7 - تقارير وتحقيقات عام

ملايين الأطفال النازحين.. بين مطرقة الشتاء القاسي وسندان شبهات الفساد

اعلنت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في بيان السبت ان نحو سبعة ملايين طفل سوري وعراقي عالقين في النزاع الدائر في البلدين سيواجهون “شتاء قاسيا” هذا العام ، فيما تحوم الشكوك في العراق حول شبهات فساد في الأموال المخصصة للنازحين في العراق.

وقالت المنظمة، ان “سبعة ملايين طفل سوري وعراقي عالقين في النزاع (الدائر في بلديهما) سيواجهون شتاء قاسيا (هذا العام) مع اقتراب موسم الشتاء برياحه الباردة وأمطاره المتجمدة ودرجات الحرارة المتدنية من الشرق الأوسط الذي مزقته النزاعات”.

ونقل البيان عن ماريا كالفيس المديرة الإقليمية لليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انه “بعد كل ما عانوه بسبب النزاعات الدائرة في سوريا والعراق سيحتاج أطفال المنطقة لحمايتنا بشكل ملح بسبب قدوم فصل الشتاء وتزايد اعداد الأسر المهجرة”.

واضافت “لكن بسبب الأوضاع الحرجة التي تتعلق بالقدرة على الوصول لهذه الفئات ونقص التمويل فلن نتمكن للأسف من الوصول للعديد من الأطفال”.

واوضح البيان ان “الوصول للعديد من المناطق في سوريا يبقى أمرا صعبا أو مستحيلا بسبب الاقتتال الدائر” في هذا البلد، مشيرا الى ان “الوضع في العراق (حيث يسيطر تنظيم داعش الإرهابي على مناطق شاسعة) يشكل تحديا مماثلا”.

وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة اعلنت الثلاثاء انها اجبرت على خفض عدد الاشخاص الذين تستطيع تقديم المساعدة لهم للاستعداد للشتاء في سوريا والعراق بسبب نقص التمويل.

واشار امين عواد رئيس مكتب المفوضية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ان نحو 13,6 مليون شخص تشردوا من منازلهم في سوريا والعراق من بينهم 3,3 مليون سوري و190 الف عراقي فروا من بلدانهم واصبحوا لاجئين.

وقال ان نحو 7,2 مليون سوري اصبحوا نازحين داخل سوريا، تشرد العديد منهم عدة مرات.

 كما شرد 1,9 مليون عراقي هذا العام وحده ،  مليون منهم منذ بدء التنظيم الارهابي في السيطرة على مناطق واسعة من البلاد في حزيران/يونيو معلنا “الخلافة”   في معظم اراضي العراق وسوريا.

ومنذ اذار/مارس 2011، اجبرت الازمة السورية اكثر من تسعة ملايين سوري على مغادرة منازلهم، ولجأ حوالي ثلاثة ملايين منهم الى الخارج، خصوصا الى دول الجوار.

وتعتبر الازمة السورية الاسوأ في ما يتعلق باللاجئين منذ الابادة في رواندا في التسعينات.

واشار عواد الى ان 11 طفلا توفوا بسبب البرد في سوريا العام الماضي، مضيفا ان “الشيء ذاته يمكن ان يحدث هذا العام مع الاطفال والمسنين والضعفاء”.

ووسط هذا التحذير الاممي ، تتهم اطراف سياسية عراقية    نائب رئيس الوزراء صالح المطلك بتهم فساد تخص مشروع اغاثة النازحين.

وما يعيق عمل النازحين الصراع السياسي بين بعض الكتل السياسية، وأهدافه بعيدة عن خدمة النازحين بل التسقيط السياسي.

و قال محللون سياسيون لـ”المسلة” ان “الكربولي بدأ من فترة وجيزة بشن حملة إعلامية على الأطراف السياسية السنية المنافسة له ، مستغلا ملف النازحين، وخصوصا أولئك الذين تسنموا مناصب حكومية للضغط عليهم لعمل عقود مع مصالح الكربولي التجارية او الحصول على عمولات”.

 و قال الكربولي في صفحته الرقمية “نعاهد اهلنا باننا مهما توسطوا ومهما عرضوا من صفقات وعقود سنرفضها وكل ما نطلبه منهم ان يستقيلوا من لجنة اغاثة النازحين وابعاد ايديهم التي لم تكن نزيهة عن قوت الشعب”.

ولا تستبعد مصادر في احاديث لـ”المسلة” ان يكون موقف الكربولي هو تحصيل حاصل لصراع المناصب والكراسي والمصالح السياسية وحتى المالية بين زعماء المكون السني التي برزت بشكل “منفلت ” في خلال فترة تشكيل الحكومة.

اترك ردا