9 - صفحة الحوارات عام

حوار مع مفتش عام وزارة الثقافة د. صلاح صاحب: الوزارة تسعى بجد لزيادة مبلغ المكافــآت السنوية للنُخب الثقافية والفنية 

بعد سقوط النظام عام 2003 شَهِـد العراق تحوّلاتٍ كثيرة ألغيت بموجبها بعض التشكيلات الإدارية واستحدثت اخرى، قادرة على مواكبة نظيراتها في العالم المتطوّر، ومن أهمّها مكاتب المفتشين العموميين التي تأسّســـت بموجب الأمر(57) لسنة 2004 وهي إحدى الجهات الرقابية التي تختص بمحاربة الفساد بمختلف أنواعه وأشكاله..و( البينة الجديدة ) واكبت هذه التجربة منذ البداية وكان لها حضور  ولقاءات مع جميع العاملين في هذه المنظومة الرسمية، واليوم نحط الرحال عند مكتب المفتش العام في وزارة الثقافة،الذي نال أعلى درجات النجاح والتقييـــم من الامانة العامّة لمجلس الوزراء وهيئة النزاهة وغيرها من اللجان التي زارت المكتب ، هذا التفوّق جاء بسبب الأداء المهني وإسلوب التعامل المثالي مع موظفي الوزارة والجهات الرسمية الاخرى،

