2 - الصفحة السياسية عام

استعدادات للهجوم على بيجي والشرقاط.. والحشد يسلّم تكريت للداخلية

منذ يومين وفصائل الحشد الشعبي تنسحب تدريجيا من تكريت لترك مهمة مسك الارض الى الشرطة المحلية والاتحادية على ان تشارك في العمليات المقبلة التي يجري الاعداد لها، والتي ستتم على ثلاثة محاور لتحرير باقي صلاح الدين من “داعش”، وسط تخمينات باستئناف طيران التحالف القصف على مناطق شمال تكريت قبل الشروع بالهجوم المرتقب.

ويأتي انسحاب الحشد بعد اتهامات طالت بعض الفصائل بحرق منازل وضلوعها بعمليات سرقة ونهب المتاجر المغلقة في تكريت التي كانت تخلو من سكانها حين دخلتها القوات الامنية المسنودة بالعشائر والمتطوعين الشيعة، فيما تنفي شخصيات سنية بارزة ومشاركة في العمليات العسكرية انسحابهم من مهمة تطهير باقي المحافظة بعد انتشار صور ومقاطع فيديو تظهر قيام بعض الاشخاص الذين يرتدون زيا مشابها لـ”الحشد الشعبي” بكسر اقفال المتاجر وتحميل البضائع في سيارات نقل كبيرة. كما اكدوا بان “الحماس لم يضعف” لتحرير باقي انحاء صلاح الدين، وبان عمليات “النهب” والحرق توقفت، اذ وضعت القوات الامنية سيطرات في جنوب تكريت تمنع خروج السيارات المحملة باغراض من المدينة.

وكان عدد من السياسيين والقادة السنة البارزين انتقدوا قيام بعض العناصر المحسوبة على الحشد بعمليات سلب، واعتبروها تشويها للانتصار، فيما دعا رئيس الحكومة حيدر العبادي الى اتخاذ اجراءات صارمة ضد تلك الاعمال، بينما انسحب محافظ ورئيس مجلس صلاح الدين من تكريت احتجاجا على تلك التصرفات.

توقف عمليات النهب
ويقول عضو مجلس محافظة صلاح الدين خزعل حماد بان “عشائر القيسيين، وهم من سكنة بيجي، يمسكون بمناطق جنوب القضاء ويصدون اي تعرضات من المسلحين”، مشيرا الى ان العملية العسكرية المقبلة ستكون في شمال تكريت.
ويضيف حماد الذي عاد مؤخرا من زيارة لتكريت واطراف بيجي في تصريح لـ”المدى” ان “العشائر هناك تسيطر على خطوط الدفاع”، وسط تحليق مكثف لطائرات التحالف الدولي التي يعتقد بانها ستعمل بالتكتيك ذاته الذي جرى في تكريت من ضرب مواقع تحصن المسلحين، وتفجير العبوات الناسفة بصواريخ “ارتجاجية” خاصة قبل الشروع بالهجوم البري.
وعن الاوضاع في تكريت، يقول حماد ان “الانباء التي نشرت حول عمليات الحرق والسلب مبالغ بها بعض الشيء”، مضيفا ان “عمليات الحرق كانت انتقامية من بعض سكان تكريت ضد منازل لمنتمين الى (داعش) او مؤيدين لهم”، فيما اكد ان “عمليات النهب والحرق كذلك توقفت بعد صدور اوامر صارمة من القيادة العامة للقوات المسلحة، ونصب سيطرات في جنوب تكريت تمنع خروج السيارات المحملة بالبضائع من المدنية”.
من جانب اخر كشف حماد بان “عناصر الحشد الشعبي بدأت منذ يومين بمغادرة تكريت بشكل تدريجي، وتركت مهمة حماية المناطق ومسك الارض للشرطة المحلية والاتحادية”، فيما اكد ان “الحشد سيشارك في العمليات المقبلة لكنه لن يبقى بعد تحريرها”.
الى ذلك طالب “مجلس عشائر ووجهاء تكريت”، بسحب الحشد الشعبي من المدينة “فوراً” وتسليمها للشرطة الاتحادية والمحلية ومحاسبة الأطراف المسؤولة عن تدمير المدينة، وهدد باللجوء الى المجتمع الدولي لتوفير الحماية الدولية للمدينة في حال عدم الاستجابة لمطالبه.

هجوم متعدد المحاور
ميدانيا، يقول احد ابرز وجهاء صلاح الدين ونس الجبارة بان “العمليات العسكرية المقبلة ستبدأ من تكريت والى الشمال منها حتى قضاء الشرقاط المحاذي لمدينة الموصل، فيما تجري استعدادات اخرى في الجانب الشرقي والغربي لتكريت”.
ويضيف الجبارة الذي يقود قوة عشائرية اطلق عليها اسم قريبته “الشهيدة امية الجبارة”، التي قتلت قبل اشهر على يد “داعش” في ناحية العلم، شرقي تكريت، لـ”المدى” بان”مركز قضاء بيجي مازالت فيه اشتباكات ولايوجد سيطرة تامة للقوات الامنية هناك، فيما يبرز نفوذ المسلحين الى الشمال من القضاء”، فيما يقول ان القوة التي يترأسها “قتلت نحو 30 من المسلحين، اغلبهم اجانب، في مناطق شرقي تكريت المحاذية لنهر دجلة بعد ان فروا من مركز المدينة”، كما اعتقلوا ثلاثة مسلحين.
وعن عمليات شرق تكريت يقول الجبارة ان “العمليات العسكرية تنطلق بمشاركة قوة عشائرية يرأسها وصفي العاصي، وتتحضر للسيطرة على المناطق المحاذية لتلال حمرين بالتنسيق مع عمليات دجلة وشرطة ديالى، بالاضافة الى عمليات اخرى باتجاه الحويجة بالتنسيق مع قيادة العمليات في كركوك”.
بالمقابل يقول الجبارة ان “المسلحين لديهم نفوذ في مناطق غرب صلاح الدين المرتبطة بالانبار وامتدادا لسوريا، وستبدأ قطعات من الجيش والحشد بالهجوم على تلك المناطق”.

تجنب الطرق المفخخة
الامر ذاته يؤكده نائب رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة صلاح الدين خالد الخزرجي قائلا بان “هناك استعدادات لتطهير المناطق الممتدة من الدجيل الى الثرثار في الانبار”، ويقول بانها “معاقل مهمة للمسلحين”.
ويضيف الخزرجي لـ”المدى” بان “المسلحين انكسروا بعد هزيمتهم في تكريت، ولدينا عشائر في المناطق التي مازالت تحت سيطرة (داعش) شمالا، مستعدة للقتال معنا”، مشيرا الى ان “تفخيخ الطرق لم يعد امرا معرقلا للقوات الامنية، بعد ان استخدمنا ستراتيجية ايجاد طرق بديلة والابتعاد عن المسالك التقليدية”.
ويؤكد الخزرجي ان “ساعة الصفر في العمليات شمال وغرب وشرق تكريت ستعلن في وقت قريب جدا، بعد الانتهاء من الترتيبات العسكرية”.

اترك ردا