3 - الصفحة الثقافية عام

نوبل تذهب إلى صحافةالأدب وللحكايات التي يرويهاالبسطاء

كانت أنظار العالم  قد اتجهت الى  الياباني هوراكي موراكي وإلى  التشيكي ميلان  كونديرا ، فيما كان العرب يتوقعون ان تنصفهم نوبل للآداب هذه المرة فتذهب الى الشاعر أدونيس الموجود على اللائحة  القصيرة منذ اكثـر من عشرين عاما ، فيما صاحب تويجات الدم   نغوغي ثيونغ  يجد اسمه كل عام على رأس قائمة المرشحين  ، إلا ان القائمين على الجائزة فاجأوا العالم حين منحو ا نوبل اللآداب لهذا العام الى إلى البلاروسية سفيتلانا أليكسيفيتش التى تعد من أهم وأكبر الصحفيات في العالم.

 بذلك تكون أليكسييفيتش المرأة الرابعة عشرة التي تحصل على هذه الجائزة منذ تأسيسها عام 1901.
وقالت أليكسييفيتش إنها «فوجئت» باتصال الأكاديمية السويدية الملكية في استوكهولم لإبلاغها بالفوز بجائزة نوبل للآداب.
وقالت للتلفزيون السويدي، بعد دقائق فقط من الإعلان عن فوزها: «الفوز بهذه الجائزة شيء عظيم». وأشارت إلى أنها كانت قد انضمت إلى أمثال إيفان بونين، الأديب والشاعر الروسي الذي فاز بالجائزة نفسها عام 1933، وبوريس باسترناك، الكاتب والشاعر الروسي الذي فاز بالجائزة عام 1958. ومن المقرر أن تحضر الفائزة حفل تسليم الجوائز في 10 كانون الاول في استوكهولم، ولكنها لم تقرر بعد الأوجه التي تنفق فيها قيمة الجائزة البالغة ثمانية ملايين كورونا سويدية (نحو 860 ألف يورو). وأضافت: «لدي أفكار لكتب جديدة وآمل أن تدعم الجائزة ذلك».
واختتمت المقابلة القصيرة مع التلفزيون السويدي بالقول «شكًرا للسويد.
وكانت أليكسييفيتش من أكثر الكتاب المرشحين للفوز في السنوات الأخيرة ولدت سفيتلانا أليكسيفيتش في أيار عام 1948 من أب بيلاروسى وأم أوكرانية، ونمت في روسيا البيضاء. وبعد الانتهاء من الدراسة، عملت كمراسلة في العديد من الصحف المحلية، ثم مراسلة لمجلة “نيمان” الأدبية في مينسك، ثم اتجهت لمهنة الصحافة والكتابة السردية وتميزت في إجراء الحوارات الإنسانية مع شهود عيان على الأحداث الأكثر إثارة في تاريخ بلدها مثل الحرب العالمية الثانية، والحرب السوفيتية الأفغانية، ونهاية الاتحاد السوفياتي، وكارثة تشيرنوبيل. وبعد الاضطهاد من قبل النظام لوكاشينكو، غادرت روسيا البيضاء في عام 2000، فتنقلت ما بين باريس، غوتنبرغ وبرلين. في عام 2011 انتقلت إلى مينسك. ولاهتمامها الدائم بالأمور الإنسانية وصفت كتبها بأنها “وقائع أدبية من التاريخ العاطفي للمواطن السوفيتي” خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، إذ تقول “إذاً لو كان لنا أن ننظر إلى الوراء من تاريخنا، ، سنجد أن هذا التاريخ عبارة عن قبر جماعي ضخم وحمام من الدم الساخن، بل هو محادثة دائمة بين الجلادين الضحايا” وقد نمت شهرتها مع إصدارها لكتاب “الوجه غير الأنثوي للحرب” 1985 وقد انتشر هذا الكتاب بشكل كبير في وقت صغير وبيعت منه أكثر من مليوني نسخة، ويتكون هذا الكتاب من عدة مونولوجات لذكريات النساء عن الحرب العالمية الثانية ،أما كتابها الآخر المسمى بـ”غير طفولي” فهو عبارة أيضا عن حوارات لذكريات الأطفال في زمن الحرب. وقد اكتشفت في كتبها هذه أن صورة الحرب تختلف تماما في عيون النساء والأطفال عن صورتها في الكتب والسجلات والوثائق الرسمية، كما أنها نشرت في العام 1993 كتابا آخر عن حالات الانتحار التي انتشرت في المجتمع الروسى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واصفة فيه وقائع انهيار الشخصية الشيوعية التي شعرت بأنها انتهت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وقد تم نشر كتب سفيتلانا أليكسيفيتش في ما يقرب من 19 دولة منها الولايات المتحدة، ألمانيا، المملكة المتحدة، اليابان، السويد، فرنسا، الصين، فيتنام، بلغاريا، كما أنها كتبت العديد من الأفلام الوثائقية و3 مسرحيات عرضت في فرنسا وألمانيا وبلغاريا.

اترك ردا