7 - تقارير وتحقيقات عام

سوقُ هرج مشروع سياحي مُهمل يحتاج الى عناية

حيثُما نمُرّ في شوارعهِ نتنفسُ عطراً بغدادياً قديماً, لِنستذكر عراقة هذهِ المدينة وتأريخها الذي يمتدُ الى العصور العباسية حيثُ يعودُ ذلك السوق.

سوقُ الميدان أو ما يُسمى بسوق (هرج ) والذي يقعُ في بداية شارع الرشيد بجانب منطقة السراي القديمة مركز الحكومة في العهد العثماني على الضفة الشرقية من نهر دجلة, اليوم تشهدُ تلك المنطقة وذلك السوق إهمالاً لا مثيل لهُ, فبالرغم من وجود جميع المقومات التي تجعل هذا السوق منطقةً سياحية كبيرة (حيثُ إنها تعود الى تاريخ كبير, كما إن محالها التجارية تُعرض كل ما هو أثري ومقتنى من الـ(أنتيكات) التي تعود الى عشرات السنين, والتي بعضها يخص الملوك والزعماء العراقيين في الأزمان السابقة), وفي جولةٍ  داخل شوارع السوق ومحالها رصدنا الكثير مما هو مثير لكنه مهمل.

مجيد الربيعي وهو أحد أصحاب المحال، يقول إن “سوق هرج يحتوي على مُقتنيات غير موجودة في العالم بأكملهِ تعود الى تاريخ قديم جدا”، مؤكداً أن “أغلب من يزور السوق هم اغنياء البلد لأنهم قادرون على دفع مبالغ طائلة في سبيل تجميع هذه المقتنيات”.

ويضيف أن “جميع المقتنيات القديمة تصل أسعارها الى ما يقارب الف دولار وما فوق ذلك” مبيناً أن “هناك بعض المقتنيات المستوردة والتي تكون مشابهه للمقتنيات القديمة إلا إنها مصنعة حديثاً وهذه تكون بأسعار منخفضة باعتبارها لا تمتلك تاريخ وعمر زمني عريق”.

الى ذلك، يؤكد أبو رامي صاحب محل مختص ببيع اجهزة المذياع والمسجلات والبيانو والأسطوانات القديمة أن “اجهزة المسجلات ما عادت تستخدم بعد التطور الكبير والاجهزة الحديثة التي غزت البلاد, غير إن بعض الاشخاص الذين لا يمتلكون أجهزه حديثة لازالوا يستخدمون أجهزة التسجل القديمة”.

ويبين “أننا نعمل على تصليح وصيانة هذه الأجهزة وبيعها, إلا إنها لا تشهد إقبالاً كبيراً إلا في بعض المناسبات مثل شهر محرم الحرام”.

بدوره قال عباس البياتي أحد أصحاب المحال المختصة ببيع السبح والاحجار الكريمة والمحابس إن “السوق يشهد إهمالاً كبيراً, وقد أثر الوضع الاقتصادي السيئ الذي تمرّ بهِ البلاد تأثيراً كبيراً على نسبة المبيعات في هذا السوق”.

ويضيف أن “السوق يخلو من السواح, بالسابق كان السوق يجوب السواح من مختلف انحاء العالم والوطن العربي, لأنه يمتلك مقتنياتٍ ثمينة غير متوفرة في اسواق أُخرى”، مستدركاً بالقول “لا أحد من الاشخاص والافراد ذوي الدخول العادية يستطيع زيارة السوق واقتناء البضائع, فمن يزور السوق هم من العوائل الغنية او المسؤولين في البلاد”.

الحاج ابو محمد صاحب أكبر محل للتُحفيات القديمة في السوق بين أنه “منذ ما يقارب العشر سنوات لم يشهد السوق سائحون حقيقيون, اعمالنا متوقفة إلا إننا نحب العمل في هذا المجال لما فيه من تأريخ كبير”.

ويشير الى أن “السوق يحتوي على الكثير من المقتنيات التي تعود الى الزعماء والملوك القدامى أمثال قاسم وعارف وفيصل, وهناك أدلة وإثباتات على إن هذه المقتنيات تعود الى تلك الشخصيات الكبيرة”.

رئيس لجنة السياحة والاثار في البرلمان العراقي علي محمد شريف المالكي قال “إننا عملنا مع وزير السياحة على خطةٍ مستقبلية لاستثمار هذه الاسواق باعتبارها ثروة سياحية كبيرة”.

ويؤكد “سنطلق خطة العمل خلال الايام القليلة القادمة, ولنا محاولات لجمعِ جميع الاسواق السياحية والتي لها صدى تأريخي داخل شارع واحد لتكون منطقة سياحية يجوبها السواح من جميع أنحاء العالم”.

و في حديثٍ لهُ فيما يخص المقتنيات الخاصة بالزعماء والملوك اشار شريف الى أن “هذه المقتنيات تعتبر ملكا عاماً, ونحن نعمل مع قسم الاسترداد في وزارة السياحة على مراقبة كل من يملك مثل هذه المقتنيات واستعادتها, وهذا ما حصل حين افتتحنا متحفاً خاصاً بالزعيم عبد الكريم قاسم, وهذا ما سيتم التأكيد عليه مستقبلياً لاسترجاع كل ما خسره العراق من تأريخه خلال السنوات السابقة”.

وما زالت السياحة العراقية تبحثُ عن مشروعٍ يتبناها, لتقف الاسواق السياحية مثل سوق هرج والصفافير وشارع المتنبي مهملةً منسية دون عناية إلا عناية شخصية من بعض المواطنين.

اترك ردا