9 - صفحة الحوارات عام

حوار مع الفريق اول الركن طالب الكناني قائد العمليات المشتركة رئيس جهاز مكافحة الارهاب

من اجل معرفة اخر اخبار الانتصارات التي يسطرها ابطال الحشد الشعبي والقوات الامنية والجيش العراقي، التقينا بالفريق اول الركن طالب الكناني قائد العمليات المشتركة رئيس جهاز مكافحة الارهاب والذي رحب بنا قائلا..

يسعدني ان التقي بنخبة خيرة من الصحفيين العراقيين للحديث عن البطولات العراقية التي سطرها الغيارى في معركة تكريت وقبل ان ابدأ اود ايضاح حقيقة التزم بها واعمل في ضوئها دائماً وهي «اعمل بصمت ودع عملك يتكلم» و «المهنيون صامتون» والحمد لله الامور جيدة وقد سألني بعض المستشارين في التحالف الدولي والاجانب في بداية شهر حزيران بشأن رأيي بالوضع الامني فقلت لهم : انا متفاءل  فاستغربوا فقالوا لي وباستغراب ايضا على ماذا تبني ذلك؟ فقلت لهم انني واثق من قدرات جيشنا وبلدنا وان عصابات ومجاميع تسرق وتقتل ولديها اجندات وايديولوجيات متمثلة بالقتل والدمار لا تبني امة ولا تبني شعباً ولهذا فأنا متفائل جداً لكنهم ظلوا مستغربين وكررت القول عليهم سوف تلاحظون في الايام المقبلة مزيداً من الانتصارات وان لدينا خططاً كبيراً وفعلاً اشتغلنا في العمليات منذ حزيران 2014 وانطلقنا من بغداد باتجاه سامراء عن طريق الاسحاقي الى مكيشيفة –تكريت – بيجي-المنطقة الغربية – قاعدة الاسد-جرف الصخر (جرف النصر) وديالى الى الحدود الشرقية وهي مساحات واسعة ومنطقة صعبة جغرافياً لوجود اشجار وبساتين ومناطق مرتفعة والحقيقة ان الابطال في الجيش والشرطة والحشد الشعبي وكل الخيرين من ابناء العشائر ساهموا جميعاً لتحقيق هذه الانتصارات وصولاً الى الاهداف التي كان الكثير من الاجانب غير متفائلين الى درجة كبيرة في قدرتنا على تحقيقها وقد بنوا حساباتهم على ما حدث في الموصل حيث عدوها عملية غير طبيعية إذ لا يوجد فيها توازن بين قوى الشر وقوى الخير كون الارهاب كان بإعداد محدودة يقابله جيش بعدد كبير، واضاف الفريق اول الركن طالب الكناني ان التنظيمات التكفيرية وفي مقدمتها داعش يستخدمون في ايديولوجيتهم فلسفة الصدمة المبنية على اساس اشاعة الخوف والذبح وما يستتبعه من اعلام مشبوه وموجه يشتغل على ترويج هذه الجرائم من خلال الاقراص المدمجة التي يشاهدها الناس وخاصة الرجال والنساء لتثير الفزع وتخلق حالة ارباك لكن ما يحصل ليس جديداً علينا فتاريخياً هناك قصة الخوارج منذ (1400) سنة وهم يسيرون على ذات النهج والمبدأ وهذا الارهابي ليس هناك مجال للحوار معه حتى تقنعه او يقنعك وانما هو طريقته اما يقتلك او تقتله ولذلك فأن الاجانب يطرحون فكرة اجراء محاورة مع هؤلاء او التفاهم معهم ولكن ليس ثمة مجال في ذلك واكبر دليل اننا القينا القبض على ارهابي اعترف لنا بأنه قام بذبح ستة ابرياء بيده بواسطة سكين هكذا هو يقول ويقر شخصياً فتم تقديمه امام المحكمة وصدر عليه امر بالإعدام وتم سجنه ولكن ينقل لي الحراس والكلام للفريق اول الركن طالب الكناني ان هذا الارهابي يقوم بجمع السجناء ويعلمهم كيفية ذبح البشر!!، وهو يعلم تماماً انه سوف ينال جزاء الاعدام وبخصوص مراحل تطهير تكريت وصولاً الى تحقيق النصر النهائي فيها قال الفريق الاول الركن طالب الكناني قائد العمليات المشتركة رئيس جهاز مكافحة الارهاب ان تكريت كما يعرف الجميع لها رمزية خاصة بالنسبة للعراق وللعراقيين ويعتبر البعض ان الدفاع عن هذا المكان وخاصة للارهابيين يتطلب الاستماتة ولهذا صدرت توجيهات القائد العام بان نتجه لتكريت وبيجي رغم اننا لدينا قوات فيهما وخاصة في مصفى بيجي منذ قبل شهر حزيران 2014 ولحد الان وقاتل رجالنا ودافعوا قتال الابطال وسطروا ملاحم واعني بهم ابطال جهاز مكافحة الارهاب في هذا المكان ولابد من الاشارة الى ان القتال في المدن والمناطق المبنية يعد عسكرياً من اصعب انواع القتال لماذا ؟ لأنك يجب ان تضع في حساباتك حصول خسائر كبيرة في صفوف المدنيين وتدمير للبنى التحتية وتحصل هناك تقاطعات كثيرة في موضوع معالجة الحالات الطارئة لأنك ترمي وتقاتل وتشاغل ويصبح الامر جزءاً من الحالة المدنية وتسعى التنظيمات الارهابية الى جعل السكان المدنيين دروعاً بشرية وعندها تحصل خسائر في صفوفهم وبالتالي يستخدم الاعلام المعادي هذه الحالات ضدك والادعاء بانك قمت بقتلهم الى غير ذلك من القصص المفبركة التي ما انزل الله بها من سلطان واكد الكناني ان الاعلام بالنسبة للارهابيين وقادة الفكر التكفيري هو الاوكسجين الذي تتنفسه هذه التنظيمات ولذلك عندما تقطع عنها الاعلام تنتهي وكما يعرف الجميع بأن كل وسائل الاعلام في العالم تبحث عن الاثارة وتنقل الاخبار فان الارهاب هو المستفيد خصوصاً تلك الاخبار المتعلقة بالذبح والقتل لأن ذلك يصب في مصلحة الارهابيين الساعين الى اشاعة اجواء الخوف والرعب لدى الاخرين وبالتالي ينشر اخباره.ويواصل الفريق اول الركن طالب الكناني حديثه قائلاً المهم صار التخطيط للذهاب الى بيجي ومحاصرة تكريت من جميع الجهات وتعتبر عسكرياً ساقطة وفعلاً الاخوان من الجانب الايمن من نهر دجلة حرروا جميع المناطق ابتداءً من سامراء الى الدور الى البوعجيل والعلم وصولاً الى الفتحة فهذا الجانب الايمن من النهر اما الجانب الاخر من النهر فهناك الاخوان في الداخلية والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية وفي شهر حزيران الماضي تشكلت قيادة العمليات المشتركة ورغم انها كانت موجودة لكنها اخذت ابعادها بشكل واضح بعد احداث الموصل وان العمليات المشتركة تعني ممارسة القيادة والسيطرة على كل القوات الامنية التابعة الى وزارة الدفاع والداخلية والاجهزة الاستخبارية والامنية والمخابرات وحتى الحشد الشعبي وبالخلاصة انا قائد العمليات المشتركة، واضاف الكناني انك عندما تريد معرفة مكونات قيادة العمليات المشتركة فانك ستجد ممثلين من كل هذه الاطراف… من الجيش والحشد الشعبي والمخابرات والامن والاستخبارات وهؤلاء كلهم يعملون تحت مظلة العمليات المشتركة وقائدها العام هو القائد العام للقوات المسلحة والذي هو السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي لديه صلاحية لأن يستخدم كل القوات ضمن صلاحيته كقائد عام للقوات المسلحة.. يعني ان وزير الدفاع لا يستطيع ان يمارس مهام السيطرة على وحدات وزارة الداخلية والعكس صحيح اي لا يستطيع وزير الداخلية ان يمارس مهام السيطرة على وحدات وزارة الدفاع، إذن لا بد من وجود جهة مركزية اعلى للسيطرة وعليه فان قيادة العمليات المشتركة التي انا قائدها والمرتبط بالقائد العام للقوات المسلحة واجبنا هو وضع الخطط ونصدر الاوامر ونخطط للعمليات المشتركة وبالفعل صار تخطيط بشأن موضوع تكريت وبيجي وبعد ان ذهبنا الى بيجي كانت تكريت هي المرحلة المهمة الحاسمة كما قلت لرمزيتها مع وجود تحديدات وهي انه يجب ان تحافظ على حياة السكان المدنيين والبنى التحتية خصوصاً اذا ما عرفنا انك ما ان تشن هجوماً باستخدام المدفعية او الطائرات يصعب عليك التحديد لأن العصابات الارهابية معروفة سواء في العراق او العالم ليس لديها ملابس او ازياء خاصة تميزها وليس لها ساحة رمي او ميدان وانما هم يدخلون في البيوت او الدوائر وعندما تستهدف هذا العدو فبالنتيجة سوف تستهدف هذه الامكنة وبالتالي تؤثر على البنى التحتية ولهذا فان الارهابيين استهدفوا حتى المستشفيات ومحطات الكهرباء وتصفية المياه وكل البنى التحتية المهمة يستخدمها حتى يجرك لأن تتعامل معه ويمضي قائد العمليات المشتركة قائلاً: صدرت الاوامر الى القوات الامنية بالتحرك الى تكريت وقبلها كنا قد بدأنا بعملية قصف تمهيدية من الطائرات اي بالاستفادة من طيران التحالف لقصف اماكن وتجمعات الارهابيين ومحاور التقدم ومناطق حول تكريت وكلما كنا نتقرب اكثر من المدينة نستخدم طائراتنا التابعة للقوة الجوية العراقية وطيران الجيش وعندما وجدنا ان الوقت مناسباً للهجوم على تكريت اصدرنا الاوامر الى قيادة عمليات صلاح الدين التي هي مسؤولية عن هذا القاطع وفيها شرطة وجيش..