  لا يجد الزائر من أبناء السلطة الرابعة سوى كلمات الترحيب  وإستعدادا ليس له حدود من التعاون والإجابة على مايدور في أذهان الزائرين من  وسائل الإعلام،هذا الأمر لم نستغربه كون من يعتلي قمّة هرم هذا المكتب شخصية علمية رصينة حققــت نجاحات متواصلة طيلة فترة حياتها العملية بدءا من الإنطلاقة الأولى في دوائر المرور العامة وصولاً لمرحلة التدريس في الجامعات العراقية وليس إنتهاء بمفتش عام وزارة الثقافة  الذي كان لنا معه هذا الحوار الصريح وهو د. صلاح صاحب شاكر البغدادي المولود عام 1960 – متزوّج ولديه أربعة أولاد- تدرّج في الدراسة حتى نال شهادة الدكتوراة في فلسفة المحاسبة بامتياز والأول على دفعته عام 1998.
*قبل كل شيء ماهي أسباب حصولكم على تقدير المكتب النموذجي..؟
_هذا الأمر ليس فيه أسرار أو خفايا فمنذ استلامنا للمنصب عام 2010 رفعنا شعار العمل التضامني مع تعزيز أواصر الإحترام والتقدير المتبادلين بين الجميع ودون تمييـز، وأنا شخصياً أتعامل مع من هم بمعيتنا كإخواني وأولادي وهذا الشعور جعلهم يتسابقون في أدائهم الوظيفي إضافة للمهنية والخبرة للكثيرين منهم ، لذا تجدهم كخلية نحل لاتهدأ فالكل يعرف إختصاصه وواجباته ، هذه العوامل مجتمعة كانت حصيلتها فوزنا بنتيجة ( المكتب النموذجي) من قبل اللجان الرقابية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء وهيئة النزاهة العراقية ، كذلك امتنان وتقدير السيد وزير الثقافة لطبيعة عمل مكتبنا ولاشك أنّ هذا مكسب كبير لنا جميعاً ونحن سعداء بحصولنا على هذا التقييــــم ولن نكتف بهذا القدر فالقادم أفضل لمن سيكمل المسيرة من بعدنا بإذن الله.
*ماذا تعني بمن بعدنا ..؟
-هل من المعقول أن تبقى الوظيفة ملاصقة مع الإنسان طول العمر..!؟ فجسدك له حقُ عليك ولا أخفيكم أنّ حالتي الصحيّــة متعبة بعض الشيء ولن أستطيع تحمّل مشقات العمل المضني وسأتفرغ للتدريس الجامعي تماماً ،(عرض علينا طلباً  قدّمه لرئيس الوزراء بالموافقة على إحالته إلى التقاعد وفيه رؤية وزير الثقافة الرافض أصلاً لهذا الأمر لو لا تقديره لحالته الصحية) .
*بصراحة..ماهو رأيكم لدور الوزارة في رعاية قطّاع الثقافة والفن..؟
-بالمجمل أعتبر أنّ الوزارة كان لها دور كبير في رعاية ودعم شريحة المثقّفين والفنّانين بالإمكانية والطريقة التي نعتبرها مقبولة لأسباب عديدة منها : قلّة التخصيصات المالية والأعداد الكبيرة للمستفيدين من المكافآت السنوية التي تسعى الوزارة بجد لزيادة مبالغ وعدد المشمولين بمنحها  رغم علمنا أنّ البعض لايستحق تلك المكافأة ، لكن السيد الوزير والسيد الوكيل   – طاهر الحمود رئيس اللجنة المشرفة أوعزوا باستمرار صرفها تقديراً للظروف الحياتية الصعبة لهم، وتمّ تفعيل فن السينما في العراق بعد قيام الوزارة بإنتاج أفلام عديدة لمخرجين شباب شارك بعضها في مهرجانات عالمية وفاز بجوائز ثمينة ، ولاننسى تواصل المهرجانات الشعرية والمعارض الفنيّة المحلية والدولية بحضور شعراء وأدباء عرب وأجانب ، أمّا في الجانب الإستثماري كان لدينا الكثير من المشاريع التي تمّ استكمال بعضاً منها والآخر في طريقه للإنجاز منها للذكر وليس الحصر : قصر الثقافة والفنون في محافظة النجف الأشرف والذي يُعتبر تحفة فنية رائعة كذلك بناء وإعمار قاعات ودور ثقافة الأطفال في مختلف المحافظات العراقية وغيرها الكثير ..( قاطعناه ).
*وماذا عن دار الأوبرا التي توقّف العمل بها حالياً..!؟
_سؤال مهم..أنا لا أخفيكم أنّ هذا المشروع أصابه الكثير من التلكّؤ لأسباب عديدة منها الوضع الأمني والموقع الجغرافي القريب من المنطقة الخضراء وهذا لا يعني تبريراً أبداً فالشركة مسؤولة عن ذلك التأخير وقد أنذرناهم مرّات عدّة بموجب التعليمات الرسمية لقانون التعاقُد العراقي وهذه المرّة ستكون الفرصة الأخيرة بعدها سيتم سحب العمل منهم مع الحفاظ على كامل حقوق الوزارة المالية وهنا أود أن اشير لنقطة مهمة في هذا المشروع وهي إنّه لايشمل داراً للأوبرا فحسب ، بل هو مقر للوزارة ودار المأمون وغيرها من التوابع المُلحقة .
*هل وضعتم أيديكم على بعض مظاهر الفساد الإداري والمالي في الوزارة.. وماهو لو سمحت..؟
-البعض يعتقد أنّ مكاتب المفتشين العمومييـــن هي جهات تنفيذية في محاربة الفساد، هذه رؤية خاطئة فعملنا بالدرجة الأساس هو وقائي أي منع وقوع الفساد ، لكن إذا ماحصل ذلك الفعل نقوم بتشكيل لجان تحقيقية ورقابية تأخذ دور المحقّق القضائي وما تتوصّل إليه من نتائج يتم إحالتها لهيئة النزاهة كوننا مرتبطين بها من ناحية العمل الرقابي  والتي تقوم بدورها بعد إثبات عملية الفساد بإحالتها للجهات القضائية لينالوا جزاءهم العادل، وهنا سأعطيكم تقريراً مفصّلاً عن أهم نشاطاتنا بهذا الخصوص.
(تم تزويدنا بنسخة منه) والتي تركّزت بمجملها حول من قام بتزوير بعض معاملات السجناء السياسيين وأحيلت لهيئة النزاهة وتمّ محاسبتهم قانونياً ، وكذلك التحقيق مع بعض الذين قاموا بتزوير وثائقهم الدراسية واحيلوا للجهات القضائية مع إسترجاع الفروقات المالية التي استفادوا منها دون وجه حق والتي تقدّر بمئات الملايين من الدنانير العراقية ، أيضاً لاننسى الجهود الكبيرة التي قام بها مكتبنا للحد من ظاهرة تعدد مصادر الدخل لدى بعض الموظفين  وتمّ تقاطع المعلومة عنهم وتبيّن حصولهم  على أكثر من راتب ، هؤلاء أيضا تمّ محاسبتهم وفق القانون ..
ما أقوله جزء يسير من نشاطات المكتب فهناك متابعة وتدقيق للعقود التي تبرمها الوزارة مع الاطراف الاخرى وكذلك مشاركتنا في الكثير من اللجان التي عملت على استرداد الممتلكات الثقافية المُهرّبة خارج العراق ونجحنا في وضع بصمة في هذا الملف الخطير .
*في الاونة الأخيرة سمِعْنا من بعض القنوات الفضائية حملة صفراء عنكم شخصياً وعن المكتب..ماسر هذه الحملة ودوافعها برأيكم..!؟
-نحن لم نستغرب أبداً مثل هكذا إساءات ونعتبرها شهادة حق بمهنية عملنا كوننا لم ولن نحيد عن هذا النهج مهما تعالى نعيق الغربان ، وهاهم كما ترون موظفو مكتبنا يعملون بكل همّــة وعزيمة، لا لشيء إلاّ لإنّنا نعمل للعراق وشعبه الصابر الكريم وهذا هو سر قوّتنا ،وعندما قالوا هربنا من العراق..!! حضرتم بيننا بالصدفة ، فهل كذبهم يحتاج لحجّــة اخرى…؟
أنا أعتقد أنّ ماحصلنا عليه من تكريم وتقدير عالييـــن من المراجع الرسمية العُليا هو الدليل القاطع لصحّة النهج الذي نسير فيه   (تمّ تزويدنا بنسخ لكُتب رسمية صادرة من الأمانة العامّة لمجلس الوزراء وهيئة النزاهة ومكتب وزير الثقافة تبارك وتشيد بعمل المكتب وشخص المفتش العام)..
وأكمل د. صلاح حديثه: النجاح لا يمكن أن يحقّقـــه شخصاً بمفرده ، بل هو أداء جمعي تؤدّيــــــه منظومة متكاملة ومكتبنا يعمل وفق هذه الرؤية فتراه كخلية نحل كلّ يعرف واجبه ومهامه وعلاقتنا مع بعض كعائلة واحدة فيهم إخواني وأبنائي، وقطعاً هذا ليس على حساب العمل الرسمي ونحن فخورون بذلك .

اترك ردا