7 - تقارير وتحقيقات عام

بسبب اجراءات داعش.. أموات يدفنون غرباء وأحياء يغصون بحسرتهم

على الرغم من إنهما يعيشان في منزل واحد ، لكن حسن لم يحضر مراسيم دفن شقيقه ولم يعرف بذلك إلا بعد دفنه، فيما يغص بحسرته لأنه لم يودعه للمرة الأخيرة. .

فبسبب تعليمات داعش اختفت غالبية مراسيم المناسبات الاجتماعية السعيدة والحزينة على حد سواء في الموصل، ولم يعد الكثير من السكان يعرفون ما يلحق بأقاربهم من فرح أو حزن.ويقول حسن منذر ، “اعمل بائعاً متجولاً للخضراوات على عربتي منذ الصباح الباكر وحتى المساء في الطرقات لأكسب قوت يومي وعائلتي، وقبل أكثر من أسبوع عدت مساء الى المنزل لكني استغربت من وجود عدد كبير من السيارات في شارعنا وكذلك تجمهر الناس عن باب المنزل، الذين عندما رأوني تسارعوا لكي يعزوني بشقيقي الأكبر”.

ويضيف حسن “لم اصدق وقع الخبر كوني رأيته قبل ساعات”، لافتا إلى أن “أخي أصيب بنوبة قلبية بعد خروجي للعمل وتوفي على اثر ذلك، وبسبب انقطاع شبكات الهاتف النقال انطلق عدد من الأقارب بسياراتهم في شوارع المدينة يبحثون عني لكن دون جدوى، فتم إتمام مراسيم الجنازة والدفن بغيابي”.

ويشير حسن إلى أن “حزنه بوفاة شقيقيه الأكبر وعدم حضور مراسيم جنازته، فضلا عن عدم استطاعته إقامة مجلس عزاء على روحه لان داعش اصدر تعليمات بمنعها، يجعلني أشعر وكأنني غريب عن هذا البلد والناس أو أجنبي”.

لم يعد حسن بعد اليوم يغادر منزله، خشية أن يعود له ليفجع مرة أخرى بوفاة أحد من أفراد عائلته.

وكان تنظيم داعش قد أوقف عمل شبكات الهاتف النقال في الموصل، منذ شهر كانون الأول 2014، لامتناع شركات الهاتف النقال، إعطاء مبالغ الأتاوات الى التنظيم.

من جانبه يقول باسم عبد الله لـ”الغد برس”، “خجلت كثيرا عند زيارة صديق لي والاستفسار عن أحواله وأحوال عائلته، فابلغني أن والده قد توفي قبل أكثر من أسبوعين، وحاولت جاهدا أن أقدم اعتذاري لصديقي الذي تفهم الموقف ، لكني لم اقنع نفسي بالاعتذار”.

ويلفت عبد الله إلى أن “انقطاع التواصل بين السكان بسبب قطع الاتصالات، فضلا عن منعه تعليق لافتات الوفاة وإقامة مجالس العزاء وتغريم المخالفين بمبلغ مليون دينار حال دون معرفة الأقرباء والأصدقاء المناسبات المفرحة والمحزنة”.

اترك ردا