7 - تقارير وتحقيقات عام

عراقيّون: مهمة الحشد الشعبي دحر داعش وحواضن الإرهاب

على رغم الاتهامات التي تلقاها الحشد الشعبي من انصار داعش والمتعاطفين معه من جهات محلية واقليمية، في معارك تحرير تكريت،، يثبت اليوم في معارك الانبار بأنه حشد عابر للطائفية .

وكان المتحدث الرسمي بأسم الحشد الشعبي أحمد الاسدي قد اعلن، الثلاثاء الماضي في 27 ايار الجاري، انطلاق عملية “لبيك يا حسين” الهادفة الى محاصرة محافظة الانبار، تمهيداً لتحريرها من داعش.

ويكشف مراقبون للشأن الامني والسياسي في العراق بأن منع الحشد الشعبي كان سبباً جوهرياً في سقوط الانبار، لكن الموقف العسكري الخطير الذي ألقى بظلاله على أمن العراق، والإجماع السياسي والشعبي، رفعا من زخم مشاركة الحشد إلى مستوى باتت فيه معركة الأنبار بقيادة الحشد وإمرته.

وبيّن احد قادة الحشد الشعبي، وفضل عدم ذكر اسمه في حديث لـ”المسلة” بأن “قيادة الحشد الشعبي بادر الى تشكيل غرفة عمليات وتوزيع المحاور على الفصائل في الفلوجة والكرمة والحبانية وحديثة، بعد تكليف القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الحكومة حيدر العبادي لقيادة الحشد الشعبي في المشاركة بتحرير الانبار”.

وبيّن بأنه “تم تحديث بعض الافواج التي بقيت فترات طويلة على الجبهات، وتعزيزها.

واردف بأن “مهمات الحشد الشعبي ومشاركته في عمليات الانبار تتمثل في التخطيط وقيادة العمليات، على ان تكون القوات المساندة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية بإمرة قيادة الحشد الشعبي ميدانياً، كما حصل في عمليات تحرير جرف النصر (جرف الصخر) ومحافظتي ديالى وصلاح الدين”.

وكان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قد وجه، الاحد 17 أيار، فصائل الحشد الشعبي بالاستعداد مع القوات الامنية والعشائر لدخول محافظة الانبار وتحريرها من تنظيم داعش الارهابي.

ويوضح احد المقاتلين في الحشد الشعبي في حديث لـ”المسلة” بأن “هنالك همة كبيرة بالنسبة للمقاتلين في المشاركة في معارك تحرير الانبار، خاصة ممن شارك في معارك صلاح الدين”.

ويضيف بأن “هنالك استعداد كبير وخطط كبيرة وستكون حاسمة، ويردف، داعش جبناء ولايستطيعون المواجهة، هذا مارأيناه في معارك صلاح الدين، الا العقائديين منهم وهم انتحاريين، واكثر الاحيان يتم قتلهم قبل الوصول الى مقاتلي الحشد”.

تجاوز الخطوط الطائفية

ردا على التصريحات الكثيرة المتعلقة بأن الحشد الشعبي يمثل “الشيعة” فقط، وانه تشكيل “طائفي” الهدف منه ابادة “اهل السنة”، وهذا ما يقوله الذين يدافعون عن داعش ويروجون للطائفية من اوسع ابوابها، يكشف مراقبون وناشطون بأن الحشد الشعبي “ليس الشيعة فقط” .

ويبين الكاتب والناشط المدني علي الابراهيمي في حديث لـ”المسلة” ان “الحشد الشعبي هو ممثل عن الشعب العراقي، مخطأ من يظن بأنه يمثل الشيعة فقط، هنالك اطراف وجهات وطوائف متعددة تشترك في الحشد الشعبي”.

ويضيف “هنالك حملة كبيرة يقودها اشخاص واطراف سياسية مرتبطة ومناصرة لداعش وتهدف الى خراب العراق من خلال الاساءة للحشد الشعبي ورميه بمختلف الاتهامات”.

ويردف ان “القوى السياسية التي عارضت دخول الحشد الشعبي الى الانبار، محكومة بقوى إقليمية ترى في الحشد الشعبي تهديدا مباشرا لها”.

الناشط المدني اياد الحسيني اوضح في حديث لـ”المسلة “، بأن “الحشد الشعبي الان فيه اكثر من قوة وليست الفصائل الشيعية فقط”.

يضيف “هنالك فوج بأسم الشهيدة امية، وكذلك عدد من الافواج من عرب الجبور، وقوة عديدة من العشائرة الاخرى التي قاومت داعش ورفضته”.

ويتابع “هنالك افواج من الشبك والتركمان ممن كان قد شارك في تحرير امرلي، وهنالك ايضا فوج من الايزيديين بقيادة قاسم ججو والذي اعلن بأنهم جزأ من الحشد الشعبي”.

وتجاوزت قوات الحشد الشعبي وتضم في غالبيتها افرادا “شيعة”، الحدود الطائفية لتلبي نداء عراقيين اغلبهم من “اهل السنة” في صلاح الدين والرمادي.

