7 - تقارير وتحقيقات عام

دعوات لاقامة تمثال لأحمد الجلبي في بغداد

كشف مقرّر مجلس النواب النائب نيازي اوغلو، السبت، عزمه لجمع تواقيع داخل مجلس النواب لنصب تمثال للنائب الراحل احمد الجلبي وسط بغداد.

وقال اوغلو في حديث “ساقوم بجمع تواقيع داخل مجلس النواب لنصب تمثال للنائب الراحل احمد الجلبي في قلب بغداد”.

واضاف أن “الهدف من نصب تمثال للجلبي، لكي تبقى اعماله في تحول النظام من ديكتاتوري إلى ديمقراطي، بذاكرة العراقيين”.

وبحسب استطلاع بين عدد من المواطنين، فان ثمة تأييد شعبي، لفكرة إقامة تمثال للجلبي في بغداد، اعترافات بدوره الكبير في بناء العراق الجديد.

وأحدثت وفاة أحمد الجلبي، السياسي العراقي، وعرّاب أقناع واشنطن بالإطاحة بنظام الدكتاتور صدام حسين في 2003، أصداءً واسعة بين العراقيين الذي اعتبروا إن رحيل الجلبي سيحدث فراغا كبيرا على الساحة السياسية العراقية لن يتمكن احد من شغله على المدى القصير.

وتوفي الجلبي، في (3 تشرين الثاني 2015)، عن عمر ناهز الـ70 عاما، فيما أكد مستشاره الإعلامي عبد الأمير العبودي أن وفاته طبيعية جدا نتيجة إصابته بجلطة دماغية، مبينا أن المؤتمر الوطني العراقي لم يرشح لغاية الآن أي اسم لزعامته خلفا للجلبي.

وشيع الجلبي رمزياً، في (4 تشرين الثاني 2015)، في مبنى البرلمان بحضور رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي وكبار مسؤولي الدولة، الا ان مصدرا كشف أن عائلة الراحل جلبت معها طبيبين احدهما أميركي والأخر بريطاني لكشف “غموض” وفاته المفاجئ.

ووري الجلبي، الجمعة، الثرى بجوار مرقد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع)، في مدينة الكاظمية شمالي بغداد، بعد حصول عائلته على موافقة المرجعية الدينية.

أنت تتصفّح الآن الموقع الأصلي، المسجّل رسمياً وقانونياً، وليس الموقع المزوّر لسعد الأوسي، المدعوم من أموال العراق المسروقة على أيدي خميس الخنجر وعائلة الكرابلة.

وبرحيل السياسي أحمد الجلبي، يخسر العراق زعيماً وقائداً، خاض غمار إسقاط الدكتاتورية، وتجشّم عناء بناء نظام ديمقراطي في العراق، وفي إثناء كل ذلك لم يصبه غرور، ولم يخالطه بطر.

رحل الجلبي بهدوء ترك صخباً مدوياً حول رحيل زعيم لا يتأتّى لأي شخص أن يشغل فراغه، حيث سيظل المشهد السياسي العراقي، يفتقد من أمثاله لزمن طويل.

وبسبب هذا الكفاح الطويل لصانع العراق الجديد، الذي أغاض النظام الدكتاتوري في الداخل، وأقلق الأعداء في الخارج، نال الجلبي ما ناله من السهام، من الأعداء والأصدقاء، على حد سواء.

هذه السهام سعت إلى تهشيم الصندوق الأسود، الذي يحفل بأسرار التغيير، ومرحلة ما قبل، وما بعد الدكتاتورية، فلم تفلح.

الجلبي، وكنيته أبو هاشم، كان الرجل الذي خشاه الدكتاتور صدام، بعدما أدرك ذكاء تحركاته، وخطورتها، وحيلته في عمل المستحيل لأجل إنقاذ شعبه من براثن المستوطنين البعثيين.

لا يُوصف الجلبي، بالسياسي، فحسب، ولا بالاكاديمي الذكي في الرياضيات، ولا بالاقتصادي، ورجل الأعمال، أو الصناعي، والمخطط، أو الدبلوماسي الذي اقتع الأمريكان بجدى الإطاحة بصدّام.. إنه كلّ ذلك، ويزيد.

انه مفخرة العراقيين، عن حق، لا عن مجاملة، باعتراف الأعداء قبل الأصدقاء، لِما عُرف عنه من قيادة ذكية، وشجاعة في الطرح والتطبيق، وعدم المجاملة على حساب العراق. وهذه الصفات دفعت بعض المتربصين بتجربة العراق الجديد، الى النيل من الجلبي،   لأبعاده عن المشهد.

اترك ردا