7 - تقارير وتحقيقات عام

الشباب وهوس العضلات في العراق .. بروتينات ومنشطات حيوانية في قاعات رياضية!

الداخل الى القاعات الرياضية التي انتشرت مؤخراً في مختلف مناطق العراق يشاهد أجهزة رياضية متعددة بعضها صنع لرياضة الجري وآخرى لرفع الأثقال وشـد العضلات يستخدمها شباب متوسطو الأعمار بعضهم ذو عضلات ضخمة الحجم وقوام رياضي مناسب لهذه اللعبة والآخر يكرس جهده وبشتى الطرق كي تكون عضلاته أشبه بعضلات أقرانه، والآخرون يحاولون ان يستثنوا انفسهم من الرياضة وان تكون لهم عضلات فقط للدلالة على القوة التي وجدوا في أبراز عضلاتهم دليلا لها.

تستخدم الأجهزة الموجودة داخل المراكز الرياضية حسب برامج (كورس) شهري يقوم المدرب الذي يُعــد صاحب القاعة بكتابته بعد مشاهدته جسم مرتاد الصالة الذي يرغب بالاشتراك مقابل دفعه مبلغ ما يقارب (60) الف دينار للشهر الواحد او اكثر بقليل اذا كان هناك مدرب رياضي مجاز او حتى خريج كلية التربية الرياضية بينما عكس ذلك يعتمد فقط على الأجهزة وما يمكن أن يأخذ من منشطات.

عضلات مفتولة

هناك منشطات تسببت بالموت المفاجئ للذين تناولونها، بغية الحصول على جسم رياضي مفتول العضلات. ومع الأسف كانت نقمة على البعض، إذاً مَن المسؤول عن انتشار هذه الأدوية بجميع أنواعها؟ ومَن يستوردها؟ وكيف تدخل الى الأسواق بحرية وتباع بأسعار بخسة على الأرصفة وفي بعض الصيدليات ايضا؟!

يقول الشباب مهند حميد (17) عاما الذي كان يشتري علبه تتكون من الكاربوهيدات والبروتينات وبسعر(50000) دينار: هذه العلبة تفيد بناء الجسم وزيادة القدرة على اداء التمارين الرياضية وهو ما أكده صاحب المحل الذي سألته عن ما يمكن ان يساعدني في تعديل بناء جسمي الضعيف وخلال فترة شهر واحد اصبح وزني (55) كيلو غراما بعد ان كان 35 كيلوغراماً فقط. متابعا: لكني لا استطيع تركها لأن جسمي يترهل كما يقول صاحب المحل لكثرة وطول فترة تناولها بينما علـَّق عمار حسين الذي كان يشتري علبة صغيرة من المقويات وهي عبارة عن حقن وصفها له صاحب قاعة في منطقتهم وقال: إنها أفضل وأسرع من الرياضة .

الأسواق والرقابة

بينما ذكر لنا أحد اصحاب المحال المتخصصة ببيع هذه المنشطات او كما يرغب هو بتسميتها أغذية مقوية للجسم: أن الشباب هم مَن يريد هذه الحقن وحتى الحبوب التي تسبب الى انتفاخ بالعضلات والتأثير الإيجابي على النواحي البدنية والوظيفية وحتى لو رفضنا ان نبيع لهم يجدونها في أغلب البسطيات في منطقة ساحة الطيران والباب الشرقي وهي لا تخضع الى رقابة او فحص وهناك مَن يستورها ويوزيعها من دون رقابة والكل يعلم بتلك الامور، فلماذا يكون التركيز فقط على أصحاب المحال؟ هناك الكثير من الاغذية تساعد في بناء الجسم ولكن الشباب هم مَن يريد بناء عضلات وتقليد شخصيات رياضية عالمية او ليكون مقبولا من الفتيات او اعطاء ثقــة أكبر في نفسه وإحساسه بالرجولة والأمان .

مسؤولية مَــن ؟!

المتحدثة الإعلامية لوزارة الشباب والرياضة د.عاصفة موسى قالت: ان وزارة الشباب والرياضة ليست لديها سلطة على فتح هذه القاعات انما الجهات المسؤولة هي محافظة بغداد ووزارة الصحة ،الموافقات تكون من الجهتين.

بينما ذكرعضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي أن مجلس المحافظة يقوم وعن طريق اللجنة الرياضة بإعطاء موافقات بعد حصول مَن يرغب بفتح قاعة على موافقة المجلس البلدي ويتعلق الأمر باللجنة الاولمبية بعد ذلك ولجنة الرياضة في المجلس تقوم بفحص القياسات والأبعاد ومدى توفر الشروط في القاعات، لكن لا ننكر عن وجود قاعات رياضية إن صح التعبير عليها تُفتح من دون موافقات يمكن ان يكون هناك تنسيق مع بعض المجالس البلدية وهذا يُعــد خطأً كبيراً ولابد من مراقبته من قبل الجهات المعنية بالأمر حفاظاً على صحة الشباب .

