6 - المراة عام

الطفولة العراقية تُجسد واقع المرأة بشكلٍ حِرفي

حيث لا يزال واقع الفتاة العراقية في مجتمعنا شائكاً, رُغم دعاة الحرية والمُساواة، إلا إن حرية المرأة جاءت مصحوبةً بغصّة.
هذا ما جسده المخرج باسم الطيب من خلال مسرحية “بنات بغداد، خلونا نلعب”، والتي إضافة الى ما تحملهُ من حبكة مسرحية تُلامس المُشاهد وواقع المرأة في المجتمع,

قدم الطيب من خلالها جيلاً نسويّاً واعداً مُتمثلاً بمجموعة من الفتيات الصغيرات في السن واللاتي اعتبرن بطلات المسرحية, علاوةً على ذلك عُدت المسرحية طريقة للعلاج الدرامي المسرحي والذي استخدمهُ الطيب لتوظيف مواهب الفتيات و إمكانياتهن بشكل مؤثر ومُفيد للمجتمع, وقد استغل المُخرج فئة مُعينة من الفتيات اللاتي يُعانين اليُتم حيث يُمثلن دفعة من دار الزهور لرعاية الايتام, وقام المخرج بدراسة شخصياتهم من خلال التواصل وإقامة ورش تدريبية للاطلاع على واقعهم و معرفة الثغور او المشكلات التي يتمكن من خلالها التعامل معهم, وتعرضن الفتيات الى عملية تُسمى بـ”العلاج الدرامي”، والتي تعتمد على التمثيل من خلال استخدام الدراما التي يستطيع الشخص من خلالها اكتشاف نقاط ضعفه وقواه.

وبذلك قام المخرج بتوظيف النقاط الإيجابية لدى الفتيات وتطويرها، من خلال عدة بروفات للمسرحية وعروض مؤقتة في منتدى المسرح العراقي في شارع الرشيد والتي حضرها عدداً من كبار الفنانين العراقيين أمثال “آلاء حسين, سعد محسن, فارس طعمة التميمي, ذو الفقار خضر”, تبينت نتائج المجهود الكبير الذي بذلهّ المخرج والفتيات.

وقال مخرج العمل باسم الطيب لـ”الغد برس”، إن “فكرة العمل جاءت بوجود تسع فتيات, يُمارسن ألعابا شعبية ترتبط بالذاكرة العراقية, حيث تتعقد هذه الألعاب لإنتاج مشاكل إجتماعية مثل زواج القاصرات, التحرش الجنسي, ومشاكل اجتماعية أُخرى ترتبط أيضاً بالواقع الاجتماعي والسياسي العراقي, حيث تقوم الفتيات بالانتقال من لعبة الى أُخرى محاولات البدء بإنسيابية جديدة لحين أن تصادفهن مشكلة تضطرهن الانتقال الى لعبة أُخرى”.

وأضاف الطيب قائلاً “خلال كل انتقال سيتم استعراض مشكلة اجتماعية او حدث معين تتم مُناقشته بشكل ساخر”، مبينا أنه “تم اختيار الفتيات بين عمر الـ13 و 14 عاماً, وهنَّ على إدراك جيد بمشاكل التي تواجهها المرأة في المجتمع وذلك من خلال ملاحظتهن لمشاكل ألمحيطين بهن, وتم اختيار الفتيات بعد إجراء اختبارات لعدد كبير من الفتيات ليقع الاختيار على تسع فتيات يقُمن بتجسيد هذا الدور”.

وأكد أنه “لا يُمكن أن نتناسى مشاركة الفتيات في كتابة نص العمل ووضع بعض الاقتراحات الخاصة بالعمل”، مشيرا إلى “وجود رسالة أحاول إيصالها من خلال العمل والذي يُعتبر بحد ذاته انتصاراً للمرأة, التي تتعرض للكثير من أعمال العنف والإقصاء, فكان العمل صرخة ضد العنف والتحرش وزواج القاصرات”.

اترك ردا