7 - تقارير وتحقيقات عام

من اسقط طائرة الروس.. داعش أم بريطانيا؟

سقوط الطائرة الروسية في سيناء شكل كارثة انسانية مثيرة للجدل على الصعيد الدولي، لما اثارته من تداعيات وغموض حول اسباب سقوطها الذي يشير الكثير من المحللين بالقضايا الدولية الى ان وراء كارثة طائرة الروس حرب خفية واجندة مبهمة لإيصال رسائل سياسية بين الخصوم في لعبة الدولية داخل الشرق الاوسط، فمنذ وقوع كارثة طائرة الركاب المملوكة لشركة روسية خاصة في الأجواء المصرية، لم يدل أي مسؤول كبير في أي دولة من دول العالم بتصريحات مثيرة، إلا في بريطانيا،

والتي اقرت باحتمال زرع عبوة ناسفة داخل الطائرة بترجيح تنظيم داعش القيام بهذه العملية الارهابية، اضافة الى اصدار قرار بإيقاف الرحلات الجوية القادمة من منتجع شرم الشيخ المصري، جل هذه الامور ترجع بحسب بعض المحللين إلى معارضة المملكة المتحدة لتحركات روسيا في سوريا، فقد اعتبار هؤلاء المحللون ان ما صدر من بريطانيا من تصريحات وقرارات يشكل وجه لمعارضة جيوسياسية لتحركات روسيا في سوريا.

ففي الوقت الذي رجح فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن عبوة ناسفة اسقطت طائرة ميتروجيت الروسية التي قتل جميع ركابها، حذر مسؤولون روس ومصريون من التسرع في الحكم، لكن الأمر يبدو ليس مستغرباً بالنسبة لمسؤولي الاستخبارات الأميركية.

لكن يرى بعض المحللين الأمنيين إن التحرك الذي تقوم به شركات الطيران البريطانية بوقف رحلاتها إلى شرم الشيخ إلى جانب الانتقادات التي حملها الإعلام للسلطات المصرية تؤكد وجود أدلة على تفجير قنبلة على متن الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء، مضيفا أنه لو كان هناك بالفعل مشكلة فنية لسارعت القاهرة وموسكو إلى الكشف عنها.

في المقابل قال مسؤول في الطيران في موسكو ان المحققين يدرسون احتمال زرع شيء في الطائرة مما أدى إلى وقوع الكارثة، وكررت داعش -التي تسيطر على مناطق كبيرة من العراق وسوريا وتحارب الجيش المصري في سيناء- مسؤوليتها عن اسقاط الطائرة وقالت إنها ستكشف في الوقت الذي تراه مناسبا عن “آلية” تنفيذ الهجوم.

من جهتها روسيا عرضت على ما يبدو دليلاً آخراً، إذ أوردت وفقا لأحد المصادر، أن الصندوق الأسود لقمرة القيادة التقط أصواتاً غير مألوفة قبل اختفاء الرحلة من على شاشة الرادار بوقت قصير، ولم يتلق مراقبو الحركة الجوية أي نداء استغاثة، والمحققون يبحثون في هويات من كانوا على متن الرحلة المنكوبة، لمعرفة ما إذا كان أحدهم عبث بالطائرة أو زرع قنبلة على متنها، لكنهم لم يجدوا حتى الآن أي علامات على وقوع انفجار من خلال الحطام الذي عثر عليه، وخبراء في مجال الطيران يقولون إن كل هذه الفرضيات سابقة لأوانها.

لكن بحسب محللين آخرين انه من الواضح أن واشنطن ولندن تدفعان في اتجاه روايات محددة، ولا تجزمان في الوقت نفسه بتلك الروايات والفرضيات. وتواصلان إلقاء ظلال الشك ليس فقط على الروايات الأخرى، بل على أي إمكانية للتعامل بحكمة وعقلانية مع الحادث الذي يمثل أهمية قصوى بالنسبة لروسيا ولمصر على حد سواء.

علما بأن الولايات المتحدة وبريطانيا تغمضان عيونهما تماما عن الهلوسات السياسية التي يروج لها بعض وسائل الإعلام بشأن ارتباط الحادث بالإجراءات الروسية لمكافحة الإرهاب في سوريا.

ويرى هؤلاء المحللون ان هذا التسخين المتعمد لوسائل الإعلام، وتضليل الرأي العام قبل ظهور نتائج البحث والتحقيق، دفع الكرملين مجددا للتقليل من أهمية الفرضيات التي أعلنتها واشنطن ولندن حول أسباب تحطم الطائرة، بل واعتبر الكرملين أن أي تصريحات تصدر عن جهات غير مرتبطة بالتحقيق، هي تصريحات غير جديرة بالثقة.

وكان من الواضح أن تصريحات الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف هي للرد على تصريحات هاموند الذي سمح لنفسه باستباق نتائج التحقيقات، وأعلن من نفسه خبيرا في مجال سقوط الطائرات هو ورئيس وزرائه.

وعليه يبدو في كل الأحوال، من الصعب دفع الطرف الروسي إلى مصيدة الانفعال أو ارتكاب أخطاء سياسية وأمنية، أو جره إلى طرق فرعية قد تخفي الأسباب الحقيقية للكارثة، أو إلى اصطفافات تتعارض مع مصالح موسكو. وتبقى عبارة بوتين لوزير النقل الروسي: “المهم الآن هو البحث عن الأسباب الحقيقية لكارثة الطائرة لكي يتسنى لنا التعامل بشكل مناسب معها”. هذه الرسالة المهمة، موجهة إلى وسائل الإعلام “الصفراء”، وإلى أطراف تمارس هواية خلط الأوراق لأهداف سياسية معينة، وإلى من هم وراء الكارثة في حال جاءت التحقيقات لترجح رواية على أخرى، فما دام التحقيق مستمرا في ملابسات الكارثة التي أودت بحياة 224 شخصا كانوا على متن الطائرة الروسية، لا تزال جميع الفرضيات مطروحة على الطاولة، لذا يبقى اللغز الطائر الروسي من مصر الى الغموض المجهول حتى اللحظة الراهنة.

اترك ردا