وقد قررت شخصياً كقائد عمليات ان اتقدم بنفسي رغم ان البعض لامني ولكننا عندما شعرنا أن الوضع مهم وان القيادة هي فن التأثير في الاخرين اي انك عندما تصدر اوامر للاخرين عليك ان تمارس التأثير ليقوموا بتنفيذ الاوامر بدقة وعندما يراك المقاتل انت كقائد موجود على الارض واول واحد واول من يستقل اول (همر) وفي المقدمة فانه سيندفع ويكون ملاصقاً لك . وكشف الكناني انه شعر بان العملية لم تكن سهلة وربما هناك من الارهابيين من يستقتل في هذا المكان وان الحرب لابد ان تكون فيها نسبة من المجازفة وفي خضم ذلك قررت واخبرت القائد العام بأنني سوف اذهب الى تكريت ولكنه قال لي: كيف وان هناك قائد ميداني فقلت له مع ذلك فأنا قررت ذلك والحقيقة ذهبنا يوم 31/3/2015 وكان يوم ثلاثاء واعتبر ان هذا التاريخ هو الرد الحازم والمنطقي على ما جرى في 9/6/2014 اي سقوط الموصل بيد داعش. وان تحرير الموصل هو رد اعتبار على كل التداعيات التي اعقبت مرحلة ما بعد الموصل. واضاف الكناني: تحركت من المطار باتجاه مقر للقيادة حيث اطلعت على الحالة الميدانية وحالة القوات واماكن العدو والمعلومات والاستخبارات والفعاليات وكنا مخططين للهجوم على تكريت من ثلاثة محاور.. المحور الشمالي (شمال تكريت من منطقة القادسية) والمحور الغربي (منطقة الديوم- تكريت- سبايكر- الهياكل ويخترق وسط تكريت وهو من اصعب المحاور وتولى زمام الامور فيه جهاز مكافحة الارهاب اما المحور الثالث فكان من الجنوب (العوجة-وادي شيشين والى مستشفى تكريت) وفيه شرطة اتحادية وقوات من جهاز مكافحة الارهاب.والشمال ايضاً اسندت المهمة فيه الى قوات من الجيش والحشد الشعبي وجزء من جهاز مكافحة الارهاب ولابد من التذكير هنا بان السلاح المعروف لدى الارهابيين هو التفخيخ وتلغيم الشوارع والقناصين وقمنا بعملية «ايهام» اي اننا جئنا وكأننا قادمون على الطريق الوسطي ثم نزلت ونزل معي المقاتلون وقمنا بالتأشير ونتحدث عن التقدم ثم صعدنا بالرتل وكان معي (12) همر وعندما يسألونني اين انت ذاهب كنت اجيبهم لا علاقة لكم بذلك وعندما شاهدت محافظ صلاح الدين (رائد الجبوري) ورئيس مجلس المحافظة احمد الكريم قلت لهما قوما معي اليوم يجب ان نرفع العلم العراقي فوق مبنى المحافظة وكانا غير مصدقين وصعدا معي بـ «الهمرات» فقالا لي: اين ذاهبون فقلت لهما اننا ذاهبون الى العوجة وانتما الان بعهدتنا ولكننا لم نذهب الى العوجة وانما سلكنا طريقا يؤدي بنا الى مبنى المحافظة حيث فوجئنا بأن الشوارع نظيفة ولم نجد زجاجاً مهشماً لأي نافذة وامام القصور الرئاسية وسط تكريت التقطنا الصور مع وجود رمي متقطع هنا او هناك وانفجار بعض العبوات الناسفة والحقيقة والكلام للفريق اول الركن طالب الكناني : لم يكن هناك وسط المدينة سوى اعداد صغيرة من المرعوبين ثم ذهبنا الى مبنى المحافظة حيث صعد الابطال لرفع العلم العراقي فوق المبنى وسط موجة من الفرح الشعبي وقد تجمع بعض الاهالي وقال لي احد كبار السن لقد كنت اتمنى ان يرفع العلم العراقي قبل ان اموت والان تحقق حلمي..ثم ارسلنا لقائد شرطة تكريت لجمع المنتسبين ليمارسوا إداء واجباتهم كي يكون النصر نظيفاً وهو لأهل تكريت.

اترك ردا