6 - المراة عام

احلام النساء تتبدد في ارتياد اندية الرشاقة أمام الأعراف الاجتماعية والظروف الامنية

الرشاقة قد يكون حلم أي بنت أو إمرأة لتحافظ على كياستها وألقها أمام من يراها في كافة الميادين، بعد عام 2003 برزت أندية الرشاقة كظاهرة قد تحقق الحلم لهن، إلا أن الظروف الأمنية والاجتماعية باتت حائلا أمام الكثير منهن.
وعن هذا الموضوع قالت الأستاذة الجامعية بعلم الإجتماع الدكتورة سحر الخالدي، إن “هناك ارتباطا وثيقا بين المرء وبيئته وما تفرضه الأعراف والتقاليد المجتمعية عليه
بحجم كبير ولذلك عادة ما يجد البعض نفسه مقيدا رهينا لتلك الاعراف والعادات، وأن تمكن من الخلاص من بعضها فهو لا يستطيع أن ينفك منها بشكل كلي”.
وأضافت أن “هذا هو حال الكثير من النساء العراقيات اللائي لم يتمكنن من مزاولة الرياضة النسوية أو لم يسمح لهن بذلك بفعل العادات والأعراف الاجتماعية”، مبينة أن “ثمة أسباب أخرى كان لها الأثر غير السليم في عرقلة مسيرة الرياضة النسوية في العراق منها الظروف الأمنية غير المستقرة وهذه الاسباب المذكورة تعتبر مهمة وطائلة الاثر على واقع الفتيات في ممارستهن الرياضة وارتيادهن نوادي الرشاقة الرياضية، بالأضافة الى الامكانية المادية التي تحدد الحصول على اغلب رغبات الفرد”.
من جانبه قال الاستاذ الجامعي فارس جلال إنه “يوجد عزوف نسوي عن الرياضة في العراق لكنه متباين ومتفاوت في درجته وحسب المحافظة والمنطقة، فلكل محافظة أعرافها وعاداتها التي تختلف عن المحافظة الأخرى مما قد يتسبب ذلك في التضييق أو التحديد من واقع الرياضة النسوية في تلك المحافظة”.
وأشار إلى أن “المناطق التي تكون ميالة الى التمدن، غالبا ما تجد المرأة العراقية فرصة وحظا اكبر في ممارستها الرياضة سواء المشاركة في الألعاب أو الظهور في نادي رشاقة لممارسة الرياضة، وبالتالي من ينظر الى الواقع الرياضي النسوي فأنه سيلمس ان ثمة حالة عزوف، وقد يكون وراء هذه الحالة عدم وجود النوادي وقاعات ممارسة بعض الألعاب الرياضية في المحافظات العراقية، اضافة للامور المذكورة سابقا”.
أما الطالبة في كلية التربية الرياضية – جامعة بغداد سمر خالد فبدت منفعلة وقالت “كيف لا يوجد عزوف عن النساء في الرياضة وجفاف وجودهن في نوادي الرشاقة في ظل الظروف التي يعيشها البلد؟”، موضحة ان “تراجع عدد النساء اللائي يرغبن بممارسة الألعاب الرياضية يعود للظروف القاهرة وفي مقدمتها الأمنية التي حالت بين هذه الرغبة وبين تحقيقها”.
فيما اعتبرت مدرسة الرياضة سيماء احمد أن “سبب عزوف النساء عن ممارسة التمارين الرياضية هو معلمة ومدرسة الرياضة في المراحل الثلاث الأولى (الابتدائية والمتوسطة والإعدادية)”، مبينة ان “في هذه المراحل يكون دور ادارة المدارس كبير جدا في تنشئة الأولاد والفتيات على ثقافة ممارسة التمرين الرياضي وان أداءه مهم جدا وليس هامشيا كما هو لدينا لا يحتل سوى مرتبة ضعيفة.
أما الموظفة ( ب ، س) فكان رأيها مغايرا جدا إذا قالت، “إنني وأغلب أفراد اسرتي من النساء لدينا انتظام فعلي على أرتياد اندية الرشاقة وباستمرار ولكن ما يضجر منه بعض الناس ممن عزفوا عن الحضور للنادي هو وجود مدربين رجال وليس مدربات”، موضحة أن “النساء لا يسمحن نهائيا للرجال المدربين بمسك أجسادهن وعلى الرغم من ذلك تجدهم (يتحرشون)”.
واقترحت أن “تكون في أندية الرشاقة مدربات من النساء حصرا”، مرجحة أنه “في حال تم تطبيق ذلك فأن الكثير من النساء سيتشجعن على على الالتزام بأندية الرشاقة”.
يشار إلى أن مجتمع العراق هو مجتمع محافظ، خصوصا بالمحافظات الجنوبية والوسطى والغربية، ولكن في بغداد وكردستان قد يبدو الامر مختلفا فهناك شبه انفتاح ثقافي، ما يجعل الامر نوعمّا سهلا في إقناع العائلة بارتياد الاندية، وقد تحول الظروف الامنية عن ذلك

اترك ردا