قاتلة ومميتة

علي الطائي صاحب قاعة رياضية علـَّق: هناك الكثير من القاعات الرياضية مناسبة وجيدة ويمارس فيها الشباب الرياضة ومن دون أية منشطات مهما كان نوعها انما التركيز على الرياضة، وعلى نظام غذائي معين، لكن بالمقابل نجد هناك بعض القاعات تعتمد على المنشطات في بناء اجسام الشباب الذين يرغبون بذلك ولديهم رغبة ببناء جسم مفتول العضلات، مستدركا: لا توجد صعوبة بالحصول على المنشطات الرياضية من قبل الشباب لأنها تباع في اغلب المحال التي تبيع البروتينات وغيرها من المنشطات، ولا يعلمون فائدتها او مضارها انما نوعها فقط. مضيفا: ما يُريده صاحب المحل ان يبيع كميات كبيرة لتحقيق ارباح حيث توجد منشطات حجمعها 100ملغرام تباع بـ15000 والتي فيها هرمون حيواني. حقيقة هناك من يأتي من الشباب ويقول أريد عضلات في جسمي ولا يقتنع بالرياضة والغذاء وحقيقة وبكل صراحة ان بعض هذه المنشطات قاتلة ومميتة اغلب الأحيان للشباب، لأنها حيوانية وتُعطى الى الخيول !.

شهادات تدريبية

وأكـد علي الزبيدي رياضي واعلامي يُدير قاعة رياضية: أصبحت المنشطات العدو الأول للرياضيين والخطر الداهم الذي يُهدد الرياضة، فخطر المنشطات بدأ يتسرب في الفترة الأخيرة الى الرياضة العربية وبدأ يغزو بعض الألعاب الفردية فيها على وجه الخصوص مثل بناء الأجسام ورفع الأثقال وألعاب القوى والسباحة وبعض الألعاب الجماعية لدرجة انه تسرب الى كرة القدم ايضاً، مشيراً الى الأضرار التي يمكن ان تحدث على المدى البعيد نتيجة لاستخدامها مثل سوء التغذية واصابات جلدية وقرحة معدية ونقص الفيتامين وقلة النوم وفقدان الوزن والاكتئاب وخلل وظائف المخ والذبحة الصدرية كل هذه الامراض تظهر بمرور الزمن وقد سُجلت حالات وفيات كثيرة .

مدربون أكفــاء

واضاف الزبيدي: أنصح اللاعبين وخاصة المبتدئين الالتزام بـ (التمرين + التغذية) وخصوصا نصائح المدرب، فعلى اللاعبين الشباب ان يختاروا مدربين كفوئين، لان في الوقت الحالي ظهر مدربون في لعبة بناء الأجسام لا يملكون شهادات تدريبية وليست لديهم خبرة كافية، فذلك يؤثر في البناء العضلي الصحيح للاعبين الشباب، مستطردا: كما يجب على المسؤولين في وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية إقامة دورات تدريبية تشمل معلومات علمية وفنية يحتاجها أي مدرب خلال عمله في علم تشريح الفيزيولوجيا وعلم الجمال والحركة وعلم النفس والتدليك الرياضي وإصابات الملاعب، وهذا طبعاً يتمّ عبر مدربين أكفاء من الناحيتين النظرية والعملية، وإقامة هذه الدورات يُسهم العمل بطريقة علمية حديثة وتحقيق أمور غاية في الأهمية أبرزها: الابتعاد عن المنشطات ومعرفة البدائل الغذائية التي تحقق الفائدة المرجوّة، والأمر الآخر هو التثقيف التدريبي للمدربين وآخر ما توصلت إليه هذه اللعبة على مستوى العالم.

آفـــة خطيرة

من الظواهر التي انتشرت بعد عام 2003 وجود المراكز التدريبية الاهلية وتكمن فيها امور ايجابية وسلبية، اما الايجابية فانها فرصة للاعبين الشباب لممارسة الرياضة من خلال وجود الاجهزة الحديثة فضلا عن قرب المراكز التدريبية من سكناهم مما يسهل عملية الارتياد اليها وكذلك سمح للذين يعانون من السمنة وارتفاع ضغط الدم وآلام المفاصل وغيرها من الامراض معالجتها بطريقة صحية، اما الجانب السلبي فإن هناك بعض المراكز التدريبية تدار من اشخاص دخلاء لا يملكون شهادات تدريبية وليست لديهم معرفة بالجانب الرياضي وهمُّهم الوحيد الكسب المادي فقط واستغلال الشباب.

سبق وأن حذرت دائرة الطب الرياضي في وزارة الشباب والرياضة من اتساع ظاهرة المنشطات ومخاطرها على الرياضيين في ظل غياب القانون الذي يحدد العمل بهذا الاتجاه. موضحة : أن العراق يعاني من ظاهرة المنشطات والسيطرة عليها حيث لا يوجد قانون واضح ينظم العمل بهذا الاتجاه بعد ان اصبحت الوزارة من الجهات الساندة فقط في مشروع مكافحة المنشطات، وأوكلت لوزارة الصحة مسؤولية متابعة القاعات الرياضية ومعايير منح الاجازات لها، في حين ان العمل لابد ان يكون من صُلب دائرة الطب الرياضي، لاسيما وان هناك اكثر من 88 مادة تستخدم كمكملات غذائية وهي لا تعــد كمنشطات وهذا الأمر قد تغفله وزارة الصحة مما يدخلنا في اشكاليات! موجهة الشباب الرياضي الى الابتعاد عن المنشطات لما لها من تأثير سلبي على الرياضي، حيث عدتها الآفــة الخطيرة التي تهدد مستقبل الرياضي كما انها تلحق السمعة السيئة بالرياضي وبلـــده.

اترك ردا