7 - تقارير وتحقيقات عام

اوضاع امنية هادئة تعيشها مدينة حديثة المحاصرة بالتزامن مع عمليات تحرير الفلوجة

اكد قائد عمليات البادية والجزيرة اللواء الركن علي دبعون ، عن “تعرض حديثة الى 37 هجمة انتحارية بسيارات مفخخة حتى الان”، مبينا ان “داعش سجل اقسى خسائره على حدود مدينة حديثة، اذ قُتل 205 منهم بعضهم من جنسيات عربية واجنبية، وارسلت بعض جثثهم الى الطب العدلي”.

واضاف اللواء الركن علي : ان “داعش يعتمد على مجموعة مبادئ قتالية منها عدم ترك الجثث في ارض المعركة خشية التعرف عليها من قبل المجتمع الدولي، لكنه في معركة حديثة اضطر لتركها، ما يسجل ارتباكه الشديد عند مواجهة القطعات العسكرية وابناء العشائر في حديثة”.
واضاف دبعون ان “آخر السيارات المفخخة اخترقت بعض المصدات الدفاعية، لكن تم ايقافها في الخط الدفاعي الثالث قرب سد حديثة، وتم قتل انتحاريين بداخلها”، موضحا ان “الاوضاع في حديثة اصبحت اكثر أمنا من قبل، ولا سيما بعد انطلاق عمليات تحرير بيجي والفلوجة”.

ولفت اللواء الركن الى ان “القوات الامنية تمكنت من ايقاف آلية نوع شفل كانت مفخخة، وتم تأهيلها واستخدامها لبناء السواتر في الوقت الحالي”، مؤكدا ان “ناحية البغدادي وقضاء حديثة وقرى بروانة والخسفة وغيرها من المناطق الصامدة اصبحت في وضع امني جيد بعد تأمين طرق امداد للمقاتلين هناك، الا انها ما تزال تعاني من اوضاع مادية واقتصادية سيئة للغاية”.

ولفت دبعون الى ان “العوائل في حديثة اعتادت تكييف حياتها وفق استمرار خط الطاقة القادم من محطة كهرباء سد حديثة، الا انه توقف في الاونة الاخيرة بسبب تقليص تركيا لكميات المياه المطلقة لنهر الفرات، وسيطرة تنظيم داعش على سد الطبقة في سوريا، الامر الذي ادى الى انخفاض منسوب المياه، وتعطل شبه تام لمحطة كهرباء”.

وزاد ان “اهالي حديثة لا يملكون طباخات غازية، او مولدات اهلية كما بقية مناطق الانبار، لانها تتمتع بخط الطاقة الوارد من محطة السد، الا ان توقفه ولد كارثة انسانية لهم”.

ونجحت غرفة العمليات في الامانة العامة لمجلس الوزراء من ايصال منظمات الاغاثة الانسانية المحلية الى قضاء حديثة، مصطحبة معها 4 شاحنات محملة بـ 21 طنا من مواد الطحين والزيت والحليب ومعجون الطبخ.

وقال المتحدث باسم الغرفة حيدر مجيد ان “شبكة الاسناد المشكلة من قبل عدد من المنظمات الاغاثية تمكنت من جمع هذه المواد، وتحويلها الى حديثة، بعد ان اوصلت كميات كافية اخرى الى ناحية البغدادي”.

“الغد برس” تجولت في حديثة واكتشفت ان اسعار المواد الغذائية بلغت ارقاما قياسية، اذ يبلغ سعر كيلو الطماطة 10 الاف دينار، والكيلو غرام الواحد من فاكهة الخوخ الى 25 الف دينار، بينما تتراوح اسعار وقود البنزين من 14 الى 22 الف دينار للتر الواحد، في حين يصل سعر اللتر الواحد من الكاز الى 10 الاف دينار.

وبينما ارسلت منظمات اغاثية ومتطوعون شباب نحو 21 طنا من مواد الطحين والحليب والزيت ومعجون الطبخ، اشتكى العديد من الاهالي من نقص في الادوية والاطباء، واغلاق العديد من المستشفيات والمراكز الصحية لهجرة الاطباء المدينة.

ويقول الملازم اول عواد خلف ضابط امن قائمقامية حديثة لـ”الغد برس”، ان “المرضى في المدينة يضطرون الى قطع مسافات طويلة وصولا الى قاعدة عين الاسد، والمكوث فيها لساعات حتى تبلغ وقت المغادرة الى بغداد”، مبينا ان “الادوية الطبية شبه معدومة في القضاء.

وابدى خلف استغرابه من “قطع الحكومة الاتحادية الرواتب عن الموظفين والمتقاعدين في قضاء حديثة، في وقت تستمر على موظفي المدن المحتلة من قبل داعش”، مشيرا الى ان “هذا الامر يولد اكثر من تساؤل لدى المواطن في حديثة”.

اترك ردا