6 - المراة عام

نساء الموصل يشعرن بمرارة الحياة تحت حكم “داعش”

لم تستطع أم محمد ان تمارس طقوس أهالي الموصل في الخروج إلى المروج الخضراء في فصل الربيع مثل كل عام بسبب القيود التي فرضها “داعش” على النساء من ارتداء الخمار على الوجه، وكذلك متابعتهن.

وتقول أم محمد ، “في فصل الربيع من كل عام تتوجه العوائل الموصلية إلى ضواحي المدينة وفي مناطق مختلفة من محافظة نينوى للاستمتاع بالجو اللطيف وكذلك المروج الخضراء حيث الزرع والورود البرية المتنوعة بضمنها شقائق النعمان، وتحرص العائلة ان يكون خروجها مبكرا لتحجز لها مكانا مميزا قد يكون قرب جدول ماء او حقل اخضر او تحت ظلال الاشجار”.

واضافت، أنه “لا يوجد من يعوق خروج العوائل والاستمتاع فتأخذ العائلة راحتها ضمن حدود التقاليد وتجلس النساء والرجال من العائلة الواحدة سوية ويتناولون وجبة الغداء وعند وقت العصر حيث الشاي والمعجنات والحلويات، بينما الشباب يتمتعون باللعب والجري”.

وأوضحت، “هذا العام لم تكن هناك سفرات مثل كل عام، فغالبية المناطق تشهد أعمالاً عسكرية، وداعش حريص على متابعة النساء وملاحقتهن ومحاسبتهن على ارتداء النقاب، ووقعت العديد من المشاكل للعوائل التي خرجت عند اطرف الموصل لتهرب من واقعها وتقضي ساعات جميلة لكن داعش نغص عنهم الفرحة وتسبب لهم بالنكد لانه وجد امرأة رفعت الخمار لتناول لقمة أو أخرى تسير مع زوجها وملابسها لا تتطابق تماما مع ما يريده داعش”.

وتشعر المرأة الموصلية بمرارة الحياة تحت حكم داعش، ففي الاسواق والدوائر الحكومية حتى وهي تركب في السيارات إلى جانب زوجها أو والدها تتعرض إلى مضايقة من قبل ما يسمى ديوان الحسبة التابع لتنظيم داعش، وهو ينبهن الى ضرورة تغطية حتى أعينهن.

وتقول المواطنة وسن عبدالله، “الكثير من نساء الموصل بتن يخيشن النزول إلى الاسواق والتبضع والسبب داعش، فعناصر الحسبة يمتازون بفضاضة في التعامل، ويتابعون النساء ومدى التزامهن بتعليمات داعش فيما يخص الملابس وخصوصا الخمار على الوجه والقفازات السوداء”.

واضافت، أن “الكثير من المشاكل وقعت في الأسواق بين عناصر الحسبة والنساء لهذا السبب، ووضع تنظيم داعش العديد من اللافتات الاعلانية والجداريات في مدينة الموصل التي تروج لتعاليمه فيما يخص ملابس النساء ويدعوهن للجلوس في منازلهن افضل لهن من الخروج”.

بينما تقول فاطمة يوسف، “حتى المطاعم والمناطق الترفيهية أصبحت محرمة على النساء والبنات بسبب القيود التي يفرضها داعش عليهن، فكيف لامرأة أن تستمتع في مكان عام وهي ملزمة بارتداء زي معين، وليس كذلك فحسب بل تشعر أنها مراقبة وفي أية لحظة قد يأتي من يحاسبها أو يحاسب زوجها ويحول فرحتهم إلى حزن”.

وأضافت، “داعش يحاول أن يهين الأزواج أمام زوجاتهن وعوائلهم اذا ما وجد أن المرأة لم تلتزم بتعليمات التنظيم، فلذلك فضل الكثير من النساء عدم الخروج كثيرا من المنزل تجنبا للمشاكل”.

 

اترك ردا