عام فنون ومسرح

لوحة الطبّال جسّدت الطقوس التراثية العراقية في رمضان

اقتنت دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة عدّة لوحات فنية وكانت أبرزها لوحة (الطبّال) للفنان الموصلي وليد شيت طه من مقتنيات المتحف البغدادي والتي تجسّد الطقوس العراقية التي يمثلها ذلك التقليد التراثي القديم .

وقال مدير مجلة تشكيل الناقد صلاح عباس لمحررة قسم الإعلام والاتصال الحكومي في وزارة الثقافة: “إنّ الفنان وليد شيت رسم لوحة (الطبّال) في السبعينيات وبقياس (110×80) سنتمتر، وهي زيت على قماش، جسّد فيها ذلك التقليد العراقي الذي أعتمده الناس في رمضان.

وأكدّ عباس إنّ الفنان رسم عتمة الليل والإضاءات البعيدة اللافتة للانتباه، إذ يظهر في اللوحة رجلان أحداهما يحمل الدمّام والآخر يلوح بيده، مردفاً بالقول: “نرى في الأفق البعيد حارساً ليلاً يمشي ويتبختر في الأزقة الموصلية المتميزة بشناشيلها وقرب بناياتها الخاصة، كما نلاحظ في نهاية اللوحة وعلى الرغم من العتمة لكنها تشع بالحياة وتنبض بروح الزمن الماضي، إذ كانت الألفة تجمع بين الناس لاسيما في شهر رمضان المبارك”وفي معرض إشادته.

أوضح عباس إنّ الطريف في هذه اللوحة إننا نرى شكلاً لسيدة موصلية تقف بجوار نافذة تطل من أحد الشناشيل وكأنها استيقظت على قرع الطبول فأضاءت مصباح الغرفة، مبيناً إنّ العلاقات الاجتماعية في مدينة الموصل (أيام زمان) كانت تتسم بكرم الأبناء، وكما يبدو لي أن هذه السيدة ستترك شرفتها وتقدم ما تستطيع أن تجود به للطالبين من حلوى وفاكهة وسوى ذلك.

وأشار مدير مجلة تشكيل إلى أنّ الفنان وليد شيت طه أبدع في رسم هذه اللوحة واستطاع أن يوصل أفكاره للمتلقين بكلّ بساطة وهدوء معبراً عن ملمح من ملامح الحياة العراقية من حيث توزيع الأشكال والوحدات الصورية وخلق إنشاء تصويري هائل ومميز لإتباع النظام والدقة في رسم التفاصيل والأجزاء.

إلى ذلك نوّه عباس بالقول: “إنّ لدى العراقيين الكثير من العادات والتقاليد المهمة التي يفتخر بها ومن بينها عادات قرع الطبول والتصويت للإعلام ببدء لحظة السحور في رمضان المبارك فيقوم شخصان أو أكثر بالسير بين الأزقة (والدرابين) والأفرع وهم يدقون الطبول ويصيحون بأعلى أصواتهم (سحور) فيستيقظ النائمون”.

ويذكر أنّ الفنان وليد شيت طه من القلائل المهتمين بأسلوب الاستعارة في رسم اللوحة التشكيلية، تخرّج من أكاديمية الفنون الجميلة – بغداد 1969 وشارك في العديد من المعارض داخل العراق وخارجه، وهو عضو مؤسس لجماعة الأكاديميين العراقيين وجمعية التشكيليين العراقيين، وعضو نقابة الفنانين العراقيين.

 

اترك ردا