3 - الصفحة الثقافية عام

وزارة الثقافة تسعى إلى درج لعبة “المحيبس”ضمن الموروث العالمي

تسعى وزارة الثقافة لإحياء التراث الشعبي اللامادي في العراق وإدراجه ضمن القائمة التي تقدمها كلّ سنتين إلى منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للموروث العالمي، ومن هذه الطقوس والعادات التي تعدّ من التراث غير المادي والتي من المؤمل تسجيلها هي لعبة “المحيبس” التراثية.

فقد اعتاد العراقيون ومنذ زمن بعيد أن يحيوا ليالي الشهر الفضيل بلعبة “المحيبس” التي امتازت بها ليالي شهر رمضان المبارك عن بقية الشهور،

وهذه اللعبة  إستهوت العراقيون من لاعبين ومشجعين والتي اشتهرت بها المحلات البغدادية القديمة مثل: الكاظمية، والأعظمية، والجعيفر.

 يقول رئيس تحرير مجلة التراث الشعبي التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة قاسم خضير عباس: إنّ لعبة (المحيبس) التراثية، مصغر المحبس وهو الخاتم، يمارسها الكبار والصغار في شهر رمضان المبارك تحديداً، إذ يجتمع الناس في المقاهي والحارات والبيوت والمضايف.
 وأوضح خضير “إنّ من شروط لعبة المحيبس هو أن ينقسم اللاعبون إلى مجموعتين، كلّ مجموعة تتكون من سبعة أشخاص، يجلسون لتشكيل حلقة حول قطعة قماش مفروشة على الأرض وسط المجلس، ثم يخبئ أحد اللاعبين من الفريق الأول يديه وأيدي أصحابه تحت قطعة القماش حيث يخفى (المحيبس) في كف أحدهم، ثمّ تخرج المجموعة أكفهم وهي مضمومة، ويقوم أحد أفراد المجموعة الثانية باكتشاف الكف التي فيها الخاتم (المحيبس) مستعيناً بفراسته وبالمظهر الذي يبدو على من يحمل الخاتم في يديه، سواء كان المظهر احمراراً في وجهه أو رعشة في يده.
 وأضاف خضير “إنّ المقاهي تضج باللاعبين حيث يكثر فيها الصخب والنداءات التي تصاحب هذه اللعبة مثل (كسرهاالعظم، اكعد أنت، كسر هناك، جيبه من اليسرى، بات) وغيرها من المصطلحات.
 وقال خضير “لعبة المحيبس تقوم نتائجها على رهان، إذ يتحمل الفريق الخاسر كلفة شراء كمية متفق عليها من: البقلاوة أو الزلابية أو الحلقوم أو النومي أو البرتقال، فيما إذا صادف شهر رمضان في موسم نزول هذه الفواكه، إضافة إلى تسديد أثمان أكواب الشاي أو الحامض أو الدارسين لصاحب المقهى بما يساوي عدد اللاعبين من الفريقين أو يتجاوزه إلى عدد آخر من الجالسين حولهم من مشجعي الفريق.
 وأشار خضير”إنّ في عقد التسعينات من القرن الماضي كانت تنظم مباريات هذه اللعبة في بغداد والمحافظات، وبعد عام 2003 انحسرت هذه اللعبة بسبب الوضع الأمني، وهي تهدف إلى تقوية أواصر المحبة والصداقة وإشاعة روح الألفة بين الناس قي مختلف المناطق”.

اترك ردا