3 - الصفحة الثقافية عام

وزارة الثقافة تعيد تأهيل تمثال شهريار وسط شارع أبي نؤاس

أنجزت دائرة الفنون التشكيلية التابعة إلى وزارة الثقافة صيانة تمثال شهريار وهو أحد الإعمال الفنية الموجودة في شارع أبي نؤاس في العاصمة بغداد.

وقال مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الدكتور شفيق المهدي : إنَّ وزارة الثقافة مهتمة كثيراً بإعادة تأهيل النصب التذكارية والتماثيل،

وتمثال شهريار تحفة الفنان محمد غني حكمت، يمثل رمزاً من التأريخ الفني والثقافي للعراق، مبيناً إنّ وزارة الثقافة قامت بتشكيل لجنة من المختصين بشؤون ترميم النصب والتماثيل من الفنانين والنحاتين لإعادة تأهيله.

من جهته، يقول مدير قسم المصاهر الفنية طه وهيب: يأتي هذا الترميم ضمن خطة الدائرة لصيانة الأعمال الفنية في ساحات بغداد، وتمت المباشرة بصيانة عدد من النصب في ساحات بغداد والتي تضررت نتيجة الحرب والظروف البيئية، موضحاً تم إعادة ترميم تمثال شهريار وإبدال يد كانت مصنوعة بشكل غير صحيح حيث  استبدلت بيد من البرونز ثمّ نحتها الفنان حسام حازم سلو لتتلاءم مع يد التمثال إضافة إلى تصليح عدد من الثقوب الناتجة عن أطلاقات نارية وتنظيف العمل وإعادة الأكسدة (عملية تنظيف وجلي النصب)، مضيفا إنّ الفنان رضا فرحان والفنان حسام حازم سلو أشرفا على العمل واستغرق انجازه 15 يوماً.

ويعدّ نصب شهريار والذي يعني “الملك العظيم” من أروع الأعمال الفنية التي قدمها الفنان محمد غني حكمت (1929-2011)، هذا النصب أنجز في منتصف سبعينيات القرن الماضي (1975) من أجل بغداد التي أحبها كثيراً، وضع على  وصُمم النصب ليكون رمزاً لأروع القصص التي عرفتها الإنسانية، تلك القصص التي يظهر فيها الحب كبطل ينتصر على كلّ ما يحمله الإنسان من شر في ليالي “ألف ليلة وليلة”.

وجدير بالذكر أنّ محمّد غني حكمت ولد في الكاظمية في بغداد عام 1929 وتتلمذ على يد أشهر الفنانين العراقيين، جواد سليم (1921-1961)، وشاركه في بعض أعماله، تخرج من معهد الفنون الجميلة عام 1953، وحصل على دبلوم النحت من أكاديمية الفنون الجميلة روما 1959، ودبلوم الميداليات من مدرسة الزكا روما 1957، نال الاختصاص في صب البرونز فلورنسا 1961.

وهو عضو مؤسس في جماعة الزاوية وتجمع البعد الواحد، وفي جماعة بغداد للفن الحديث وساهم في معارضها، في سبعينيات القرن الماضي (1975)، تأثر منذ طفولته بالأبواب المزخرفة والنقوش العربية بألوانها الساحرة، فبذلك تشبّع حكمت بجماليات الآثار العراقية، الفنّ السومري، الآثار البابلية، التراث الآشوري، وبغداد العبّاسية.

وكتب عن نفسه قولًا شهيرًا :”من المحتمل أن أكون نسخة أخرى لروح نحّات سومري، أو بابلي، أو آشوري، أو عباسي، كان يحب بلده”.

وظل في أخر أيامه يعمل بشغف وإخلاص آملا بالعودة إلى بغداد ليكمل مشواره الذي بدأه قبل أكثر من ستين عاماً.

كان يأمل بأن يعود إلى بغداد يوما لانجاز ثلاثة أعمال برونزية: الأول تمثال السندباد البحري عائم وسط نهر دجلة، والثاني نافورة مصباح علاء الدين السحري في ساحة الخلاني، والثالث لحرامي بغداد، تلك الشخصية التي اشتهرت في العصر العباسي.

 

اترك ردا