7 - تقارير وتحقيقات عام

الأزهر.. وتبيان النبأ “الفاسق” واعتراف البرادعي

حشر الازهر الشريف نفسه في زاوية بائسة، مخصصة عادة للتكفيريين، والصداميين المجرمين، والطائفيين الحاقدين، ومن يدعمهم من خليجيين متخلفين وفي مقدمتهم السعوديين والقطريين، وهم ينعقون بصوت نشاز، على ايقاع اوركسترا يقودها الامريكيون، عن “مجازر” و “مذابح” و “ابادة” و”حرب طائفية” يتعرض لها “اهل السنة” في العراق على يد “الشيعة الروافض”؟… هذا ما قاله الكاتب منيب السائح، في تحليل له لمواقف الازهر الأخيرة من معارك صلاح الدين، نشرته صحيفة”شفقنا”.

وكان سياسيون ورجال دين عراقيون اعتبروا ان الازهر تأثر بأعلام داعش وحواضن الإرهاب، ما جعله في المكان الذي لا يجب ان يكون فيه.

وطالب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، عمار الحكيم، الأزهر الشريف بإرسال وفد إلى العراق للاطلاع على الواقع الميداني في محافظة صلاح الدين.

وكان السياسي المصري محمد البرادعي كشف عن ضغوط كبيرة تعرض لها مشايخ الازهر لاصدار بيان ضد الحشد الشعبي العراقي. ويضيف الخبر ان البرادعي اكد في تصريح صحفي، لم تتاكد “المسلة” من صحته، ان “الاخوة في وزارة المالية طلبوا مساعدة مشيخة الازهر لاصدار بيان يدين فصائل الحشد الشعبي التي تقاتل تنظيم داعش الارهابي في العراق”، مبينا ان “منحة سعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار كانت متوقفة على هذا البيان”.

واعتبر السائح انه كان متوقعا ان تتعالى الاصوات الطائفية والصدامية، وان يبدأ الاعلام الخليجي الحاقد بشن حرب نفسية، بالتزامن مع الانتصارات التي تسطرها القوات المسلحة العراقية وقوات الحشد الشعبي وابناء العشائر الغيورة، في محافظة صلاح الدين، ولكن ما لم يكن متوقعا ان يكون صوت الازهر الشريف اعلى من كل تلك الجوفة البائسة، وهو يتحدث عن “الجرائم البربرية” التي يتعرض لها اهل السنة في صلاح الدين وتكريت،الامر الذي يدعنا ان نتوقف امامه قليلا.

ان مؤسسة كبيرة وضخمة ومحترمة مثل الازهر في مصر، تفرق كثيرا مع مجموعة ارهابية مثل “الدواعش” والمتحدث باسمها ابو محمد العدناني، وكذلك مع البعثيين المجرمين وزعيمهم عزت الدوري، وكذلك مع الهاربين من العدالة العراقية في الاردن وتركيا، فهذه المجاميع قد اعتدت على الكذب والتدليس والخطاب الطائفي، بهدف اعادة عقارب الساعة الى ما قبل 9 نيسان 2003، اليوم الذي سقط فيه صنم بغداد.

ودعا امام جمعة النجف الاشرف صدر الدين القبانجي القمة العربية الى قراءة واقعية لما يجري في العراق بعيدا عن التهويل الاعلامي، فيما دعا الازهر الى زيارة العراق للاطلاع على اخلاقيات الحشد الشعبي وكيف يتعاملون مع الأهالي.

ويتحدث الازهر عن “جرائم بربرية” و”عمليات ذبح وقتل” للسنة في صلاح الدين وتكريت، وهي جرائم لا يمكن للجهة التي ارتكبتها ان تخفيها مهما كانت سطوتها وقوتها، عليه ان يقدم الادلة والوثائق والصور والشهود، لا لتكون هذه الاتهامات الخطيرة موثقة بالدليل فحسب، بل حفاظا على مصداقية الازهر لدى الشعوب الاسلامية جمعاء، فمن الخطا الفادح ان يتم التلاعب بسمعة الازهر، بهذا الشكل العبثي، استنادا الى معلومات ملفقة وكاذبة، فبركتها جماعات معروفة بحدقها وطائفيتها.

وتأسّف السائح لموقف الازهر، معتبرا ان “من الصعب الدفاع عنه باي شكل من الاشكال، فقد وضع نفسه في موضع لا يحسد عليه بالمرة، فاذا كان الازهر لا يدري بما يجري في العراق حقيقة، واصدر بيانه الاخير عن الجرائم البربرية التي ترتكب ضد اهل السنة في صلاح الدين، فتلك مصيبة، وان كان يدري بما يجري في العراق فالمصيبة اعظم”.

