7 - تقارير وتحقيقات عام

“داعش” يستخدم مقاتلين من “الصم والبكم” لمواجهة كثافة النيران العراقية

كشف خبير في التنظيمات المتشددة ان تنظيم “داعش” شكل كتيبة “الخرسان” التي تظم مقاتلين من جنسيات متعددة جميعهم من الصم والبكم وهي إحدى التشكيلات التي يعتمد عليها التنظيم في إقتحام المناطق المحصنة لقوات الجيش العراقي ومقراته المنتشرة في المناطق التي يحاول التنظيم بسط سيطرته عليها من جديد وتتكون من 650 مقاتلاً غالبيتهم ينحدرون من دول شمال أفريقيا وقائدهم قوقازي الجنسية. وبث التنظيم، أمس الأول، فيلما وثائقياً ظهر فيه مقاتلان ينتميان لكتيبة “الخرسان” وهما يستخدمان أسلوب الاشارة الخاص بالصم والبكم ودعا أقرانهم في كل العالم للانضمام اليهم والمشاركة بالقتال.

وقال الخبير في شؤون الجماعات المتشددة اسامة ناهد ، ان “كتيبة الخرسان” تكتم عنها التنظيم منذ تأسيسها، وهي إحدى تشكيلاته التي يعتمد عليها في اقتحام المناطق المحصنة، وتتفوق حتى على كتائب “البتار” التي تشكل راس رمح التنظيم عسكرياً”.واضاف ناهد ان “كتيبة الخرسان” قوامها ما يقارب 650 عنصراً موزعين بين سوريا والعراق، والغالبية العظمى منهم يتمركزون في منطقة السحاجي (40 كم غرب الموصل) وفي عدد من معامل الحجر “المرمر والحلان”.وكشف ناهد، الذي كان قد انخرط مع الجماعات المتطرفة سابقاً، عن “تحرك 150 عنصراً من كتيبة الخرسان التابعة للتنظيم من منطقة السحاجي غرب الموصل باتجاه قضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين، ضمن عدد كبير من المقاتلين لتشكيل خط الصد الأول بالضد من القوات الامنية والحشد الشعبي التي حسمت بشكل شبه نهائي معارك صلاح الدين”.ويقول ناهد، ان “الاشخاص من الصم والبكم الغالبية العظمى من هذه الكتيبة، مع عدد من عناصر التنظيم الأصحاء ممن يتقنون لغة الاشارة، ويرافقونهم بالمعارك لتوجيههم وتلقي التعليمات عبر أجهزة النداءات والهواتف التي يستعملونها لتلقي الأوامر من أمراء القواطع”.ناهد، الذي ترك التنظيمات المتشددة ولجأ ليعمل باحثا في المراكز التخصصية، اوضح أن “نسبة المقاتلين “الخرسان” من شمال أفريقيا والسعودية ومصر يشكلون 70% ويشكل نسبة 10% من العراقيين، فيما يشكل الأصحاء منهم 20% وهم من جنسيات مختلفة ويقودهم مقاتل قوقازي الجنسية”.ويستدرك الحديث قائلاً، ان “عناصر الكتيبة تدربوا بشكل مختلف عن باقي عناصر التنظيم، حيث هيأوا على طريقة فرق “الكوماندوس”، وهذا ما يتبين من خلال بنيتهم الجسمانية واللياقة العالية التي يتمتعون بها وقدرتهم على المواجهة”.ويتابع “لكن هذا، لا يعتمد بالتأكيد على التدريب والقدرات البدنية، فإنعدام حاسة السمع لديهم، تعتبر نقطة قوة هذه الكتيبة، فيما أخذنا بنظر الاعتبار أن الانسان السليم، يتأثر بشكل كبير بأصوات الاطلاقات النارية، أو الانفجارات القوية التي تكون على مقربة منه”.ويشير إلى أن “كتيبة الخرسان لا يمكن تصنيفها ضمن كتائب الانغماسيين أو الانتحاريين كما يتصور البعض، بل أن قيادات التنظيم يحرصون على سلامة عناصر تلك الكتيبة ولا يستخدمونهم إلا في الحالات الحرجة في المعارك”. وتقول منتديات المتشددين، ان “كتيبة الخرسان” كانت القوة الضاربة في معارك اقتحام تلعفر، بعد أن عجز عن اقتحامها المئات من عناصر التنظيم، حيث تم استدعاؤها من سوريا وشاركت بتلك المعارك وحسمتها لصالح التنظيم، ثم استقرت في بادئ الامر في قضاء زمار، قبل نقلها الى مركزها في منطقة السحاجي غربي الموصل “.وركز الفيلم الوثائقي الذي بثه التنظيم، امس الاول، الدعوة لانضمام عدد من المسلحين إلى صفوفه في سوريا والعراق، مستعرضا مقاطع مصورة لمجندين يحملون أسلحة خفيفة وثقيلة، إلى جانب عروض عسكرية مصحوبة بعبارات تتحدث عن “التحاق المسلمين بأرض “الخلافة” رغم حملات التضليل”.وظهر شاباً ملتحيّاً يرتدي قبعة سوداء موسوم عليها ملصق صغير لرمز “داعش”، مع رداء عسكري في اللون ذاته فيما يحمل سلاحاً رشاشاً وحزاماً عسكريّا، يتحدث وسط شارع وخلفه بناية شاهقة، مستخدما لغة الإشارة المخصصة للصم والبكم ومن تحته تظهر الترجمة باللغتين العربية والانجليزية، حيث افتتح خطابه قائلا “نحن الصم والبكم نوجه رسالتنا إلى العالم الإسلامي.. إلى المسلمين في أوروبا من عرب وعجم”. وكعادة الأشرطة الدعائية لـ”داعش”، وجه المسلح الأصم والأبكم، الذي يدعى أبو عبد الرحمان، رسالته إلى مشاهديه بالقول إن “الطريق مفتوحة إلى دار الخلافة”، على حد زعمه، مضيفا أن “الدولة الإسلامية في تمدد”، قبل أن يتوجه بتهديداته المباشرة إلى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، وأيضا لدول السعودية وقطر والكويت والأردن، في جمل تحريضية تحمل عبارات الذبح والقتل.

 

اترك ردا