7 - تقارير وتحقيقات عام

داعش.. نسخة بعثية بلباس إسلامي

يؤكد كل من وقع تحت عذاب تنظيم داعش او حكمه الارهابي المجرم، انه نسخة من حزب البعث بلباس اسلامي، فيما يوضح مختصون ان داعش هو نتاج التقاء ما تبقى من عناصر حزب البعث مع عناصر القاعدة.

ويقول ابو ايمان، احد الذين خرجوا بعد 10 ايام من الاعتقال داخل سجون داعش، ان “عناصر تنظيم داعش بعثيون بلحية ودشداشة قصيرة، يستخدمون الاساليب ذاتها التي يستخدمها حزب البعث في التعذيب وكذلك الكلام وتوجيه الاتهامات، فهم يعتقلون الشخص ثم يجدون له تهمة حتى يعاقبوه”.واضاف أن “10 ايام من التعذيب كانت كافية لكي ابقى مصرا على موقفي بأني لم ارتكب مخالفة للتعليمات، حيث علمت من بعض العناصر ان اعتقالي لم يكن استنادا على اي شيء سوى سياسة يتبعها التنظيم الاجرامي لكي يجد مخالفين ويعاقبهم كنوع من ارهاب الناس”.

ويمارس تنظيم داعش ابشع انواع التعذيب على المعتقلين في سجونه لانتزاع اعترافات بالذنب، لتعطيه عذرا كي يعاقب المعتقلين او يعدمهم، وهي الطريقة التي كان يتبعها جهاز الامن في زمن حزب البعث قبل عام 2003.

من جانبه، قال (ياسر . ن)، احد المعتقلين الذين قضوا نحو اسبوعين في سجون التنظيم الارهابي في الموصل، إن “الكهرباء والركل والضرب بالقضبان الحديدة والجلد وكل ما ابتدعته الاجهزة الامنية في زمن البعث يتم استخدامه اليوم من قبل داعش في سجونه”.

واضاف “اعتقالي جاء على خلفية متاجرتي بالسكائر، والمعروف ان حكمها الغرامة والجلد من قبل ما يسمى ديوان الحسبة، لكنني تفاجأت بإحالتي الى ما يسمى الامنية، وهي اعلى جهاز امني وعسكري لدى تنظيم داعش، حيث بدء التحقيق معي بأني اعمل ضد التنظيم، وبدا مشوار التعذيب”.

وتابع ياسر أن “احد عناصر داعش قال لي خلال التعذيب نحن لا مسلمين ولا دولة اسلامية نحن بعثيون، نريد استعادة الحكم، فلا يغرك مظهرنا الاسلامي، لذلك اعترف قبل ان اقتلك فنحن نريد متهمين كي نعاقبهم”.

أما (ابو عبد الله)، وهو احد الناجين من معتقلات داعش، بين لـ”الغد برس”، أنه “في داخل معتقلات داعش حياة اخرى من التعذيب والوحشية، هناك عناصر متخصصون بهذه الافعال ولهم خبرة فيها وكأنهم تدربوا على هذا الموضوع منذ سنوات، ولا علاقة لهم بما يدعونه من اسلام او تدين او غيره، همهم الوحيد كيف يعذبون الناس وكيف يرهبونهم”.

واضاف أن “عناصر داعش اعتقلوني من منزلي واقتادوني بعد تقييد يدي وتعصيب عيني الى مكان مجهول وانهالوا علي بالضرب المبرح مطالبينني بالاعتراف عن الاشخاص الذين يقومون بتهريب العوائل الموصلية الى تركيا، حينت أوضحت بأنني لا علم لي بذلك”.

واوضح ابو عبد الله أنه “وبعد ايام من التعذيب ومنع وصول الطعام الا كميات قليلة من الماء، جاء احد العناصر وقال لآخر، ما قصة هذا ويقصدني، فرد عليه أن هذا الشخص هو الذي ارشدتنا عليه، بأنه يهرب الاشخاص الى تركيا، فقال ليس هذا المطلوب، لكن ان لم تستطيعوا ان تلفقوا له تهمة اعدموه او اطلقوا سراحه، وبسبب كبر سني اطلقوا سراحي وتوعدوني بأني سأكون تحت المراقبة”.

من جهته، قال الاكاديمي والباحث ذنون الموصلي في لـ”الغد برس”، إن “الجميع يعرف ان من اسس تنظيم داعش هو سمير الخليفاوي وهو ضابط كبير في جهاز المخابرات في زمن النظام البائد، فخلال تواجده في معتقل (بوكا) تحت السيطرة الامريكية، قام بوضع نواة تنظيم داعش بعد التقاءه بعدد من قيادات تنظيم القاعدة”.

وأوضح أن “ابو بكر البغدادي هو واجهة فقط وشخصية يديرها المجلس العسكري للتنظيم المكونة اعضاءه من القيادات الامنية والعسكرية البعثية في زمن صدام”، معتبرا التنظيم الإرهابي “ابن غير شرعي لزواج قصير بين البعثيين والقاعدة انتهى بمجرد ولادة داعش”.

اترك ردا