركزيا في حماس في الداخل والخارج، ليست وجهة نظر بهذا الاتجاه، وهي اتخذت قرار إعادة ترتيب العلاقة من جديد مع ايران وحزب الله، وهذا قرار واضح بالنسبة لها، هي حركة مقاومة ونحن حركة مقاومة وايران دولة تدعم المقاومة”، ولفت السيد نصر الله الى انه “عندما نتحدث عن علاقة استراتيجية، اسرائيل عدو الأمة وخطر على كل المنطقة، قبل البعض أو تغافل، ما يهمنا أننا في جبهة واحدة، حرب تموز وتداعياتها على الشعب والمقاومة في فلسطين واضحة، وحرب غزة الأخيرة وتداعياتها على مجمل الصراع مع اسرائيل في كل الجبهات ومنها الجبهة اللبنانية واضحة، العدو لا يجزئ المعركة، العرب من يجزئها، عندما أتحدث عن علاقة، أتحدث عن تعاون في مواجهة المشروع الصهيوني، تعاون عسكري وإعلامي وأمني وتعاون لوجستي، ويمكن أن يأتي اليوم الذي نقاتل فيه في وقت واحد في جبهات عديدة مفتوحة، وهذا اسمه تعاون استراتيجي، ونحن نتحدث عن علاقة استراتيجية مع كل حركات المقاومة الفلسطينية، في مقدمتها حماس والجهاد الاسلامي، لأنهما حركتان فاعلتان قويتان موجودتان في الداخل الفلسطيني وهذه العلاقة الاستراتيجية التي نريدها، إذا كنا قادرين على التفاهم على كل شيء في المنطقة هذا ممتاز، إذا كان هناك وئام وانسجام كامل على كل صعيد، هذا ممتاز”، متسائلا:”ولكن لو صدف اننا اختلفنا على أمور حتى لو كانت تمس محور المقاومة، هل ننهي العلاقة؟”.ورأى السيد نصرالله ان “مقولة اسقاط النظام في سوريا والسيطرة على سوريا انتهت”، موضحا انه “إنتهى بمعنى انه لم يعد هناك قدرة لا لما يسمى اصدقاء سوريا، ولا لقوى المعارضة المسلحة وغير المسلحة ان تسقط النظام في سوريا او تسيطر على دمشق”، مضيفا:”هم مأزومون في ريف دمشق، وهم يحاولون أن يستفيدوا من هذا العامل انسانيا ضد دمشق، هذا لا يستطيع أن يسقط دمشق، فليفك الحصار أولاً، كل ما بني عليه منذ البداية عند الدول الاقليمية والدول العالمية وبعض قوى المعارضة بأن النظام سيسقط وينهار خلال أربعة أشهر انتهى”، معتبرا ان “هذا يعود إلى صمود القيادة والجيش السوري وصمود القوات الشعبية وصمود جزء كبير من الشعب السوري الذي هو في هذا الخيار، وبجزء كبير يعود الفضل لهم، العالم لا يستطيع القيام بحل عسكري، والحل سياسي بمعزل عن القيادة السورية لا مكان له”، ولفت السيد نصرالله الى ان “الآن في الميدان السوري، العامل السعودي هو اضعف عامل بلا نقاش، في البداية، عندما كان بندر بن سلطان يتسلم الملف دعموا الجميع، لم يتعاطوا بمقولة هؤلاء لنا وهؤلاء لا، وقد دعموا الجميع بالمال والسلاح والتسهيلات بفتح الحدود وتأمين ظروف الانتقال إلى سوريا، من يأتي إلى سوريا قاعدة أو داعش أو سلفية جهادية وطني علماني جهادي لا مشكلة لديهم، بالنسبة لبندر كان مستعدا ان يأتي بكل مقاتلي الدنيا ليقاتلوا في سوريا من أجل إسقاط الرئيس بشار الأسد، ثم يحل أزمة وجود المقاتلين، هذا خطأ ارتكبته السعودية، هم تصوروا انه يمكن تطبيق نموذج افغانستان، في افغانستان من صنع طالبان والقاعدة “وحتى في باكستان” المخابرات الأميركية والباكستانية والسعودية وبعض دول الخليج، ثم انقلبت عليهم وخرجت عن سيطرتهم، وصارت طالبان مشكلة لأميركا في أفغانستان وطالبان الباكستانية مشكلة للجيش الباكستاني الذي جمعها واسسها ودربها، وصارت القاعدة مشكلة للسعودية، ولا ننسى المواجهات الدامية بين القوات السعودية وبين القاعدة، كانت فكرتهم ان يأتوا بكل هؤلاء من كل أنحاء العالم لإسقاط النظام، عمليا مع الوقت عندما بدأت الجماعات التي تمتلك تماسكا تنظيمياً وحوافز قتال مختلفة، الذين ترجمتهم حالياً الداعش والنصرة، هما خارج سيطرة السعودية، هي أرادت أن توظفهما في هذه المعركة وخرجا عن السيطرة”، متسائلا:”ماذا بقي للسعودية في سوريا؟”