 وتسعى الحكومة العراقية لاسترداد مدينة الرمادي التي سقطت في أيدي تنظيم داعش فيما يعد أسوأ انتكاسة عسكرية تمنى بها منذ ما يقرب من عام. وقد تعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي باسترداد الرمادي عاصمة محافظة الأنبار الواقعة إلى الغرب من بغداد خلال أيام.

القوى المعارضة لدخول الحشد

 ويوضح الكاتب والمحلل مؤيد بلاسم العبودي لـ”المسلة” ان “جماعة رئيس مجلس الانبار كرحوت و هم ينسقون مع سياسي عراقي متعاطف مع داعش ويقيم في العاصمة الأردنية عمان، وهؤلاء كانوا يعتمدون على الوعد الامريكي بعدم إسقاط المحافظة بيد داعش، فاسقط بايديهم، وقد أثّر كرحوت على المحافظ الحالي، صهيب الراوي فمنعه من إصدار بيان مشترك مع عشائر الانبار يطالب بدخول الحشد الشعبي، بناء على طلب تلك الجهة السياسية التي تقيم في خارج البلاد”.

ويتابع العبودي “جماعة الحزب الاسلامي وهؤلاء يحلمون بإقامة اقليم سني، او على الأقل اقليم الانبار، و يمثلهم سياسيا، رافع العيساوي الذي كان يتزعم (مليشيا حماس العراق) التي ذابت واختفت من خارطة الحركات المسلحة”.

 ويضيف “يساوي العيساوي بين خطورة الحشد الشعبي و تنظيم داعش، وقد توسل بأمريكا لمنع دخول الحشد الشعبي الى الانبار، وطالب بتدخل أمريكي اوعلى الأقل عربي لكي يقيم جمهوريته الخاصة على ارض الانبار”.

واشار العبودي “جماعة خميس الخنجر، وناجح الميزان، وهؤلاء مدعومون من دول اقليمية، ليس لديهم تمثيل سياسي لكن لديهم وفرة مالية وعلاقة قوية بجهات خارجية “.

 واردف “حاولت هذه الجماعة إقامة تواصل مع فرنسا، وعن طريقها للاتحاد الأوربي لأجل إقامة مهرجان باريس، ومن خلاله يعملون مجلس انتقالي على غرار المجلس السوري والمجلس الليبي”.

وأزاد “جماعة المجلس العسكري لثوار العشائر، ولم تعد لهم أية قوة على الارض حاليا لا سياسيا ولاعسكريا، كانوا مدعومين من عبد الملك السعدي لكن زعيمهم علي حاتم السليمان اختلف معهم حول الأقاليم التي يرفضها السعدي”.

واشار “كذلك كتائب ثورة العشرين بقيادة حارث الضاري سابقا و ابنه مثنى حاليا، لم يعد لديهم تأثير عسكري حاليا، تأثيرهم الوحيد هو الجانب الاعلامي المتمثل في بيانات هيئة علماء المسلمين و قناة الرافدين”.

ويختم العبودي “لم يعد لحزب البعث تأثيرا قويا فمعظم البعثيين بايعوا داعش او تم اعتقالهم لكن خطابهم الاعلامي يرفض دخول الحشد الشعبي الى الانبار، وهم مصابين ببعد كبير عن الواقع حيث انهم يدعمون عاصفة الحزم السعودية ويهددون ايران وأمريكا و بنفس الوقت، ويطالبون أمريكا بتسليح العشائر السنية”.

وبحسب العبودي فان “القوى الداعمة لدخول الحشد الشعبي فهم معظم عناصر الشرطة و مقاتلي العشائر الموجودين على الارض ضد داعش مثل البو فهد و البو نمر و الجغايفة و البو شعبان و الذيايبة و البو عيسى “.

اعتراف بدور الحشد الشعبي

قبل سقوط الرمادي كانت مواقف القوى السنية شديدة في رفض مشاركة الحشد الشعبي في معركة الانبار، بما في ذلك الدفاع عن مدينة الرمادي، لكن هذا الموقف انقلب فجأة بعد سقوط المدينة، فقد صوت مجلس المحافظة وقادة من الكتل والعشائر السنية على أهمية مشاركة الحشد الشعبي لتحرير الرمادي من سيطرة تنظيم داعش.

وبعد موقف القوى السنية هذا، فان رئيس الوزراء حيدر العبادي، وجه دعوته للحشد الشعبي بالاستعداد للتوجه نحو الرمادي والمشاركة في تحريرها.

ويتفق عراقيون استقصت اراءهم “المسلة” على ان التعامل مع الحشد الشعبي بهذه الطريقة، يبعث على الاستغراب، فهل هذه القوات ماكنة حرب يجري استعمالها ونبذها بحسب رغبة المُستخدم؟.

ويرفض العراقيون ان يكون شباب الشيعة الشجعان بهذا الرخص الرقمي والمعنوي، بحيث توصف تشكيلاتهم الوطنية المضحية بانها (ميلشيات) على لسان قادة القوى السنية، ووسائل إعلامهم وكذلك على وسائل الاعلام الخليجية، دون ان يحتج أي كيان او مسؤول او سياسي سني على هذه الإساءة لقوة وطنية برهنت بالتضحية دورها البطولي في حماية العراق من الإرهاب؟.

اترك ردا