3 - الصفحة الثقافية عام

قصيدة (شهرٌ بهِ الجَـــنـّاتُ تـَفتحُ بابـُها) للشاعر السيّد بهاء آل طعمه

رمضانُ شهــرُ العفو والغفرانِ
شـهرٌ بهِ لُـــطفٌ منَ الرّحمنِ

شهــــرٌ به الرَّبُ الغفورِ مُبشّراً
لعـبادهِ للفــــــوز بالغــفرانِ

بهِ طاعـــةُ اللهِ يفــوحُ عبيــرَها
كالمِـــسكِ في الأجواء والأكوانِ
فاقضِ لياليـــــهِ السنيـَّـةِ راكعاً
أَوْ ساجــــداً ومُـرتـّلَ القــرآنِ
سبَّح لربّ الكونِ ثُمّ َعلى النَبيّ وآلهِ الصَّلواتَ كلّ ثَوانيْ

واعملْ بجِــــدٍّ لا نظـــيراً مثلهِِ

إذ كلُّ ذا في كَـــفـّة المـــيزانِ

ينـْـظركَ ربّكَ إنْ عزمتَ صيامهُ
ستـَفـِـــرُّ منكَ مكائدُ الشّيـطانِ

روّضْ لسانَـــكَ للإلهِ تهــجُّداً
فاللهُ يشكُرُ للعــــبادِ تــــفانيْ
شهرٌ بهِ الجَـــنـّاتُ تـَفتحُ بابـُها
بهِ تـُغـــــلقُ الأبـــوابُ للنـيرانِ
هــيّا عبادَ اللهِ قومُـــوا واطفئوا
نار الذُّنــــوبِ بتــوبةِ الإحسانِ
ها قد أصــرَّ اللهُ يكــتبُ رحمةً
ذا منهُ وعـــدٌ في مدَى رمضانِ

صلّوا وصومُـــوا أنّ تلكَ لطاعة
للهِ قـــد وجَــبَتْ على الإنسانِ
لكنـّما لا تكـــــفي كلَّ عبادةٍ
دون الولايةِ نحنُ في خُسرانِ ..!
مهما اتـَّقَــيتَ وكُنتَ أفـضلَ عابدٍ
دون( عليّ ) أَنتَ في خُســـرانِ

وكذا العبادةُ والفِــعالُ جميعَها
فعليُّ ينظُــــرُها بكلّ ثـــواني
شهرٌ إذا زارَ الحُسينَ مُـوالياً
لا لنْ يُـقاسَ الأجـرُ بالأثـمانِ
واصـبر على عطـشٍ وجوعَ نهارهِ
واذكُر حُــسيناً بالعرا عطشانِ

ياشيعـــة الكرَّارِ قوموا ليـــلهُ
وتــسابقــوا بتـــلاوةِ القـُرآنِ

ذيْ فـُرصةٌ للتّـــائبينَ لربِّــهم
فاللهُ يُعــــــطي شُحـنةَ الإيمانِ

أوَ .. مايُحبُّ الناسُ يُغفرُ ذنبهُم
كي يكسبوا الجـنّاتَ والرِّضوانِ

أوَ .. ما .. ما يَـودُّ الخلقُ نظرةَ خالق
باللّطفِ بالإحســانِ والغــُــفرانِ
رمـــضانٌ نورٌ إنّــما بهِ دمـعةٌ
نزفَتْ منَ الأحشاءِ كاالطــــوفانِ
آهٍ .. فراحَ العرشُ ينشَقُّ لها منْ فعـْلةِ اللّقطاءِ والطُغيانِ

هي ليلــــةٌ لطمَ الملائكُ وجهــهُم
وبكـتْ ســـــماءُ الله في الأكــوانِ

إذ فيهِ أركانُ الهُدى قد هُـدَّمتْ
قتَـلوا عَلِــيّاً زُمرةَ الشيــطانِ

ذاك ابنُ ملَجَمَ سيفهُ متربِّــصٌ
بالغــدر صوَّبَ مُـنهــجَ القرآنِ

به ليلةُ القَـــــدر ومــآ أدرآكها
هي ( فاطمٌ ) رغماً على الجرذانِ
هي ليلــةٌ القــَدر لها أســـرارُها
طـــوبى لِمَنْ أدرَكها بتــــــفانِ

إذ كلّ داعٍ يُســــــتجابُ دعاؤهُ
فاللهُ يســـــمعُ دعوةَ اللَّــــهفانِ

ثـُمَّ الخــــلائقُ كلّهُم بخــتامهِ
يمـضوا لأَخـــذِ جوائزَ الغُــفرانِ

بُـــشراكَ بالحشرِ عليٌّ واقـفٌ
يَعـطيكَ ( صكَّاً ) بالولاءِ جنانِ
يَسقـيكَ منْ ماءِ الزُّلالِ بشربةٍ
فاشربْ هَــنيئاً أنتَ منْ أَعوانيٍ

**************

ياسيــداتي سادتي مُتمنياً
لكمُ الصيامُ بأجملِ الألحانِ

وتـقـبَّلَ الله جزيلَ فِعالكم
بالصومِ والصلواتِ والإحسانِ

 

اترك ردا