عام فنون ومسرح

صدور كتاب “مطر على رصيف الذاكرة” للشاعر والقاص العراقي جابر محمد جابر

صدر للشاعر والقاص العراقي جابر محمد جابر مجموعة قصصية تحمل عنوان (مطر على رصيف الذاكرة )، تقع المجموعة،التي تعد التجربة الاولى للشاعر في مجال القصة، بـ 77 صفحة من القطع الصغير وتتضمن 79 قصة قصيرة جدا، اهداها الى: (ولدي زيدون واخيه محمد والى نجيماتي الثلاث بناتي حبيباتي بان ورفيف والصغيرة سرى وهي طالبة جامعية)، فيما افتتحها الكاتب بشهادة له عن الاصدار جاء في بعض منها : كنت احسب ان الشعر هو العالم الوحيد المناسب لان اتمدد فيه واضع حياتي كلها بكرم داخل اقواسه الذهبية مانعا عن نفسي حرية التنفس في غير هوائه وربما الحديث بغير افواه ملوكه العظام من الشعراء الكبار كالمتنبي والجواهري والسياب وبلند الحيدري وووو الخ.

وقال الكاتب ان “تجربتي القصصية القصيرة لا تتيح لي التحدث عن نفسي كقاص مثلما يفعل الاخرون وهذا لايمنع بطبيعة الحال الطموح المشروع الذي امتلكه لكتابة قصة قصيرة او قصيرة جدا وفق النموذج الذي اتصوره….”كما تضمنت المجموعة عددا من القصص القصيرة جدا بعناوين من مثل : (السرة، الكحلاء، البحر الميت، الطاوي، معرض، ذكريات، موعظة، حارس المناديل، عشق، عنوان…… الخ )”.

يذكر ان هذا الاصدار هو السادس للمؤلف بعد قصائد ملعونة /شعر عام 1977، دفء الثلج / شعر 2000 وزارة الثقافة، تعاويذ هرمة / شعر 2002، احلام مبللة / شعر 2007 وزارة الثقافة ودوائر مربعة / شعر 2012.

عنوان المجموعة، كما هو واضح،استنبطه الكاتب من مفردة المطر، بمعنى الخير والنماء على طريق المستقبل لبلده، بمعنى انه اراد ان ينظر الى المستقبل نظرة تفاؤلية بعيدا النظرة السوداوية التي طبعت معظم اعماله السابقة،فزاوج المطر واسقطه على مزدوج لفظي هو (رصيف الذاكرة) الذي تبلل بمطر التفاؤل على الرغم من ان الذاكرة متخمة بأحداث وحوادث تفضحها بعض عناوين القصص السلبية.

اما ابطال قصصه فجميعهم يعيشون تجارب وربما تكون متشابهة في احايين كثيرة، وقد عرض الكاتب لتجربته في اسلوبه القصصي، وهذا لا يعني انه منغلق عن الاخرين فهو يعرض بالحقيقة صورة لتجربة اخرى لشخص من محيطه يعيش داخله وهكذا تكون الوحدة اللازمة بين الكاتب ومحيطه تلك الوحدة التي تخلق التجربة الذاتية لدى الكاتب بفعل اختلاطه لكل الاشياء وملامح المحيط،والتجربة هذه في قمة التصاقها بالذات تكون شاملة ونابعة من وسط الاخرين، حيث ان معظم مواضيع قصصه من اليومي المعاش، ابرزها هموم البلد وما عاناه المواطنون من محنة الاحتلال الاجنبي وبالتالي ما افرزه الاحتلال الامريكي من تداعيات اثرت بشكل مباشر وغير مباشر على بنية المجتمع العراقي ووحدته وتماسكه، وتناوله لهذه الموضوعات لم يكن بشكل مباشر بل بلغة سردية مكثفة استخدم فيها اللغة الشعرية والمعايير السردية.

وذكر الكاتب ان “ما افرزته قراءة هذه القصص القصيرة جدا.. جعلتني انا القارئ لها اشعر بإحساس لافت لانتباهي من ان الكاتب كتب ما في قلبه من تجربة حية له، وهو ما دعاني ان اسأله عنها فكانت اجابته (ثمة قصص لها وقع خاص لدي،ليس لانها تحاكي مرحلة عمرية معينة فحسب بل كونها ارتبطت بامكنة واشخاص اكن لهم الحب والتقدير واشعر بانهم جزء من تجربتي الكتابية من مثل قصة ( عنوان ) وقصة (فكرة مجنونة) و (رسامة وشاعر صعلوك )”.

واضاف ان “القصة عالم كبير وعلى الكاتب تقع مسؤولية تكثيفه بدقة وتقديمه الى القارئ محافظا على مؤشراته الرئيسة النشطة، في رأيي ان القاص واحد من الناس الذين يعيشون في ذالك المحيط”.

اترك ردا