طالب ممثل المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، اليوم الجمعة، السياسيين العراقيين بتوحيد مواقفهم اتجاه الموازنة العامة “والتفتيش الدقيق”، عن موارد مالية أخرى للبلاد، وفيما أنتقد قيام الحكومة والبرلمان “برفع يدهما” عن الزيارات الدينية المليونية في كربلاء، دعاها إلى تشكيل هيأة لإدارة هذه الزيارات.

وقال احمد الصافي، خلال خطبة صلاة الجمعة في الحضرة الحسينية بكربلاء  إن “الموازنة المالية العامة للبلاد من أهم العوامل الأساسية لعمل جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية”، مبينا أن “التأخر بإقرارها سيبقي المشاكل دون حل ويفتح مشاكل أخرى”.
وأنتقد الصافي “الاعتماد على النفط كمصدر وحيد لموارد البلاد وعدم استثمار الثروات الأخرى الموجودة في العراق”، مطالبا “السياسيين بوقفة ونظرة واحدة والتنازل للبعض في الأمور التي تهم عموم البلاد وضغط النفقات غير الضرورية والاقتصار على الأمور التي تمس حياة المواطن”.
وشدد الصافي على “ضرورة رسم سياسية مالية واضحة للبلاد والتفتيش بدقة عن موارد أخرى غير النفط والتي تحتاج الى قرار لاستثمارها”.
وتابع ممثل السيستاني أن “زيارة الأربعين في كربلاء مرت بنجاح ونثمن جهود كل من ساهم بذلك، ولكنه ليس النجاح المأمول والمطلوب قياسا بأعداد الزوار الذين دخلوا المدينة”، منتقدا “عدم إيجاد الحلول الجذرية من قبل الحكومة والبرلمان لمشاكل ومعاناة زيارة الأربعين الدينية المليونية في كربلاء لعشر سنوات متواصلة وصل خلالها عدد الزوار الى أكثر من 16 مليون زائر في العام الواحد”.
وعد الصافي “الاستعدادات من قبل الحكومة المركزية لهذه الزيارة بالمتواضعة والطرق أصبحت بائسة ولا تتحمل عدد الزوار، فضلا عن أن خدمات النقل لا تفي قياسا بحجم الطوفان البشري الذي تشهده المدينة إضافة الى الخدمات الصحية والأمن وغيرها خلال تلك الزيارة”، مطالبا “الحكومة والبرلمان بتشكيل هيئة وفق القانون لتأخذ على عاتقها إدارة الزيارات الدينية المليونية والعمل من الآن لتوفير متطلبات الزيارات المقبلة وإنشاء الطرق المناسبة والخدمات الأخرى لزوار كربلاء”.
ولفت الصافي إلى ان “زيارة الأربعين ليست أمرا طارئا ولا للشيعة فقط بل هي تظاهرة عراقية كبيرة ليس لها مثيل في العالم ومن غير المنطقي رفع يد الحكومة والبرلمان عن هكذا حدث والاعتماد على الحكومة المحلية ودوائر المحافظة في إدارة الزيارة دون صلاحيات مالية وإدارية تتكفل بذلك”.
وأكد الصافي أن “العتبات المقدسة في كربلاء تعاني من مشكلة عدم الدعم المالي لها ومطالبة جميع المؤسسات الحكومية المساعدة منها في الزيارات المليونية بكثير من المفاصل”.
مطالبا “الحكومة والبرلمان بتشكيل هيئة وفق القانون لتأخذ على عاتقها إدارة الزيارات الدينية المليونية والعمل من الآن لتوفير متطلبات الزيارات المقبلة وإنشاء الطرق المناسبة والخدمات الأخرى لزوار كربلاء”.