لم يطل الامر حتى امسى اسم داعش مرتبط بكل بشاعة تخرق ابسط حقوق الانسان في الشرق الاوسط , حيث عكف التنظيم على خطف وبيع النساء صغيرات السن في اسواق “نخاسة” , في شكل قديم متجدد من اشكال الاتجار بالرق البشري , مما اجبر بعض المنظمات والافراد على العمل تحت الارض لانقاذ ما يمكن انقاذه من الابرياء من بطش التنظيم.
وفي هذا الاطار اوردت مجلة “كوارتز” الامريكية تحقيقا , تتحدث فيه عن تجربة امراة عراقية من محافظة الانبار , اعدم زوجها على يد التنظيم في تكريت , ثم خطفت بناتها من قبله اثناء محاولتها واياهم الخروج من المحافظة المنكوبة باتجاه كركوك , حيث اقتيد بناتها نحو الرقة كي يتم بيعهن هناك , لتتحدث عن المصاعب التي مرت عليها وهي تحاول الوصول الى الرقة باحثة عن بناتها بغية استعادتهن , مكتشفة في طريقها وجود شبكات سرية تقوم بتهريب وحماية النساء من الاستعباد الداعشي.
حيث اسردت المجلة حكاية “صفية” ذات الـ 55 عام وهي تصارع لاجل بلوغ بناتها , بعد ان حاولت الانتحار لاكثر من مرة يائسا مما اصاب عائلتها , انها وبالتعاون مع رئيسة منظمة خاصة عراقية لحماية حقوق النساء اشارت اليها الصحيفة باسمها الثاني “محمد” , قد اتجهت الى سوريا , والان هي بصدد البحث عن بناتها.
ياتي هذا في الوقت الذي تزداد فيه صعوبات اقامة هكذا ملاجئ وادامتها , وكذلك نقل الفتيات من المناطق التي يسيطر عليها داعش بعد تحريرهن عن طريق الشراء او مساعدتهن على الهروب , الى المناطق الامنة الاخرى القريبة , او تسليمهن الى اقربائهن , الامر الذي يدق ناقوس الخطر على حد تعبير رئيسة المنظمة.
يذكر بان “محمد” قد قامت بزيارة نيويورك في وقت سابق من هذا العام , بهدف نشر الوعي عن تعرض النساء في العراق الى تعنيف شديد لم يسبق له مثيل , حيث يتعرضن الى جرائم قتل واغتصاب من قبل التنظيمات الارهابية والجماعات المسلحة , بالاضافة الى ما يتعرضن له من جرائم شرف وسلب حريات وحقوق في مجتمع اصبحت سمته الفوضى.
حيث اكدت محمد للمجلة , بان ما يزيد عن 600 امراة عراقية تمتلك اسمائهن قد خطفن من الموصل منذ عام 2014 والى الان , مؤكدة ان العدد اكبر كونها لا تمتلك المصادر الكافية لتاكيد الرقم وجمعه مع بقية المحافظات العراقية التي تعرضت للغزو الارهابي , ياتي هذا في الوقت الذي قدمت فيه محمد عريضة امام لجنة من الامم المتحدة , تطالبها فيه بالتدخل لايقاف العنف المتضاعف ضد النساء في العراق , والتمييز الذي يتعرضن له بنسبة غالبة على المجتمع العراقي , حيث تابعت محمد بدفع جزء كبير من اللوم تجاه الحكومة العراقية , والتي وصفتها بانها مكتفة ولا تفعل اي شيء تجاه ما تتعرض له النساء في البلاد , حيث اكدت ان الامر وصل الى حد اعاقة عمل منظمتها في بعض الاحيان عمدا , متابعة , بان الحكومة منعتها من اقامة معسكرات ايواء خاصة للنساء اللواتي فقدن اقربائهن , الاتيات من مناطق النزوح.
ياتي هذا في الوقت الذي شددت فيه محمد على ان هذه الاجراءات الحكومية , قد خلقت عبئ على كاهل المراة العراقية , والتي تمنع النساء الهاربات من “جرائم الشرف , الاختطاف , الاتجار , العنف الجنسي والجسدي , الزواج القسري” من الحصول على تعريف هوية خاص بها دون وجود ذكر من اقربائها , فيما اكدت ايضا ان ما يقارب ثلث مليون امراة عراقية تتعرض للخطر في اي وقت معطى , دون ان تعترف الحكومة العراقية بذلك حتى , مشددة على ان موقف الحكومة العراقية يقول “الدولة لا تحمي المراة , بل اخاها او اباها وزوجها , عدا ذلك فلا يجب ان تؤخذ لاي مكان اخر عن الذي توجد فيه حاليا , حيث وقفت الحكومة ضدنا بشكل عنيف جدا” , في الوقت الذي جددت فيه “محمد” مطالبتها مجلس الامم المتحدة بالتدخل العاجل بغية انقاذ نساء العراق من بطش داعش والحكومة العراقية على حد سواء.
