3 - الصفحة الثقافية عام

قصيدة (من ظِلال كُرومهــــــا) للشاعر نصير الشيخ

1
وجهها الذي تكسر قبل حربين أو أكثر
ما زالت شظاياهُ
تُدمي ما تبقى مني…

2
لأنها لا تحبُ البقاء قرب دفء كلماتي
فضلت المكوث..
قرب حطبٍ لموقدٍ مهجور…
3
لا تكترث حتما..،
لما تبقى من هياكل رسائلي
ولما ظل مؤرقا كفوانيس الذكرى
ولما سيظلُ عابقاً كدمٍ مجفف…
حزمت صرة أيامها ـ مكرهةً ـ
وانسلت كروحٍ مهزومٍ
من بابِ حياتنا الخلفي..

4
إذ تشعلٌ عود ثقابٍ
لتبعثَ النار في حطبِ موقدِ منزلها
تذكرتْ ندبة ًخالدةً على جلد كفها الأيمن
..كفها وهي تتفتحُ كزهرةٍ وحيدةٍ
لترتشفَ رماد سكائري ـ دوماـ
في هوةِ اشتياقها..

5
لحظة همتْ ان تحرقَ أوراقٌا كتُبت بمدادٍ ملائكي
استوقفها حرفُ النونِ.. وصاح
على مهلكِ…
سيبعثُ من جديد
طائركِ الرجيـم..

6
لـــكَ سأنذر الشموع
من بابِ غرفتي حتى تخوم القطب
الذي يجاورني..
فقــط.. فقــط.. يارجــل
هــــــشَ ذكراك عني
تجــلدني كلٌ ليلة…

7
وأنتَ تصطحبُ قصائدكَ ورسائلكَ
وحنينِ أغانيكَ
دعني ـ لمرةٍ واحدةـ
أعيدُ ترتيبَ أيامي بدونكَ
كصحونٍ مجففةٍ
على أرففِ مطبخي..

8
مثلَ ((روميو))..تحتَ شرفتها
يدلقُ آهاتهُ قصائدَ وشجن
..هي في عليتها
تهرسُ مدامعَ ذكرياتها
مع سُكـــر قهوتها..

9
لأنهٌ لا يفقهُ لغــةً اسمها النسيان
…بعدَ عشرينَ عاما
داهمـــهُ ذئبُ ذكرياتها
اقتطعَ كفَ حاضرهِ
وأعاد كتابةَ ما يمحوهُ الزمنُ الآن..

10
هو يدري تماما
أنهُ شجرةٌ تذبلُ كل ساعةٍ
ويزدادُ جفافا كلما تتطاول المرآةُ أمامهُ
ويتفتتُ كرذاذِ بحــرٍ
كلما تفتحٌ نافذةُ ضوءاً
لصورتها….

11
أحسبها ستحترقُ بنار الفتنةِ
فراشتي الجامحةَ العلـو..

12
كغيمةٍ عند ممرٍ باردٍ
تتناثرُ ابتسامتها..
وتوْدعُ انتظاري
خلف زجاج الوقتِ القتيـل..!!

13
لي ولها..
هــذا السهادُ
..هل جنٌ الليلُ…؟

14
خلفَ شجرةٍ عاليةٍ
أراها تلتمعُ..
ياحســرتي..
أنهٌ الخطأُ مرةً أخرى..

15
سويقٌ يمدُ رقبتـــهُ وسطَ بركةٍ راكدةٍ
لعلـهُ صحا..
حب مدفون…!!

اترك ردا