3 - الصفحة الثقافية عام

مكتبة شومان تحتضن حفل توقيع “الذي سرق نجمة” للشّعلان

احتضنت مكتبة شومان في العاصمة الأردنيّة عمّان حفل توقيع مجموعة” الذي سرق نجمة” للأديبة الأردنية ذات الأصول الفلسطينيّة سناء الشّعلان،وذلك في حفل بهيج حاشد ضمّ نخب ثقافيّة وأكاديميّة وإعلاميّة فضلاً عن المهتميّن والمتابعين والقرّاء والباحثين.

والمجموعة صادرة عن دار أمواج الأردنيّة للنّشر والتّوزيع لتكون القصة الخامسة عشرة في سلسلة إصدارات الشّعلان في فنّ القصّة القصيرة،وهي تقع في162 صفحة من القطع الصّغير،وتتكوّن من أربع عشرة قصّة قصيرة،تحمل على التّوالي العناوين التّالية:” الذي سرق نجمة،منامات السهاد،حيث البحر لا يصلي،الضّياع في عيني رجل الجبل،الاستغوار في الجحيم،جريمة كتابة،راقصة الطاغية،أبو دوح،سحر وداد،غالية سيدة الحكايا،العيون التي ترى،حدث في مكان ما،يوميّات إنسان مهزوم.

والاستثنائي في هذه المجموعة هي أنّ قصصها قد نالت الكثير من الجوائز العالميّة والعربيّة،منها:جائزة زحمة كتاب للثقافة والنّشر الدّوليّة،وجائزة أفضل صحفي في جريدة رأي الأمّة،وجائزة صلاح هلال الأدبيّة،وجائزة مهرجان القلم الحرّ للإبداع العربيّ،وجائزة القصّة الومضة العالميّة، وجائزة منظمّة كتّاب بلا حدود،وجائزة أحمد بوزفور للقصّة القصيرة،وجائزة معبر المضيق.

وهذه المجموعة هي تمثيل حقيقي وناضج لتجربة الشّعلان في الكتابة القصصيّة؛إذ أنّها تنحاز إلى اللّغة المتفرّدة التي تنتصر للمعمار اللّغوي الرّاقي الذي لا يقبل أن يتنازل عن جماله واستدعاءاته في سبيل مخاطبة المتلقّي ضمن شرائحه كاملة،بل هي تأخذ المتلقي في رحلة لغويّة خاصّة في سهوب من الجمال والانتقاء،لتصل به إلى مبتغى مغامرة الشّكل من أجل حمل الفكرة والرّسالة التي لا يمكن إلاّ أن تكتمل أو توصّف دون التّعاطي مع الثيمات الكبرى في هذه المجموعة التي تتلخّص في الحريّة والخير والجمال في أشكاله المتنوّعة التي تتضافر جميعاً لأجل الثّورة على التعنصر والقبح والظلم والاستبداد والقسوة.

هذه المجموعة تملك لساناً لا يعرف الخوف أو الازدجار،ويصمّم على أن يتصدّى للظلّم والظالمين،ليكون خصمهم الذي لا يعرف مهادنة،هي صوت الثّورة والرّفض والإصرار على الحياة والعدالة والكرامة،هي إعلاء لقيم الجمال في كلّ مكان وزمان،هي تلك الكلمات التي لا نقولها جهراً إلاّ نادراً،في حين نهمس بها سرّاً لأنفسنا في كلّ لحظة.

و أدار الحفل الأديب النّاقد عطا الله الحجايا عضو هيئة إدارة رابطة الكتاب الأردنيين الذي قال في معرض تقديمه للشّعلان:”أتشرّف اليوم بأن أقدّم لكم وأحتفي معكم بالزّميلة الدّكتورة سناء الشعلان.وسناء غنية عن التّعريف،فحضورها الإبداعي والأدبي في السّاحة الأردنية والعربيّة والعالميّة حضور مشهود متنوّع؛حيث أثبتت هذا الحضور،فكتبت في النّقد والرّواية والقصّة وأدب الأطفال،فكانت في كلّ مجال مبدعة مجلّية،وحازت المراكز والمراتب الأولى في الجامعة،وفي كلّ مراحل الدّراسة،وحصدت الجوائز الأولى في الإبداع،ولا يكاد يوجد لها عمل إبداعيّ إلاّ وحاز جائزة أو أكثر.

واضاف لا بدّ أن أشير إلى أنّني كنت شاهداً على إبداعاتها الأخيرة،وهي مجموعتها القصصيّة “حدث ذات جدار”،و”تقاسيم الفلسطيني”،وكنت أرى كم كانت مسكونة بالهمّ الوطنيّ الفلسطينيّ،وهي تراقب المعاناة التي يعيشها الشّعب الفلسطينيّ،فأخذت عل نفسها أن توثّق ذلك،وأن تجعل القضيّة همّها ورسالتها،إذ إنّها آمنت أنّ المبدع الذي لا تحضر فلسطين في إبداعه هو مبدع عليل الحبر كسير الخرف مهيض القلم.لقد أدركت سناء ذلك،وهي ابنة القضيّة الفلسطينيّة،فجسّدت في مجموعتها تلك المعاناة ووثّقتها،ومن هنا أدعوكم لقراءة هاتين المجموعتين بوصفهما شاهدين على الأدب الملتزم الذي يدرك حجم رسالة الحرف وقدسيّة القلم”

اترك ردا