، قائلا:”بقي لها الجبهة الاسلامية، او جيش الاسلام في الغوطة، وجبهة ثوار سوريا انتهت، بعض فصائل الجيش الحر، وهم الآن الأقل تأثيراً في الميدان”، معلنا “انه لا ينكر التأثير السعودي في الحل السياسي، فربما هم الأضعف تأثيراً في الميدان، لكن لو السعودية ذهبت بشكل جاد إلى حل سياسي فهذا يعطيه دفعاً قوياً”. ولفت السيد نصرالله الى ان “الرئيس في سوريا لديه صلاحيات واسعة، جزء من صلاحياته غير الأمنية والعسكرية. القيادة العامة للقوات المسلحة من جيش وقوى أمن تبقى عند الرئيس والأمور الأخرى يعطي جزءاً كبيراً أو معتداً به لصلاحيات حكومة وحدة وطنية”، مشيرا الى ان “هناك بعض القوى الإقليمية تفكر بهذه الطريقة”، موضحا “انه لا يقول إن هذا وصل إلى مستوى المبادرة الجدية لكن هناك مسودات من هذا النوع موجودة”، كاشفا ان “معلوماته مثلاً أن إحدى الدول الإقليمية، غير تركيا والتي هي الأشد بموضوع سوريا وصل معها الحال أن تقبل بحل في سوريا ببقاء النظام والجيش وحزب البعث وليس لديها نقاش حتى في طائفة الرئيس والشرط الوحيد لديها هو أن يذهب الرئيس الأسد”، لافتا الى ان “هذا لم يعد كلاماً سياسياً هذا أصبح موضوع أحقاد شخصية”، موضحا ان “هذا لم يعرض على السوريين طبعاً ولكن قيل في لقاءات بين دول وعلى مستوى عال”، معتبرا ان “هذا فيه أمراً إيجابياً، وهو أن هذه الدولة الإقليمية المعنية بدرجة كبيرة وصلت إلى مرحلة من اليأس والإحباط والقناعة بأنه لا يمكنها أن تغير شيئاً من الواقع الموجود في سوريا ولا تستطيع أن تفرض من خلال الميدان شيئاً على النظام”. ورأى السيد نصرالله ان “أي حل في سوريا بمعزل عن الرئيس الأسد غير ممكن. هذا أولاً. ثانياً نحن نعتقد جازمين بأن أي حل سياسي ضمانة تطبيقه وإجرائه بعد كل هذه الحرب والدماء والصعوبات والجراحات التي خلفتها الحرب على سوريا، ضمانة إجرائه هو الرئيس بشار الأسد”. واشار السيد نصرالله الى انه “من اليوم الأول للحراك في البحرين الذي أعود وأؤكد أنه حراك سلمي وما زال كذلك”، موضحا انه “قبل الحراك لدينا علاقاتنا في العالم العربي والإسلامي بفعل موضوع المقاومة، بعد بدء الحراك كان واضحاً السقف أو الأسلوب جرى الاتصال معنا بأن الأفق هو استعداد المعارضة لإجراء حوار مع السلطة، وطلب إلينا المساعدة في الموضوع، في ذلك الوقت ومن خلال صداقاتنا سواء مع أحزاب أو شخصيات أو علماء أو مع دول كانت لنا علاقات معها أو ما زالت لنا علاقات معها، قمنا بالحراك وطلبنا من هذه الدول وهذه الجهات أن تتصل بالحكومة البحرينية لإقناعها وتشجيعها أو للضغط عليها على تفاوت بأن تستجيب وتجري حواراً مع المعارضة والحراك السلمي وتنظر بواقعية وموضوعية للمطالب”، واشار السيد نصرالله الى ان “ما حصل في اليمن سواء في صنعاء وقبل صنعاء وبعدها هو قرار يمني داخلي بحت مرتبط بحركة “أنصار الله” وقائدها وقيادتها وجمهورها وأحداث وتطورات ومطالب وأداء له علاقة بالحكومة وما فرضته من شروط وله علاقة بموضوع الحوار والموضوعات الأمنية الميدانية”، مضيفا:”حتى على مستوى حركة أنصار الله لم يخططوا ليصلوا إلى ما وصلوا إليه، فالأحداث في اليمن تدحرجت، في بداية الأحداث في الحقيقة تم استضعاف حركة أنصار الله والهجوم عليها لاستئصالها من إحدى المحافظات، فهي قامت برد فعل ودافعت عن وجودها وانتصرت في المعركة وأصبحت على بوابات صنعاء، ثم أتت إجراءات الحكومة التي طالت كل الشعب اليمني، فأتى أنصار الله وتبنوا المطالب الشعبية وذهبوا للتظاهر، فضربت المظاهرة فذهبوا باتجاه السيطرة على صنعاء”، كاشفا ان “حركة أنصار الله لم تجلس في اليوم الأول ووضعت خطة للسيطرة على هذه المحافظة أو صنعاء أو استغلال هذه الظروف.

 

اترك ردا