7 - تقارير وتحقيقات عام

بغداد تتلون بالاحمرين.. عشاقها يتجاهلون الدم بهدايا عيد الحب

شتان بين من يريق دم انسان ليفجع قلب اخر وبين من يشتري دمية ملونة بالاحمر ليدخل الفرح لقلب احدهم ، هذان الصنفان يطليان بغداد باللون الاحمر هذه  الايام ، فجثث ضحايا المفخخات التي لطخت الشوراع بالدم  كانت ترسل الينا عبارات مفادها “نريد الموت لكم” ليقابلها صدى محلات بيع عيد الحب المشعة بالاحمر”نريد الحب والحياة”.

عيد الحب” او”الفلنتاين”  هو أحد  الأعياد،التي ظهرت بعد العام “2003” إذ بدأ بعض الشباب  يتفاعل معه بصورة كبيرة سنة تلو أخرى، حتى أضحى تقليداً يطرق أبواب العشاق في كل عام وسط اعتراضا من قبل رجال دين وشباب رفضوا  ان يكون للحب عيدا وهم يعيشون الموت كل حين.

وتباينت وجهات نظر الشباب ورجال الدين الذين استطلعت  اراءهم بشأن مشروعية عيد الحب ورمزيته.

ويرى الشاب مرتضى الحلفي  ان “عيد الحب مناسبة جملية للتعبير عن مافي داخلنا من مشاعر جياشة الى من نحبهم وهذا العيد لا يقتصر على الحبيبين فقط  و قد يكون  الى العائلة او الاصدقاء”،.

 واضاف الحلفي  ان “هناك الكثير من يقلل من اهمية هذه المناسبة ويرجعها الى الشباب فقط كما هناك من يراها لا تناسب عمره، ولكن هي مناسبة الى نشر الحب والتسامح بين الجميع”.

وحول رؤية الدين الاسلامي لعيد الحب علق رجل الدين الشيخ عادل الساعدي،”ليس عيبا على الناس ان يجدوا رمزا للتعبير عن المشاعر التي تشير الى الحب والحياة ،علما ان الشريعة الاسلامية واسعة ولكن لا يحتاج ان نستورد قيما وتقاليد ولنا في هويتنا الاسلامية من المباديء الكبيرة والواسعة و المهمة في صناعة الحياة ومن الممكن ان نوجد في شريعتنا مثل هذه الرمزيات والاحتفالات”.

واوضح الساعدي ،”نحن نمر بحالة الحرب وهذا ما شجع على هذه الاحتفالية لذلك نلاحظ  ان هذه الاحتفالية قد بدأت  تاخذ ابعادا اجتماعيا ونفسية قد يكون لها تبعاتها لكننا ، نحن نحتاج المحبة وقيم التسامح واحترام الراي الاخر “، مشيرا الى ان ” هذه الحالة العشقوية غير كافية لنشر السلام وحدها”.

أما الشاب ناطق محمد فأبدى تفاجئه من ازدياد إعداد العشاق المستعدين للاحتفال بعيد الحب للعام الحالي. ويعتزم أن يحتفل مع حبيبته بالـ”فالنتاين داي” في إحدى الحدائق العامة في بغداد، وحرص على أن يأتي بهدية مغايرة مما يقدمه أقرانه من العشاق من الهدايا الحمراء.

واما  ابتهال الربيعي فأبدت رأيها بالقول أن “عيد الحب” ليس له معنى للاحتفال به٬ حيث أن الحب موجود في كل يوم وفي كل مكان وزمان٬ فكل يوم هو عيد للحب٬ حب الأهل والأصدقاء٬ وليس فقط”.

وفي السياق ذاته٬ قالت الشابة “س”  تعليقاً على ذلك “برأيي٬ أن الإحتفال بيوم الحب٬ لا يمس عاداتنا وتقاليدنا العربية بصلة٬ فهو مناسبة يحتفل بها الغربيون٬ ومن ثم زحف صداها إلينا نحن العرب٬ وأصبح عادة عند بعض الناس الذين يرون فيه تغييراً لروتين الحياة٬ فلا بد هنا – في رأيي – أن من الواجب علينا عدم تقليد الغرب في كل شيء٬ فلنا أعيادنا الخاصة فلنحتفل بها”.

وعيد الحب أو عيد العشاق أو “يوم القديس فالنتاين” مناسبة يحتفل بها الكثير من الناس في كل أنحاء العالم في الرابع عشر من شهر  /شباط من كل عام. ويعتبر هذا هو اليوم التقليدي الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض

 

اترك ردا