3 - الصفحة الثقافية عام

رسائل حب عراقية للكاتب الروائي حنا مينا

بعث ادباء عراقيون رسائل حب الى الكاتب الروائي السوري الكبير حنا مينا،بعدما تناهى الى اسماعهم خبر يفيد برحيله عن الدنيا لكنهم تمنوا في الوقت ذاته ان يكون الخبر كاذبا. لم يؤكد احد خبر رحيل الروائي العربي الكبير حنا مينا (91 عاما)، بسبب وصيته التي يؤكد البعض ان من يهمهم امر الكاتب قد عملوا بها، وقد طلب فيها (ألا يُذاع خبر وفاته في أي وسيلة إعلامية)،ورفضه إقامة تأبين له، الا اننا هنا نحترم وصية الكاتب الكبير ولن نذهب في خلافها،بقدر ما هو استذكار للكاتب الكبير،الذي كان قد رحل نقول رحمه الله، وان لا زال حيا، نقول اطال الله في عمره وشافاه وعافاه، فهو كاتب ترك بصمته على اجيال عديدة من الكتاب وشغفت رواياته القراء، هنا يبعث الادباء العراقيون رسائل حب للكاتب الكبير.

نشر الروائي السوري المعروف حنا مينا وصيته عبر الصحف الرسمية، بعد أن بلغ من العمر 84 عاماً، معرباً عن شعوره بأنه “عمّر طويلاً”.

وطلب مينا في وصيته ألا يُذاع خبر وفاته في أي وسيلة إعلامية، ويحمل نعشه 4 موظفين من دائرة دفن الموتى، وليس أي أحد من معارفه.

وتابع: “بعد إهالة التُّراب عليّ، في أي قبر متاح، ينفض الجميع أيديهم، ويعودون إلى بيوتهم، فقد انتهى الحفل، وأغلقت الدائرة”.

كما أوصى بألا يُقام له أي عزاء، أو شكل من أشكال الحزن، مشدداً على عدم إقامة حفل تأبين له، وقال: إن “الذي سيُقال بعد موتي سمعته في حياتي، وهذه التأبينات، وكما جرت العادات، منكرة، منفرة ومسيئة إليّ.. استغيث بكم جميعاً أن تريحوا عظامي منها”.

وختم الروائي السوري وصيته بترك حرية التّصرف بما يتركه من إرث لـ “من يدّعون أنهم أهلي”، ماعدا منزله في مدينة اللاذقية الذي أوصى به لزوجته مريم دميان سمعان، طوال حياتها. وذيّل وصيته بتوقيعه

وقال الروائي نزار عبد الستار انه “منذ كتاب المصابيح الزرق في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي وحنا مينا هو رجل مهم جدا في حياتنا الثقافية وفي تكويننا الجمالي. لقد ساهم أدب حنا مينا في توجيه مشاعرنا نحو الطاقات الخلاقة للانسان المكافح والمعلق بين الأرض والحلم لذلك حنا كتب الكثير عن البحر وعن العصاميين والعشاق الخارقين والمغامرين المندفعين نحو المجهول”.

واضاف ان “أدب حنا مينة كان من الجدية والصدق الی درجة أنه كون لنفسه مسطبة خاصة له في وجداننا. إنه الرائي الذي كتب أجمل التصورات عن قدرة الإنسان في الانتصار علی الاعاصير وعلی قوی الفقر والجهل والظلم. حنا له عين كانت ترى المرأة في إطار جمالي وامومي. كان يرسم النساء بقلب دونكيشوتي وياخذنا بعيدا ليؤسس عالم الطبقة البرجوازية بكل وجوه كفاحها. لقد حقق حنا مينة مكانة كبيرة بسبب موهبة الروي التي كان يمتلكها وبسبب إيمانه بقوة الإنسان. امتلك موهبة صناعة لغة للصورة ونجح في أن ينمو في أعمال حافظت علی قوتها في الابهار وفي تمثيل الواقع”.

وتابع “لاشك أن حنا مينا هو علامة الزهو الكبرى في السرد العربي الحديث وكان يمثل لنا مدرسة فنية متكاملة الأركان وفاعلة النضج الأمر الذي مهد لانجازات سردية لاحقة في كل البلدان العربية. حنا مينة هو معلم فائق المكانة”.

اترك ردا