6 - المراة عام

العنوسة .. شبح يطارد النساء واقتراحات بأن يقبلن بالزواج من المتزوجين كحل واقعي

عندما نتحدث بصورة عامة عن ظاهرة العنوسة نجد أن هناك أسباب عديدة لها ومنها النهضة التعليمية واصرار البنات على اكمال تعليمهم واستبعاد فكرة الزواج اثناء الدراسة وانتظار فارس الاحلام كامل المواصفات من قبل الفتاة ورفض المتقدمين لها والتشدد في اختيار زوج البنت من قبل الاهل وغلاء المهور وتكاليف الزواج وعدم قدرة الشاب عليها وطمع الآباء في مرتبات ابناءهم وبناتهم وتأخير فكرة الزواج والرفاهية الزائدة للأبناء التي تؤدي الى الإنحراف وعدم التفكير في الزواج والبطالة وعدم توفر فرص العمل لدى الكثير من الشباب والقيود المفروضة من قبل بعض الدول بعدم زواج مواطنيها من الخارج وعدم قبول البنت بالمتزوج من امرأة اخرى، ولكن عندما نتحدث عن الظاهرة في العراق نجد أن الاسباب اقتصادية واجتماعية وفكرية إلى حد ما.

المعلمة فى إحدى المدارس ( ر،ع) قالت ، “أنا غير متزوجة وانا الان في سن الاربعين وسبب عدم أرتباطي هو اني رفضت الارتباط بالكثير من الرجال لوجود أزمة ثقة، فأنا مؤمنة جدا انه لا يوجد شاب او رجل يضحي من اجل زوجته وانه لايخونها الا ما رحم ربي”.

واضافت “اذا صادف ان الرجل يصدق مع زوجته فالتطور الهائل في التكنولوجيا ستسحبه الى عالم الخيانة فأنا امرأة لدي كبرياء ولا اتحمل ان تكون على رأسي امرأة ثانية حتى ولو كانت علاقة عابرة”.

أما (ع .أ) وهي خريجة ولم تتعين قالت تقدم كثيرون لخطبتي ولكن اهلي كانوا يرفضون لانهم يطلبون ان يوفر لي الزوج بيتا اسكن فيه بعيد عن اهله ولكن لم تتوفر الامكانية ومتطلبات اخرى تثقل كاهل الشاب وتبعده عن التفكير بالارتباط”.

من جانبها قالت الباحثة الاجتماعية نجاة جبار إن “ظاهرة العنوسة تفشت في الاونة الاخيرة بعد الحروب التي خاضها العراق من الثمانينات وتسببت بفقدان عدد كبير من الشباب في سن الزواج، ما ادى الى عدم توازن نسبة الذكور مع الاناث، فضلا عن افرازات الحروب التي انعكست على جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصدية وعدم الاستقرار الامني وهذا كله ادى الى عزوف الكثير من الشباب عن الزواج”.

وفي نفس السياق اكدت ريكان ابراهيم التي تحمل شهادة الدكتوراء في علم النفس أن “هذا موضوع بحاجة الى بحث طويل فقد تعددت اسبابه وجذوره وتداعياته ومنها اسباب الطلاق وعدم الاستقرار الامني”.

وتساءلت “كيف يفكر الشباب بالزواج وتكوين أسرة بحاجة الى اوضاع مستقرة ومورد مادي مستمر، سيما ان معظم الشباب في هذه المرحلة يعانون من القلق ازاء المستقبل”.

بدوره قال الإعلامي نائل الموسوي إن “من الحلول التي تفرض نفسها واقعيا في المجتمع العراقي هو أن تقبل النساء بالارتباط برجال متزوجين”، لافتا إلى أن “الرجل الشرقي بصورة عامة وليس بالعراق تحديدا لديه رغبة قوية بالارتباط بإمرأة أخرى، لتعويض ما قد لا يجده متوفرا بزوجته الأولى”.

وأضاف أن “الزواج الثاني أمر شرعه الله لكن، والطلاق هو ابغض الحلال، وهنا على النساء أن يفكرن بذلك المقترح لأنه يحل مشكلة العنوسة بشكل جذري”.

وكان موقع هولندي عالمي نشر تقريرًا عن العنوسة في الوطن العربي، جاء فيه إن فلسطين سجلت أقل نسبة عنوسة على المستوى العربي، إذ لا تتعدى النسبة 7%، أما أعلى نسبة ففي لبنان، حيث تصل 85% ويأتي كلّ من العراق وسوريا في المرتبة الثانية من بعد لبنان بنسبة 70% كما تشهد دول الخليج ارتفاعًا مطردًا في السنوات الأخيرة، وتتصدر الإمارات قمة الترتيب بنسبة 70% وهناك مليون عانس في السعودية، أي ما يعادل سكان البحرين مرتين، فيما تبلغ النسبة في البحرين 25% وهي أدنى نسبة خليجيًا.

اترك ردا