7 - تقارير وتحقيقات عام

قنبلة الحشد الشعبي “الذرية” مقابل “النووي الخليجي” المرفوض من أوباما

قال الرئيس باراك أوباما ان علاقاتنا بدول الخليج ستتأثر اذا طورت برنامجاً نووياً، في إشارة واضحة الى الرفض الأمريكي لاي مشروع نووي خليجي يمكن ان يؤثر على امن إسرائيل على رغم العلاقة الطبيعية بين عواصم الخليج وتل ابيب، كما ان ذلك يضمن التبعية الخليجية لواشنطن التي توفر الحماية للعائلات الخليجية الحاكمة، مقابل المال.

وتوفر دول الخليج، سوقا مهما للسلاح الأمريكي، الذي يجابه أي كساد محتمل بصفقات سلاح جديدة، مع دول النفط الغنية.

وتَقبّل المسؤولون في دول الخليج العربية على مضض الاتفاق النووي مع ايران، فيما اعتبرت أوساط خليجية ان الاتفاق النووي سيعزز النفوذ “الشيعي”، في منطقة الشرق الأوسط التي تحكمها أنظمة “سنية” تشجع على التحريض الطائفي في العراق وسوريا واليمن ولبنان ومناطق اخرى.

وفيما أكد أوباما في مقابلة مع مجلة “أتلانتيك” أن على اي اتفاق “منع إيران وإغلاق جميع المسارات لامكانية حصولها على سلاح نووي، فانه حذر دول الخليج من البرامج النووية”، مخفضا من “احتمالات إطلاق الاتفاق النووي مع ايران، سباقا نووياً في المنطقة” مشيراً الى انه “ليس هناك اي مؤشر من السعودية او اي دولة في مجلس التعاون بأنها تسير في هذا الاتجاه في حال نجحنا في منع ايران من الاستمرار في مسار حيازة السلاح النووي”.

وتبدو دول الخليج، غير مقتنعة بالاتفاق النووي مع ايران، وهددت في اكثر مناسبة بانها ستلجأ الى مشاريعها النووية الخاصة بها، ما يعتبر تجاوزا على الخطوط الحمراء المرسومة لها من قبل الولايات المتحدة والغرب.

ويبدو ان حاجة الخليج الى قنبلة نووية أكثر من حاجة ايران، وحتى العراق لها، لما لهاتين الدولتين من قوة بشرية واقتصادية لا تزول ولا تضمحل بزوال الثروة النفطية، ما يجعل دول الخليج في رعب حقيقي من انحسار دورها في الشرق الأوسط، الامر الذي دعاها الى التفكير حتى في شراء سلاح نووي من باكستان وغيرها.

ان السلاح القوي الذي لا تمتلكه السعودية وقطر دول الخليج الأخرى، ولا يمكنها شراءه، هو ملايين من “الشيعة الايمانيين”، المستعدين للتضحية من اجل

مشروعهم وأنظمة حكمهم، مقابل “تكفيريين عقائديين” يسعون الى اسقاط أنظمة الحكم في بلدانهم، في السعودية والخليج.

 ويبدو الحشد الشعبي، احد الأمثلة على القوة الشعبية التي تمتلكه دولة مثل العراق والتي تعادل في قوتها أية قنبلة نووية.

واذا كان أوباما قد تعهد بحماية الخليج، مبررا عدم حاجته لامتلاك السلاح النووي، فان الامر ينطبق على دول مثل العراق وايران، حيث الشيعة يمثلون الغالبية في شعبيهما، و يتملكان القدرة على التحشيد الشعبي الذي لا تستطيعه الا عقائد قليلة في العالم.

وفي حين تقول التقارير ان المملكة العربية السعودية تواصلت مع حليفتها باكستان للحصول على أسلحة نووية “جاهزة”، فانه مؤشر على انها مُستفزّة بشكل كبير من النفوذ النووي والشعبي “الشيعي”، اذ يدل سياق الاحداث لاسيما في اليمن وسوريا الى انحسار للمشروع السعودي التقسيمي، وخذلانها في التصدي لخصومها هناك على رغم تجييشها الجماعات التكفيرية من كل مكان.

لقد انتهت لعبة القنابل النووية وقدرتها على الفعل، بعدما تمكنّت الشعوب العقائدية من ترسيخ مفعوم القنبلة “البشرية” التي تفوق أي قنبلة نووية تقليدية. واما الاتفاق بين السعوديين والباكستانيين إذا ما نضج، فانه ليس سوى حلب لأموال الخليج، لتحويل الدول الخليجية الى مجرد جزر تملاها الخردة النووية الغربية، والباكستانية على حد سواء.

اترك ردا