عام فنون ومسرح

ماهود أحمد والملحمة الحسينية

أخذت الملحمة الحسينية ذات البعد الإنساني الكبير تتصدر المشهد الفني والادبي والثقافي منذ زمن بعيد، فقد وجدت أعمال واقعية تعبيرية كثيرة تمثل هذا المشهد الحزين. اختلفت الرؤية بين فنان وآخر، اذ يتناولها كلّ حسب الصورة التي ترسخت في مخيلته بعد قراءتها فكرا، اشتغل عدد غير قليل من التشكيليين العراقيين على ثيمة ملحمة « الطف» ومن بينهم الفنان ماهود أحمد.

اذ نجد تجربة قريبة جدا من الطبقة الشعبية لوضوحها في تفاصيل القصة، والتعابير الواقعية التي اشتغل عليها من خلال النساء الباكيات او الرأس المقطوع او طابع الحزن الذي يخيم على اجواء اللوحة، لذا نجد تجربته شقت طريقها الاجتماعي الانساني.مؤكدا من خلالها أن الفن هو الاول في ترسيخ مفاهيم تاريخية تقترب من المتلقي مهما كانت ثقافته ووعيه، حتى صار له جمهور ربما لم يكن قريب من الفن التشكيلي، علما أنه حاول ان يكون دقيق التوازن بين الشكل والمضمون. مثلت اللوحة عنده وحدة فنية متكاملة بألوانها وكتلها وتوزيعها وفق المنظور الجمالي الذي يعتمد التضاد في الظل والضوء والكتل اللونية، قراءة بصرية واقعية تعبيرية، مع التركيز اللون الاسود رمزا للحزن والفاجعة، في محاكاة لواقع المأساة وما تحمل من دلالات الخير والشر.كما اعتمد ايضا على مفهوم رسم الحكاية او القصة، التي تتميز بأنها شعبية ومفهومة من قبل كل فئات المجتمع من بدايتها الى نهايتها.

اترك ردا