7 - تقارير وتحقيقات عام

انتصار تكريت يستنهض “سيناريوهات” قلْب المعادلة

تطابقت وجهات النظر الإقليمية حول ما يحدث في العراق من انتصارات أربكت حسابات الولايات المتحدة ودول خليجية وعلى رأسها قطر والمملكة العربية السعودية.

فبينما اعتبرت السعودية على لسان وزير خارجيتها ان ما يحدث في العراق هو “احتلال إيراني”، قال مصدر امريكي عسكري ان هناك توجسا من تعاظم النفوذ الإيراني في العراق، فيما بدأت حمل إعلامية و “دينية” في دول الخليج والدول الإقليمية لتشويه انتصارات الجيش العراقي والحشد الشعبي، بمزاعم قيامه بأعمال تصفية طائفية. وقال الازهر أيضا ان شيعة العراق يضطهدون السنة ويهجرونهم من مناطق سكناهم.

ومن نتائج هذا التحول المفصلي في الحرب على الإرهاب، الذي فاجأ المخطط الإقليمي المعد من قبل الولايات المتحدة ودول إقليمية،

بإطالة امد وجود داعش في العراق وسوريا، ان الولايات المتحدة هدّدت بان عقد التحالف الدولي ضد داعش، سينفلت بسبب المشاركة الإيرانية في الحرب.

ويقول محلل سياسي ﻟ “المسلة” ان هذه النظرة السلبية لما يحدث في العراق ليس سببها المشاركة الإيرانية، بقدر الانتصارات المتلاحقة للجيش والحشد الشعبي التي فاجأت الولايات المتحدة، لاسيما وان العراق لم يطلب مساعدة التحالف في معارك صلاح الدين وانه اعتمد وبشكل كامل على قدراته الذاتية.

ولهذه الأسباب، سوف لن تكون هناك أي مفاجأة في تحالف “عربي تركي” لمواجهة المتغيرات الإيجابية في العراق وسوريا وصولا إلى لبنان لصالح الشيعة.

وأبرز هذه السيناريوات المعدة اعتبار فصائل الحشد الشعبي، مليشيات خارجة على القانون تقوم بإبادة اهل السنة وايجاد الذريعة لتجريمها مع حزب الله اللبناني.

ان انتصارات العراق في جبهة صلاح الدين، اسقطت معادلة التوازن بين الجيش العراقي وتنظيم داعش، وهي معادلة “لا غالي ولا مغلوب”، ما يتوجب على الولايات المتحدة والدول الإقليمية الاستعداد مرة أخرى للجم دور ايران والحشد الشعبي وحزب الله اللبناني،

عبر تعزيز قدرات تنظيم داعش، ودعم قوى المعارضة السورية، وإيجاد دور لمجاهدي خلق في الاحداث.

واحدى الخطوات في هذا الصدد، اكتمال سيناريو بدء تركيا بمهمة التدريب والدعم اللازم لقوى المعارضة السورية “المعتدلة” لتكون قادرة على ضبط إيقاع التوازن بين داعش والجيش السوري، لضمان حرب طويلة الأمد.

 غير ان أبرز العقبات التي تواجه حلف سني جديد في المنطقة يقف بوجه تنامي النفوذ الشيعي العسكري، والسياسي في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، هي “الاخوان المسلمون”، حيث تنقسم الأطراف حول هذه الحركة.

أما السيناريو الآخر امام تنامي القدرات العراقية والإيرانية، في تحقيق الانتصارات الميدانية، فهو تكوين قوة عربية مشتركة قادرة على التدخل السريع في المناطق المهددة ليس من إسرائيل، بل من ايران والجماعات المقاتلة الشيعية، و داعش على حد سواء.

ان ما يحدث في العراق وبروز قوة عسكرية ذاتية تنسّق مع ايران، سوف يكون له نتائجه الإيجابية على مجرى الاحداث في سوريا،التي تسير الى الان لصالح النظام فيها.

اترك ردا