7 - تقارير وتحقيقات عام

المعركة مع داعش وانخفاض أسعار النفط والحشد الشعبي

مهيمن, احد شباب الحشد الشعبي, ترك الراحة, تلبية لنداء المرجعية, ليشارك في حرب الإرهاب الداعشي, كان يعمل في بيع الموبايلات, فأغلق محله, ليشارك أخوته في رد الهجمة البربرية, لكن الحياة تحتاج للأموال, كي تدوم, فالحاجات الإنسانية لا تتوقف, والكثير من الشباب تركوا أعمالهم, مقابل الالتحاق في صفوف الحشد الشعبي, فتصبح المستحقات المالية, من قبل الحكومة لرجال الحشد, حاجة أساسية, لتستمر الحياة, وكان عدم الانتظام سمة مهمة, إلى أن انقطعت ومنذ شهرين, مما اثر على الجهد العسكري, وعملية القضاء على داعش.

 الحرب مع داعش تكاليفها مرتفعة جدا, فهي حرب على جغرافيا مفتوحة, بل هي اكبر حتى من مساحة الحرب العراقية الإيرانية.

 ألان الحرب الفعلية تجري في محافظتين, هما صلاح الدين والانبار, أما الموصل فيقصر الأمر على الضربات الجوية, ونشاط الجبهة الشمالية, يقتصر على مواجهات بين الدواعش والبيشمركة, الحرب بصورة عامة, تكلف الملايين يوميا, فالسلاح وحدة يحتاج لموازنة, نظرا لارتفاع تكاليفه, فهو أساسي لإدامة الجهد, ومن دونه تحصل انتكاسة حقيقية, بالإضافة لأدراك محور الشر, ما يمر العراق به من أزمة اقتصادية خانقة, فعمل طوال الفترة السابقة, على تمويل عالي للدواعش, بغية الاستفادة من الأزمة الاقتصادية.

 أزمة انخفاض أسعار النفط, والتي حصلت بجهود سعودية خليجية, كي يتسبب الانخفاض, بالضغط على الدولة أحادية الموارد, ومنها العراق, وبالتالي تنجح السعودية في تحقيق ما عجزت عنه في السنوات الماضية, وسببت الأزمة بمحنة حقيقية للبلد, من جهة أخرى عامل داخلي, اثر على الاقتصاد العراقي, فالسياسات النفطية السابقة, كانت عبارة عن فوضى, لا تنتج ألا الخراب, ولعبة التراخيص, تحولت إلى عبئ كبير على البلد, نتيجة العقد السيئ, المبرم بين العراق والشركات النفطية, مما جعل الشركات تشاركنا واردات النفط, وسوء التعاقد ليس عن جهل , بل عبارة عن فساد تحت بنود تعاقدية, على البرلمان الإسراع بمراجعة عقود جولة التراخيص, ومحاسبة من شارك بها, كي لا نتحول بعد أعوام, إلى بلد مكبل بقيود شركات لا ترحم, هذه الأزمة تؤثر سلبا على حربنا مع الإرهاب.

 الحرب تحتاج لوضع سقف زمني, لننتهي من داعش, ونتحول إلى حرب الفساد, وقضية أعمار العراق, فبقاء الحال على ما هي عليه اليوم, من استنزاف للقدرات, يعني مهما كسبنا من الأرض, فلا يعني الانتصار التام, ويعني أيضا توقع حدوث انتكاسات, لكبر حجم الأرض, وطبيعتها الجغرافية المتنوعة, المتابع يرى أنه بتحشيد القوات وبأعداد كبيرة, يلاحظ معها تقهقر الدواعش, وتحقيق انتصارات بوقت قياسي, لذا فلنقم بعملية واسعة, للخلاص من دواعش, فالوقت لا يعطينا فرصة لاسترداد الأنفاس, ولا نعلم بعد شهرين كيف ستكون الأوضاع, لذا الإسراع بالخلاص من داعش, أولوية يجب أن تضعها القيادات العسكرية.

 هنالك حرب إعلامية ضد الحشد الشعبي, هي تتناغم مع عملية الدفاع عن الدواعش, حيث يراد أن يعلن الدواعش دولتهم, بحدود واضحة, لينشأ كيان بربري, في قلب الشرق الأوسط, يشابه الكيان الصهيوني في بدايات تكوينه, هذه الحرب ترتفع نتائجها, عندما يتعطل الانجاز العسكري, وتتحول فيما بعد إلى رأي عام, عند فئة تتنفس الهواء الطائفي, وتحقد على أي منجز, يحققه الحشد الشعبي, لذا يجب أن يكون هناك, تنسيق عالي بين القنوات العراقية الوطنية, للدفاع عن الحشد الشعبي, والرد على شخوص الحملة الخبيثة, مع أهمية تحقيق منجز عسكري قريب, ليصبح الرد الأكبر على المشككين بالحشد, واثبات قدرته في الرد على الهجمة البربرية.

اترك ردا