3 - الصفحة الثقافية عام

إبداع الحبوبي في شعر الغزل والنسيب

محمد سعيد الحبوبي فقيه أديب وشاعر مناضل، ولد في النجف عام 1849، درس القرآن والعربية والأدب والفقه والأصول. كما صاحب المجدد جمال الدين الأفغاني لأربع سنوات في دراساته وكانا زميلين لدرس واحد وكان بينهما تأثر وتأثير ولقاء في المبادئ العامة الإصلاحية.

اشترك في ثورة العشرين وقاد جيشا من المتطوعين عام 1914 م وكان دوره كبيرا مع مهدي الحيدري والخالصي وغيرهم. ما تميز به الحبوبي وشهره أيضا هو شعره الرائع حيث كان موهوبا مبدعا يخلط الفكرة بالإحساس والصورة والتجربة مع الخيال الموسيقي والوجدان في تكوين عمل أدبي متناسق شامخ فصار من فحوله وأعلامه مازجا ألوانه وأشكاله وهو يحيي موشحاته بين القديم والحديث وهو يعيد عذوبة القديم وصفائه وخياله على جديده وإبداعه ورنينه لتكوين موسيقى تنسق بين اللفظ والمعنى مضيفا حرارة العاطفة وقوة العقل وسمو المعاني مرتفعا به عن ذل السؤال وابتذال التملق ليكون (يوافق ذوق كل عصر ويلائم روح كل زمان) ديوان الحلي الصفحة 387

نخص بالذكر شعره فى الغزل والوصف والنسيب والخمرة. إذ كان لغزله أصالة وجودة وعذوبة ورقة وكأنه يحاكي أبا الطيب المتنبي القائل

إن كان مدحا فالنسيب مقدم، فالحبوبي يقدم النسيب في مختلف قصائده وأهدافها المتنوعة في مختلف المجالات.

يروي مطرب المقام العراقي محمد القبانجى أنه غنى قصيدة الحبوبي الشهيرة (شمس الحميا) في مؤتمر القاهرة عام 1932 فأعجب الجميع خصوصا الشاعر أحمد شوقي (المنار في 5/3/1964 كذلك الجمهورية في 17/1/1963) وغيرها.

ويعد صاحب مدرسة خاصة كما وصفه الجواهري (السيد الحبوبي كان كان اسمه يرج المجالس والنوادي وهو أول من جدد الشعر القديم ورققه ثم سلمه إلى الطبقة التي بعده من شعراء عصر النهضة وفي الحقيقة هو صاحب المدرسة الوحيدة التي نشأت عليها وهي امتداد للتراث القديم وتخرج منها الكثيرون) الديار/العدد 21/ سنة 1973.

وقد تأثر بشعراء كثيرين أهمهم الشريف الرضى وتلميذه مهيار الديلمى حيث حفظ أشعاره وحاكى بعضها وصاغها بطريقته مثل قوله

وامنحوا يا أهل نجد وصلكم  مستهاما يتشكى البرحا   واذكرونى مثل ذكراى لكم   رب ذكرى قربت من نزحا

اترك ردا