7 - تقارير وتحقيقات عام

بعد التعاون مع موسكو … ما موقع بغداد في خارطة الإستقطاب الإقليمي ؟

الإعلان عن تأسيس مركز استخباري بين العراق وروسيا وسوريا وايران، لمكافحة تنظيم داعش الارهابي، سلط الضوء مجددا على الدور العراقي في المنطقة، وموقعه من حالة الاستقطاب الاقليمي التي برزت بعد التدخل الروسي بقوة في الأزمة السورية.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد أن هدف التنسيق بين موسكو وطهران وبغداد ودمشق هو تبادل المعلومات والتنسيق في مواجهة داعش الارهابي فيما رفضت لجنة نيابية عراقية عدّ التعاون العراقي الروسي على حساب العلاقات العراقية الأمريكية.فعضو لجنة الامن والدفاع النيابية عمار طعمة اكد ، ان العراق يبني مواقفه انطلاقا من التحديات الأمنية، التي تهدد وضعه واستقراره والعملية السياسية فيه، مشيرا الى ان العراق ومنذ اكثر من عقد من الزمان يواجه الارهاب والتنظيمات الارهابية المختلفة من القاعدة وداعش وغيرها، وهذا أثر كثيرا فيه، وبالتالي فإن العراق يرى ان اي دولة يمكن ان تقدم خدمة له او تساعده في محاربة الارهاب، سواء كان على المستوى الامني ام الاستخباري ام تقديم الدعم العسكري، وتطوير قدراته الاستخبارية والتقنية والتدريبية، فإن أمر مرحب به ويتعاطى معه بايجابية.وشدد النائب طعمة على ضرورة “مراعاة الفصل ما بين التعاون الامني والتنسيق العسكري مع الدول، والمواقف السياسية ازاء القضايا الراهنة في المنطقة، فمواقف العراق السياسية تنطلق من مراعاة المصلحة الوطنية الجامعة للعراقيين بجميع مكوناتهم، مبينا انه لا يمكن الربط بين وجود تنسيق امني او استخباري بين العراق ودولة معينة وتبني المواقف السياسية لتلك الدولة، مشددا على انه يجب على صانع القرار العراقي ايضا الفصل بين المسألتين.وعن موقف العراق وانضمامه الى محور ضد اخر في المنطقة، شدد النائب طعمة على انه “من المهم ان يقف العراق بمنأى عن اي تمحور او الانضمام لمحور مقابل محور آخر في المنطقة، لان ذلك سيكلف العراق الكثير”، مؤكداً بأن “المنطلق والباعث لمثل هذه المواقف العراقية هو الدفاع عن الامن الوطني العراقي والاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين لدعم العراق في مواجهة الارهاب”.ورفض طعمة اعتبار التعاون مع موسكو وطهران ودمشق على حساب العلاقة مع واشنطن، مبينا بأن “العراق استطاع ان يلعب دورا متوازنا في المنطقة، رغم العلاقة المتوترة بين ايران والولايات المتحدة، فإن العراق كان يمتلك علاقات ايجابية مع الجانبين، بل ان المواقف العراقية ساهمت بشكل او اخر في التقريب بين ايران والولايات المتحدة، على صعيد الملف النووي، والمساهمة في حله”.هذا وكانت قيادة العمليات المشتركة في العراق أعلنت في بيان لها ان “الاتفاق على تعاون استخباراتي وأمني في بغداد مع كل من روسيا وإيران وسورية للمساعدة والمشاركة في جمع المعلومات عن تنظيم داعش الإرهابي وامتداداته”. وأكدت أن “هذا الاتفاق جاء مع تزايد القلق الروسي من وجود آلاف الإرهابيين من روسيا يقومون بأعمال إجرامية مع التنظيم”.وجاء التأكيد العراقي بعد يوم على كشف ديبلوماسي روسي تأسيس المركز الذي “سيضم ممثلين لهيئات أركان جيوش الدول الأربع، وستكون إدارته بالتناوب بين ضباط من روسيا وسورية والعراق وإيران على ألاّ تتجاوز فترة إدارة كل طرف ثلاثة أشهر”.الحكومة الاتحادية العراقية، بدورها اكدت ضرورة لجهد مشترك للتنسيق يصب في مصلحة العراق.وقال سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الاتحادي حيدر العبادي، لوكالة الصحافة الفرنسية، ان العراق اتفق وكل من روسيا وايران وسوريا على تشكيل لجنة مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية، بهدف ملاحقة تنظيم “داعش” للحد من نشاطاته الارهابية، مبينا بأن “لجنة مشتركة ستشكل بين ممثلي الدول الاربع وسيكون هناك ممثل عن الاستخبارات العسكرية العراقية ممثلا فيها وتقوم بعملها على أساس متابعة خيوط الارهاب ومتابعة الارهابيين”. مؤكدا ان “هناك ضرورة لجهد مشترك لتنسيق وتعاون يصب في النتيجة في مصلحة العراق ومسعى الحكومة لتحقيق الانتصار في الحرب على الارهاب”.وأوضح الحديثي ان المركز المعلوماتي عبارة عن “لجنة تنسيقية مشتركة بين الدول الاربع، من خلال ممثلين لهذه الدول على المستوى الاستخباري العسكري، لتداول المعلومة وتبادلها وتحليلها بشكل مشترك”.وردا على موعد انطلاق عمل اللجنة المشتركة، قال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الاتحادي ان “هذا الامر له بعد أمني”، من دون الاشارة لتفاصيل اكثر. بلا شك تأسيس هذا المركز الاستخباري سيزيد نفوذ روسيا في الشرق الأوسط، خاصة وانها عززت تدخلها العسكري في سوريا في الأسابيع الأخيرة في الوقت الذي تضغط فيه من أجل ضم دمشق إلى الجهود الدولية لمحاربة تنظيم داعش الارهابي وهو طلب ترفضه واشنطن. وبزيادة المخاطر في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ أربع سنوات أرغمت موسكو واشنطن على توسيع قنوات التواصل الدبلوماسي معها. وحث منتقدون الرئيس باراك أوباما على أن يصبح أكثر حسما في الشرق الأوسط ولاسيما تجاه الصراع السوري ويقولون إن عدم وجود سياسة أمريكية واضحة منح تنظيم داعش التكفيري فرصا للتوسع. وبحسب مراقبين فإن العراق سيكون مستفيدا من المشاركة في اي تنسيق وتعاون وجهد دولي ضد الارهابيين، خاصة وان العراق في حرب مستعرة مع الارهاب، وتنيظم داعش الارهابي يحتل منذ حزيران 2014 مناطق واسعة ومدنا مهمة في العراق بينها الموصل (شمال) والرمادي (غرب).ويرى محللون ان الدعم الروسي سيكون اضافيا للعراق في حربه على الارهاب، وقد تمكنت القوات العراقية مدعومة بضربات جوية من استعادة بعض المناطق التي سقطت بيد الارهابيين خلال الاشهر الماضية، لا سيما في محافظة الانبار والى الشمال منها.

اترك ردا