7 - تقارير وتحقيقات عام

الحوثيون يقتربون من السلطة بعد عقد من المواجهات والصراعات

دفعت التطورات السياسية والأمنية الاخيرة التي تشهدها اليمن منذ أشهر بعد حركة الاحتجاج التي قادتها جماعة الحوثيين الى السؤال عن هذه الحركة ومن يقف ورائها.

تأسست الحركة قبل أكثر من عشر سنوات من قبل حسين الحوثي الاب الروحي للحركة، وسماها باسم العائلة لحماية مصالح أقلية الشيعة الزيدية التي حكمت مملكة استمرت ألف عام في اليمن حتى عام 1962 لكنهم اعتبروا أنفسهم مهددين في ظل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

دخلت الحركة منذ تأسيسها في صراع من النظام اليمني السابق برئاسة علي عبد الله صالح وخاضوا مواجهات واشتباكات مسلحة إلى صراع مستمر بينهم وبين علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر من 2004 وحتى 2011، واشتبكوا مع قوات سعودية عام 2009 فيما عرف بنزاع صعدة، ومعظم القتال كان متركزاً في صعدة ولكنه انتقل إلى مناطق أخرى في محافظة عمران ومحافظة الجوف ومحافظة صنعاء.

استمرت تلك المواجهات والصراعات حتى اندلاع الانتفاضة الشعبية عام 2011 ضد حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح والتي انتهت باستقالته وتولي نائبه عبد ربه منصور هادي قيادة البلاد وفق المبادرة الخليجية انذاك التي اعترض عليها الحوثيين واعتبروها مصادرة للثورة.

إيران .. ابرز الداعمين

اتهمت الحكومة اليمنية في عهد صالح والسعودية إيران بدعم جماعة الحوثيين والتدخل في الشأن الداخلي اليمني وزعزعة استقرار البلاد، داعين طهران الى إلى التوقف عن دعم الحوثيين، واعلنت الحكومة اليمنية السابقة والحالية باستمرار خلال السنوات الماضية عن القبض على شبكات وخلايا تجسس .

وكان أول إعلان عن كشف شحنات أسلحة إيرانية في عام 2009، حيث أعلنت السلطات اليمنية ضبطها لسفينة إيرانية محملة بالأسلحة لدعم الحوثيين، بينما نفت طهران الاتهامات ووصفت تصريحات الحكومة اليمنية بالكاذبة والمسيئة على حد تعبير بيان السفارة الإيرانية في صنعاء.

وادعى حزب التجمع اليمني للإصلاح الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي يقف وراء دعم جماعة الحوثيين دون تقديم ادلة تذكر على هذا الادعاء.

الحوثي .. قائد صاعد جمع بين السياسة والثورية

يرفع الحوثيون شعارا مستفزاً يدعو بالموت لأميركا وإسرائيل، مما جعل الولايات المتحدة تنتقد مواقفهم وتحركاتهم في أكثر من مناسبة، كان آخرها الاحداث الجارية في صنعاء، حيث قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن عبد ربه منصور هادي الذي يطوق الحوثيين منزله بعد أيام من القتال ما يزال الرئيس الشرعي لليمن وإن الولايات المتحدة على اتصال به.

عندما هزم انصار الحوثي الحرس الجمهوري وشددوا قبضتهم على صنعاء هذا الأسبوع عزز ذلك دور زعيمهم الشاب الذكي عبد الملك الحوثي ليصبح الشخصية المهيمنة في الحياة السياسية في اليمن .

ولا يعرف الكثير عن قائد الجماعة الذي نادرا ما يظهر علانية أو يجري مقابلات صحفية لكن خطبه القليلة تكشف عن موهبة خاصة في تحين الفرص السياسية.

ومازال الغموض يكتنف القيادة العليا للجماعة في حين تظل أهدافهم النهائية ومدى استعدادهم للمهادنة فيما يتعلق بالمذاهب وصلاتهم بايران الشيعية مصدر تكهنات في الغرب ودول الخليج.

وقد اكتسب عبد الملك الحوثي وهو في أوائل الثلاثينات من العمر سمعته كقائد حازم يتمتع بالكفاءة في ساحة القتال في سلسلة الحروب الست التي خاضتها الجماعة كحركة متمردة ضد قوات صالح.

غير أنه منذ الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد عام 2011 جعل من نفسه زعيما وطنيا ثوريا وارتدى عباءة المتظاهرين الذين تدفقوا على شوارع صنعاء قبل أربع سنوات مطالبين بوضع نهاية للفساد والحكم الدكتاتوري.

وبعد سيطرة الحوثيين المتحالفة معها التي تطلق على نفسها اسم اللجان الشعبية على صنعاء قبل أربعة أشهر لم يطالب عبد الملك بمنصب رسمي لكنه أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي على تنصيب حكومة جديدة.

الرئيس يضطر للاتفاق مع الحوثيين بعد محاصرة قصره

وبعد ايام من محاصرة قصره اعرب الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي عن استعداده لتنفيذ المطالب الخاصة بالتعديل الدستوري وتقاسم السلطة مع الحوثيين ومؤيديهم.

وينص الاتفاق الموقع بين الرئاسة اليمنية والحوثيين على تعيين عدد من أتباع الحركة الحوثية في هيئة متابعة تنفيذ قرارات الحوارالوطني وأن ينسحب المسلحون الحوثيون من كافة المواقع المستحدثة بعد الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء بما فيها دار الرئاسة والقصر الجمهوري ومحيط منزل الرئيس هادي.

وأشار الاتفاق أيضا إلى الإبقاء على مسودة الدستور كما هي حتى تناقشها هيئة الرقابة على قرارات الحوار الوطني التي أعطيت صلاحيات حذف أو تعديل أي مواد في مسودة الدستور. وكانت مسودة الدستور من نقاط الاختلاف الرئيسية بين الحوثيين والرئيس هادي.

وأوضح بيان صدر عن الرئاسة اليمنية مساء الأربعاء أن “مسودة الدستور قابلة للتعديل والحذف والتهذيب والإضافة” وأن كل الاطراف اتفقت على ضرورة عودة مؤسسات الدولة والجامعات والمدارس الى العمل سريعا.

اترك ردا