عام فنون ومسرح

لمحات من كتاب “نظرية المسرح الحسيني”

الكتاب الذي بين ايدينا للأديب رضا الخفاجي ومن اصدار الشؤون الفكرية والثقافية للعتبة العباسية المقدسة (2009) وهو للوهلة الاولى يذكرنا بالكثير من التنظير المسرحي خاصة كتاب (نظرية المسرح الملحمي) للمنظر والمخرج الالماني الشهير برتولد بريشت .وقد جاء الكتاب بتمهيد ومقدمة مع مدخل مؤكدا فيه ما نصه :

تؤكد غالبية المصادر التي تبحث في تاريخ المسرح العالمي بأنه نشأ منذ زمن الاغريق متأثرا بالطقوس الدينية التي كانت مسيطرة على كيان المجتمعات القديمة .كما اكدت دراسات اخرى بأن المسرح نشأ منذ ملحمة كلكامش في العراق القديم قبل الاغريق بزمن بعيد وليس كما اشيع خطأ بأن اليونان هم اول من مارسوا الفن المسرحي ).
هذا وقد هذا وقد توزع الكتاب بصفحاته المائة على فصلين رئيسيين جاء الاول منهما تحت عنوان (نظرية المسرح الحسيني)وقد ظم عناوين ثانوية كثيرة وهي : (ما هي نظرتنا الى الامام الحسين (ع) _ لماذا المسرح الحسيني _الشعرية في النص المسرحي_ العلامة بين الجمالي والخلقي في النص الابداعي _ تركيبة الجملة الشعرية في النص المسرحي _ طقوس المسرح الحسيني )
اما الفصل الثاني من هذا الكتاب فقد حمل عنوان (نماذج من بعض النصوص المسرحية مع تثبيت بعض الملاحظات ) متناولاً فيه مشاهدا قصيرة من المسرحيات الاتية : ( سفر النور : مسلم ابن عقيل :صوت الحر الرياحي :سفر الحوراء زينب (ع).)
مشدداً على ما نصه : ( اهتمت مسرحياتنا بأسلوب المعاصرة في الطرح وفي الشكل والكتابة بأستحضار شخصيات تاريخية واستنطاقها لتؤكد على ان الصراع كان وما يزال قائما وفي جميع العصور وان اتخذ اشكالا اخرى ..
اننا لابد ان نكتب وننجز ابداعا في المسرح الحسيني يكون بمستوى شخصية الامام الحسين (ع) . وان اباعا يراد منه ان يحاكي الفكر الانساني بجميع تنويعاته ومرجعياته الفكرية والثقافية لابد ان يكون ابداعا خلاقا منفتحا على الحضارة العالمية ، لا يؤمن بالأفق الضيق والنظرة الاحادية وكذلك لا يؤمن بالعدوان والنظرة الاستعلائية .
ختاما نقول لهذا الجهد الرصين والكبير لابن كربلاء المقدسة وهو يؤسس لمنظومة فكرية وفنية تؤسس لمسرح حسيني ينهض بها على اسس علمية وفنية تعي جيدا مسؤولياتها المهنية والاخلاقية بشكل واضح ومتميز .

اترك ردا