2 - الصفحة السياسية عام

عشائر صلاح الدين تتبرأ من أبنائها “الدواعش” قُبيل “موقعة الحسم”

برزت على نحو متصاعد في محافظة صلاح الدين ظاهرة تبرؤ العشائر من أبنائها المنخرطين في صفوف تنظيم “داعش” في مدينة تكريت ومحيطها قُبيل انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة المدينة.

وتدور المعارك في محيط المدينة منذ أشهر لكن قوات الجيش والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر يحتشدون في المنطقة لشن هجوم واسع النطاق لإخراج “داعش” من تكريت.

وانخرط العديد من السكان المحليين في صفوف “داعش” بعضهم طوعا وآخرون جبرا تحت وطأة التهديد بالسلاح أو خوفا من سطوة المتشددين والتنكيل بهم.

ووقعت عائلات من قبيلة الجبور وغيرها على كتب تتبرأ فيها من أبنائها وأخوانها المنضوين في صفوف “داعش”.

والتبرئة بحسب العرف العشائري يعني هدر الدم وعدم المطالبة به لاحقا من قبل عائلته أو عشيرته.

وإذا ما انقلبت العشائر المحلية على “داعش” فإنه سيفقد الحاضنة الاجتماعية ويجعله مكشوفا وهو الأمر الذي سيعجل من هزيمته في العراق.

وسيطر التنظيم المتطرف على تكريت في حزيران / يونيو بعد يوم واحد من سقوط الموصل بيده.

ومن الممكن ان تدفع كتب التبرئة لابتعاد أبناء العشائر من تنظيم “داعش” وخاصة وأن التحضيرات تجري لحملة عسكرية واسعة النطاق للهجوم على تكريت.

ويقول الناطق بأسم مجلس شيوخ العشائر الشيخ مروان ناجي” ان “العشائر بدأت تدرك من خلال الازمة التي تعيشها صلاح الدين الان والتي تشبه في الواقع غزو هولاكو لبغداد اهمية اخذ موقف حازم تجاه المجرمين والتمييز ما بينهم وبين الابرياء في المناطق المحتلة”.

ويضيف ان “البراءات بدأت تتوالى تباعا الى مجلس الشيوخ مع الحديث عن بدء الحشد لتحرير تكريت وباقي المناطق”.

ولم تقتصر وثائق التبرئة على أبناء العشائر بل وصلت إلى الطبقة السياسية أذ اعلن قبل ايام خزعل حماد عضو مجلس محافظة صلاح الدين تبرئته من اقاربه المنتمين لداعش.

وكشف حماد عن براءته هو وعشيرته من اثنين من أشقائه وأولادهما وهدر دمهم على خلفية انضمامهم لـ”داعش” فيما دعا باقي العشائر إلى إعلان البراءة من أبنائهم المنضمين للتنظيم الإرهابي.

وقال حماد إنه “سبق وأن أعلنت براءتي من المدعوين مشعل حماد موسى وعيسى حماد موسى قبل أحداث حزيران أمام القوات الأمنية وأمام العشيرة بعد أن اتضح مساندتهما لداعش”.

وجدد “البراءة منهما ومن أولادهما تحريريا وأمام العشائر كافة والسلطات الرسمية”.

ويرى الصحفي والناشط الميداني غزوان حسين في حديثه لـ”شفق نيوز” أن عوائل العناصر العراقيين المنضوين في تنظيم “داعش” باتوا في حال لا يحسدون عليه.

وبين ان “ابناءهم يقومون بأعمال ضد الانسانية حتى مع اقرب المقربين لهم فهم سيكونون منبوذين مع انتهاء كابوس التنظيم وسيتعرضون في اول ساعات التحرير للانتقام والقصاص لاننا في العراق مجتمع عشائري”.

ويتابع “حتى وان كان موضوع التبرئة بالغ الصعوبة إلا أن العشائر والعوائل ليس أمامها أي خيار آخر وإلا ستكون عرضة للانتقام مستقبلا”.

وأشار الى ان “تبرئة العشائر من ابنائها يضع داعش في موقف محرج ويزيد من عزلته والتي وضعه نفسه فيها جراء تصرفاته الإجرامية”.

اترك ردا