7 - تقارير وتحقيقات عام

قادة بالجيش الامريكي : انسحابنا غير المدروس من العراق خلق داعش

اعلن عدد من ابرز  قادة الجيش الامريكي وخلال لقاءات صحفية متعددة نقلتها عدة وسائل اعلام امريكية اجماعهم على ان السبب الرئيس في ظهور داعش كقوة مؤثرة في المنطقة العربية هو الانسحاب غير المدروس من القوات الامريكية والتي تركت الباب مفتوحا امام داعش لتنموا قوة.

التقييمات جائت خلال تقرير نشرته صحيفة “الواشنطن تايمز”، حيث جمعت تلك التصريحات عن لسان كل من المناصب الرسمية في الجيش الامريكي

وهم كل من  “رئيس اركان الجيش , القائد السابق لفيالق المارينز , القائد السابق للقيادة المركزية للجيش الامريكي , وزير الدفاع السابق , وبشكل شخصي من القائد الحالي للحرب ضد داعش” الذين اجمعوا على ان الانسحاب جاء في وقت خاطئ حيث لم يتم الانتهاء من تدريب وتحضير القوات العراقية لتسلم المهمات المطلوبة للحفاظ على امن ووحدة البلاد , حيث اعزوا السبب في ذلك الى طبيعة حكم رئيس الوزراء العراقي السابق “نوري المالكي” والذي اعدوه غير فعال لخلق وفاق في المصالح الامريكية العراقية مما دفع الجيش الامريكي للانسحاب بضغط سياسي كان في غير محله.

يذكر بان تصريحات تلك القادة تباينت حسب المصادر، فالقائد السابق وعراب استراتيجية الموجة التي قضت على القاعدة الجنرال “رايموند اوديرنوا” صرح لفوكس نيوز “ان داعش ما كانت لتوجد اصلا لو كانت القوات الامريكية احتفظت بوجود مؤثر في العراق بشكل ما ولو كان بعدد قليل” حيث اوصى عام 2011 بابقاء 35,000 جندي امريكي في العراق , في الوقت الذي اعلن فيه قائد قوات المارينز السابق الجنرال “جوزيف دنفورد” بالقول “انه لا يؤمن نهائيا بان الولايات المتحدة كانت قد نفذت منها الخيارات سوى الانسحاب بسبب مواقف المالكي , انما كان لها عدة خيارات تضمن ان تبقى مؤثرة , فلا اعلم ماذا قصدوا بالقول اننا لا نملك الخيار” وجاء تصريحه هذا في شهادته امام لجنة خدمات القوات المسلحة في الكونغرس الامريكي , كما اتى في نفس الاطار تصريح احد قادة اركان الجيش وزميل اوديرنوا في العراق والاركان في حينها الجنرال “جايمس اموس” ليؤكد ما اتى به من سبقه حيث قال خلال تصريح لمعهد بوركينز للتحليلات “انني اؤمن لو اننا بقينا هناك وعملنا مع مرافق الحكومة العراقية بشكل جدي لما كنا في نفس الوضع الذي نحن في فيه اليوم” والذي شدد ايضا على ان على الولايات المتحدة يجب ان تحافظ على التزاماتها عبر البحار.

من الجدير بالذكر فان هذه التصريحات لم تتوقف الى الان ولعل ابرزها هو ما صدر عن وزير الدفاع السابق “ليون بينيتا” في برنامج 60 دقيقة على قناة CBS حيث قال “انني اؤمن تماما بان ما كان يجب القيام به هو ان نحافظ على وجود جيد في العراق لا يقل عن 8000 الى 10,000 جندي بالاضافة الى عناصر ومصادر استخبارية على الارض لكي نستطيع ان نحافظ على زخم حقيقي مؤثر ان احتجنا اليه وهو ما كان سيمنع ظهور داعش من الاساس” , يضاف الى ذلك تصريح القائد الاعلى للقيادة المركزية للجيش الامريكي الجنرال “جايمس ماتيس” الذي تولى المنصب خلال الانسحاب والذي قال فيه “ان من الخطا ان نسحب الجميع من العراق في الوقت الذي حققنا فيه انجازات جيدة في عامي 2010 و 2011” وذلك قبيل تقاعده في حزيران بعد ان قدم شهادته للجنة خدمات القوات المسلحة في الكونغرس الامريكي.

ياتي هذا في الوقت الذي ما زالت فيه اراء القادة المسؤولين العسكريين في الجيش الامريكي تطفوا الى السطح بوضوح وصراحة اكبر والتي تجتمع غالبيتها الساحقة في اعتبار قرار الانسحاب خطا فادحا قاد الى الوضع الحالي المتازم في العراق , ينطلق ذلك من الجنرال “جان كانيي” احد مهندسي استراتيجية الموجة الى اخر قادة القوات الامريكية في العراق وهو الجنرال “لويد اوستن” الذي اكد مرارا على ضرورة المحافظة على تواجد عسكري لا يقل عن 20,000 جندي امريكي دائم في العراق والذي يقود حاليا الحرب على داعش في العراق ويتولى منصب القائد للقيادة المركزية للجيش الامريكي.

يذكر بان البيت السياسي الامريكي يعاني صراعا غير مسبوق عبر التاريخ بين اطراف الادارة الامريكية والكونغرس وكذلك البنتاغون على خلفية تازم الوضع في العراق بعد سيطرة داعش على مدينة الرمادي وهو ما يهدد بتصدع حقيقي يصيب الداخل الامريكي بسبب التشققات السياسية والتراشقات الاعلامية التي بدات منذ نحو السنة ولم تنتهي الى اليوم

 

اترك ردا