7 - تقارير وتحقيقات عام

داعش يضيق على رجال الدين المسلمين في الموصل ويأمر بمطاردتهم  

لم ينج احد من مطاردة تنظيم داعش الإرهابي في الموصل حتى من اعتقد الناس أنهم الأبعد عن أذى داعش كان لهم نصيب أذى التنظيم، حيث بات أمر اعتقال أو فرض الإقامة الجبرية على رجال الدين المسلمين ظاهرة تعيشها الموصل.

ويقول احد الأئمة والخطباء ياسر عثمان ان “اعتقل تنظيم داعش الشيخ العلامة اكرم عبد الوهاب احد كبار علماء الدين في الموصل ومن ابرز شخصياتها الدينية والاجتماعية في المدينة وأستاذ علوم القرآن في جامعة الموصل وخطب ودرس في غالبية جوامع ومساجد المدينة”.

وأضاف ان “الاعتقال شكل صدمة كبيرة لعلماء الدين في الموصل ولأهالي المدينة، حيث ان للعلامة مكانة خاصة لديهم، ونعتقد ان سبب الاعتقال هو الخلاف الفكري بين الشيخ عبد الوهاب وبين الفكر المتطرف لتنظيم داعش، فضلا عن رفضه مبايعة البغدادي  واعلان ولائه للتنظيم”.

من جانبه، يوضح الشيخ احمد ذنون لـ”الغد برس”، أن “تنظيم داعش خصص محاجر خاصة لاعتقال ائمة وخطباء المساجد في الموصل، حيث هناك عدد غير معلوم منهم داخل معتقلات داعش و يقوم باهانتهم وتعذيبهم بشدة، لانهم رفضوا اخذ البيعة من المصلين في مساجدهم، وكذلك الاختلاف بين افكارهم  وبين  فكر التنظيم”.

وفرض تنظيم داعش قيودا كبيرة على عمل الجوامع السنية في مدينة الموصل، شملت ايقاف عدد من الائمة والخطباء ووضعهم تحت الاقامة الجبرية، وشمل هذا القرار الكثير من ائمة وخطباء الجوامع، لانهم رفضوا مبايعة زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي ولم يقروا البيعة خلال خطبة الجمعة في مساجدهم كما امر التنظيم.

ومن ابرز الشيوخ الذين وضعهم داعش تحت الاقامة الجبرية، الشيخ عبد النافع ابو معاذ امام وخطيب جامع قبع في حي المصارف شرقي الموصل الذي يعد من ابرز رجال الدين في الموصل والذي كان يجهر في خطبته ضد التنظيم وافعاله.

ويقول احد رواد جامع قبع الحاج ابو يونس ، “كان الشيخ ابو معاذ جريء جدا في خطبه التي خصصها لفضح وكشف اعمال وممارسات التنظيم”، مبيناً ان “الشيخ ابو معاذ خصص خطب كاملة حول خطأ وخطورة تهجير المسيحيين وسلب اموال الشبك، وكذلك الاعدامات التي نفذها التنظيم بحق المدنيين والاسرى من القوات الامنية”، وكان يفضح التنظيم ويسميه باسمه المباشر من دون تلميح او لف ودوران”.

وكان التنظيم قد قام خلال شهر رمضان بتفجير اكثر من 25 جامعا ومرقدا سبعة منها للشيعة، كما فجر مراقد وجوامع النبي يونس والنبي جرجيس والنبي شيت (عليهم السلام)، واخرها تفجير جامعين الاسبوع الماضي احدهم لا يحوي مرقدا او قبرا.

وكان تنظيم داعش الارهابي تمكن بسبب تواطؤ عناصر في قوات الجيش والشرطة وبمساعدة مجموعة من الاهالي من السيطرة على مدينة الموصل في الـ10 من حزيران الماضي، في حين بدات الاجهزة الامنية وبمساندة المواطنين وطيران الجيش من تضييق الخناق على الارهابيين ومحاصرتهم في الموصل اثر محاولتهم التمدد الى مدن اخرى الامر الذى ادى الى تكبيدهم العشرات من القتلى بعضهم يجمل جنسيات عربية واجنبية جاءوا من مناطق مختلفة الى نينوى، في حين تدفقت الى مراكز التطوع والذهاب نحو سامراء مئات الالاف من الشباب حال اطلاق المرجعية الدينية في النجف الاشرف دعوة الجهاد لقتال داعش الارهابي.

اترك ردا