7 - تقارير وتحقيقات عام

حين ينجز “لبيّك يا حسين” ما عجزت عنه الطائرات والجيوش

اعلنت هيئة “الحشد الشعبي”، الثلاثاء الماضي، (26 آيار 2015)، أن عمليات “لبيك يا حسين” ستستكمل تحرير جميع المناطق، من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، محاربةً من نازعها، ومواقِعةً من واقعها، ومسالِمة من وادعها.

ولا شك في ان لهذه “التسمية” دوافع وطنية بحتة، وهي خطوة إيجابية تعزّز الروح المعنوية لدى المقاتلين، لما هذا الشعار من تأثير من النفوس التواقة الى التضحية على نهج الامام الحسين، عليه السلام.

لكن بوادر “تململ” من هذا الشعار، اظهرتها جهات محلية وإقليمية، واصفة إياه بـ”الطائفي”، فيما برّر آخرون، “انزعاجهم”، بان هذه التسمية سوف “يساء فهمها”.

والقاعدة العامة في الدرس، ان اللوم يقع على من “لا يفهم”، او “يسيء الفهم”، لغرض في نفس “يعقوب”، وليس العكس.

وبلغ السيل الزبى في التمادي والوقاحة، ان هؤلاء المشككّين، وهم يلقون الكلامَ على عواهنه، عن قصد او من دون قصد، يسعون الى حرمان المقاتل حتى من “حق” اطلاق التسمية على المعركة التي دخل اليها بقوة ايمانه بدينه ووطنه، ولا يعرف ان كان سيعود منها، “سالما” ام “شهيدا”.

انه ينظرون لهذا المقاتل، من ابراجهم العاجية، ويخافون على “مشاعر” الآخرين، فيما مشاعر هذا المقاتل وخياراته، لا شأن لهم بها.

لقد دعوتموهم لتحرير الأرض، بعدما عجز حتى أهالي الأرض عن الدفاع عنها، ثم تفرضون شروطكم عليهم حتى في اختيار الاسم الذي يخلد انتصاراتهم وتضحياتهم.

والسؤال هنا.. متى كان شعار “لبيك يا حسين ” طائفيا؟.

وكيف يكون طائفيا هذا المقاتل الذي رافع راية “سيد الشهداء” متجاوزا خطوطكم الطائفية، وذهب الحشد الشعبي (أكثرية) شيعية، لتقاتل ارضا تسكنها الغالبية من العراقيين من “اهل السنة” الذي ابتلوا بـ “داعش” و “الدواعش السياسيين” الذي ما انفكوا يوصلون الرسائل الى الخارج لاسيما الولايات المتحدة بان الشعار “لا يساعد” على تحرير الانبار.

ولا شك في ان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في تصريحها الثلاثاء الماضي، بحسب رويترز، من إن “اطلاق جماعة شيعية عراقية مسلحة، اسما رمزيا طائفيا على العملية الهادفة لاستعادة مدينة الرمادي السنية هو “، قد اعتمدت في وجهة نظرها على نصيحة مستشارين “عوران”، ينظرون الى الحقائق بعين واحدة على هواهم الطائفي الانتقائي، إضافة الى آراء ساسة يرون في دخول الحشد الشعبي الى الانبار، “انتحارا” سياسيا لهم، بعدما خسروا شعبهم الذي انتظرهم طويلا من دون ان يبدوا خطوة واحدة لتخليصه من الإرهاب.

لقد انكشف الزيف واضحا، فما ان بدأت عمليات الانبار حتى رافقها التشويش والتشويه، والسعي الى إضفاء صبغة طائفية عليها، لكن ذلك لم يعد ينطلي على أحد، لاسيما وان الحشد الشعبي ماض في استراتيجيته في عبور الخطوط الطائفية، معتبرا ان تحرير الأرض العراقية بكاملها واجبا له، غير مفرّق بين إرهاب في البصرة او الرمادي او صلاح الدين والموصل.

والموضوع برمّته، ان على جهة ما، والإدارة الامريكية في هذا الصدد، ان تتوجّه بالسؤال الى الحشد الشعبي حول أسباب رفع هذا الشعار دون غيره، لا أن ان تستقي معلومات من هؤلاء الذي “يسيئون” الفهم عن جهل او عمد، كما ان دولة كبرى، مثل الولايات المتحدة، لحقيقٌ بها تكون همتها مصروفة إلى ما تحصن به نفسها من المغرضين الطائفيين والمستشارين غير النزيهين.

 ولاريب في ان هؤلاء المرجفون، بعدما أخرجوا ما في جعبتهم من مخاوف، يدركون وقع “لبيك ياحسين” على النفوس، لأنه في واقع الحال، اقوى من كل القنابل التي القتها الولايات المتحدة في الموصل وصلاح الدين والانبار، فلم تحرر من الأرض شبرا، كما انه ابلغ وقعا على نفوس الطائفيين و “السياسيين الدواعش” الذي يلوذون اليوم خلف التفسيرات الخاطئة والمشوّهة، لعلها تنجدهم من السقوط في هاوية بلا قرار.

وشتّان، بعد كل ذلك، بين ثريا الشعار الحسيني، وثرى تسميات الأحقاد والتكفير.

اترك ردا