وبسبب هذا الموقف المريب، اساء الازهر الى مكانته لدى مسلمي العالم وخاصة لدى المسلمين السنة في العراق، حيث تأكد لاهل سنة العراق، ان الازهر يرفض تحريرهم من ظلم وجور “الدواعش”، لسبب بسيط ان اغلب محرريهم هم من اخوانهم المسلمين الشيعة، الذين لبوا نداء اخوانهم في المحافظات الغربية لانقاذهم من “داعش”.

وموقف الازهر الغريب من الانتصارات التي يسطرها الشعب العراقي بمختلف اطيافه من سنة وشيعة، على “الدواعش”، اثار ردود فعل لدى سنة العراق اقوى بكثير من شيعة العراق، لما في هذا الموقف من ظلم بالغ لقوات الحشد الشعبي الذي يضم العراقيين سنة وشيعة، وهم شباب نذروا ارواحهم للدفاع عن ارض وعرض العراق، لكن للاسف ورغم كل ردود الفعل القوية، مازال الازهر يلوذ بالصمت، في الوقت الذي يجب ان يعلن صراحة وامام العالم، انه اخطا في موقف الذي استند على معلومات غير حقيقة وكاذبة، امدته بها مجموعات طائفية منافقة حاقدة على العراق والعراقيين، شيعة وسنة.

 وكانت مرجعيات سنية عراقية ابرزها “جمعية علماء العراق” برئاسة الشيخ خالد الملا، اصدرت بيانا، اعتبرت فيه ان “موقف الأزهر الشريف من الحشد الشعبي وما نُسب إليه من سلوكيات، غير صحيحة إطلاقا”.

واكد البيان أن “الأزهر ربما لا يعلم أن الحشد الشعبي ليس تشكيلا طائفيا كما يُروج له، بل أنه يتألف من شيعة وسنة يقاتلون جنبا إلى جنب من أجل غايات سامية وطنية تتمثل في تحرير المناطق المحتلة ذات الغالبية السنية من تنظيم داعش الإرهابي”.

اما مجلس علماء ورجال دين صلاح الدين، فقد اكد أن الازهر اعتمد على تقارير صحفية لمؤسسات إعلامية تحاول النيل من تضحيات القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر.

وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس فارس الهيتي إن “هناك محاولات للنيل من انتصارات القوات الأمنية والحشد الشعبي والعشائر المناهضة للدواعش، عبر الادعاء أن هناك انتهاكات ضد الانسانية نفذتها قوات الحشد الشعبي ضد مواطنين عزل”.

 و اعلن إمام جامع تكريت الكبير محمد عبد الله الناصري أن “الحشد الشعبي لم ينتهك الحرمات في عملية تحرير محافظة صلاح الدين”، مشيراً إلى أن “بعض وسائل الاعلام تروج إلى ذلك لتحفيز مشاعر الدول العربية”.

وقال الناصري “استغربنا من بيان الأزهر الذي ادعى أن هناك إبادة جماعية ضد أبناء السنة”، مبيناً أن “هذه الأقاويل بعيدة عن الواقع، وقد طلبنا من الوقف السني توضيح رأيه بهذا الشأن والتأكيد على أن قوات الحشد الشعبي قاتلت الدواعش فقط”.

 و طالب التحالف الكردستاني، الحكومة الاتحادية ومجلس النواب، بالرد على بيان الازهر، معتبرا اياه “تدخلا في الشؤون العراقية”.

وقال عضو التحالف ريبوار طه إن “الحشد الشعبي قدم الكثير من الشهداء وضحى بنفسه وقاتل تنظيم داعش الارهابي, ليعم الامان في العراق, والعالم بشكل عام, لان معركة العراق ضد داعش هي معركة بالنيابة عن العالم كله”.

 وشهدت عملية تحرير محافظة صلاح الدين، مساهمة كبيرة من قبل عشائر محافظة صلاح الدين حيث يتواجد حوالي 1350 مقاتلا من اهالي المحافظة بقيادة الشيخ خالد عبد الله الجبارة، يشاركون مع القوات الامنية والحشد في عملية تحرير المحافظة.

 وفي داخل محافظة صلاح الدين هناك قوة من الحشد الشعبي التابعة لقبيلة العبيد (السنية) بقيادة الشيح وصفي العاص بلغ عدد المقاتلين فيها 400 مقاتل، يخوضون قتالاً في جبال حمرين من جهة محافظة صلاح الدين باتجاه محافظة كركوك، فيما توجد قوة من اهالي تكريت بقيادة الشيخ حسان الناصري تخوض معارك لتحرير المدينة.

 و دعا المرجع الديني اية الله الشيخ بشير النجفي، الازهر الشريف الى “ارسال محققين منه الى الحكومة العراقية لإستبيان حقيقة الموقف على الارض في العراق”.

اترك ردا