3 - الصفحة الثقافية عام

بمناسبة مرور (100) عام على المسرح في كربلاء.. ملتقى الرافدين يقيم امسية ثقافية

اقام ملتقى الرافدين للثقافة والحضارة في مدينة كربلاء أمسية ثقافية بمناسبة مرور 100 عام على المسرح في محافظة كربلاء  حاضر فيها الباحث عبد الرزاق عبد الكريم الذي يعد واحدا من ابدع مؤرشفي المسرح في العراق وفي محافظة كربلاء خاصة.

وفي بداية الامسية قال مقدمها الروائي والناقد علي لفته سعيد ان العراق يعد مهد الحضارة ومهد المسرح وهو ما يظهر جليا في كل الحضارات التي مرت على العراق سواء منها البابلية او السومرية وما يليها حتى أن الاسلام اهتم بالمسرح كونه واحدا من أهم العلائق التي تربط الجمهور المتلقي بما يمكن ايصاله من تعليمات.

 وأضاف ان المسرح في كربلاء يعد واحدا من اقدم المسارح تجربة وعمقا وتأليفا وإخراجا فهو يدلل على ان المسرح كونه أبا الفنون فانه الذي يساهم في بناء الانسان والتقدم سواء على مستوى الاخلاق او العلم او البناء الحقيقي للمجتمعات..وانتقد سعيد تجاهل الفن في الوقت الحاضر من قبل المسؤولين رغم ان العتبات المقدسة تحرص على ان تكون لها مهرجانات خاصة للمسرح لأنها تدرك اهمية المسرح.
وتحدث المحاضر عبد الكريم معربا عن امله في ان يمسك عدة رمانات في يد واحدة ويقدمها في المحاضرة كون كربلاء لها تاريخ حافل وأرضية خضراء في نشوء المسرح في العراق والحركة الثقافية والفنية في المحافظة..وأضاف ان المسرح بدأ في المحافظة كما هو شأن المسرح في المحافظات الأخرى فطريا من قبل اشخاص تأثروا وكان اولها ما كان يعرف بمسرح البقال باشا وهو قبل أن يعرف اصول المسرح الذي جاء من الغرب..ويضيف ان المسرح تأسس في الفترة العثمانية عام 1917 ولابد ان تكون هناك اولويات قبل هذا التاريخ وهو ما اطلق عليها مسرح الباشا ..وأفاد ان الفرق المسرحية في بغداد تأخذ كربلاء بخاصية لأنها تأتي قبل أية محافظة أخرى في تطبيع المسرح على أرضها..ولكنه يذكر أن المسرح الحقيقي بعناصره الاولية بدأ في المحافظة في ثلاثينات القرن الماضي وكانت تقدم مسرحيات بسطية وتوزع الأدوار بطريقة آنية وكان المكياج بدائيا بل ان المسرحية كانت تقدم مثلا في الأعراس وختمة القرآن والمواليد..وذكر ان المخرج يعد الرأس الكبير فهو المؤلف والمخرج والإضاءة والمكياج ..وان النص كان متحركا بما يعرف الخروج على النص بطريقة عفوية لأن النص كتب بطريقة عفوية اقرب الى الشفاهية..ويشير الباحث الى انه بعد اربعينات القرن الماضي قدم مسرح متنقل ما بين البيوت والحفلات حتى تطورت الاكسسوارت والحوارات بتأثير دخول الفرق البغدادية كفرق حقي الشبلي والعزاوي وغيرهما وهو ما يعني ظهور المسرح المدرسي في تلك الفترة ، وكانت المسرحيات التي تقدم اقرب منها الى الواقع السياسي وكانت مسرحيات عربية وليست عراقية..أما في خمسينات القرن الماضي يقول المحاضر فقد شهد تطورا متميزا صاحبه نضج سواء في الاخراج او التأليف او التقنيات فضلا عن زيادة خبرة الممثلين فقدموا تجارب مسرحية لشكسبير وغيره من المؤلفين العالميين..وهذه العروض انتجت جيلا يحب الفن وذهب الى بغداد لدراسته اكاديميا وهو ما يؤشر تاريخ عام 1965 حيث شكل المسرح رؤية جديدة وظاهرة اخرى للمسرح الكربلائي من خلال الفنان نعمة ابو سبع الذي يعد واحدا من اكثر رواد المسرح تأثيرا وتأثرا وإبداعا في المسرح الكربلائي لتؤسس بعدها العديد من المؤسسات الفنية التي تصب في صالح الفن عموما والمسرح خصوصا..ويمضي المحاضر في تذكار ارشفة المسرح انه في سبعينات القرن الماضي تأسست أول فرقة مستقلة هي فرقة مسرح كربلاء الفني وقدمت 16 عملا مسرحيا في هموم الوطن والحياة وخرّجت العديد من الفنانين الذين أصبحوا فنانين على مستوى العراق..ثم تأسست كما يقول عبد الكريم عام 1978 فرقة مسرحية تابعة للمؤسسة العامة للسينما والمسرح والتي تم بعدها افتتاح فروع اخرى لها في أغلب المحافظات . وفي عام 1985 جمد المسرح في كربلاء كما في المحافظات بسبب الحرب العراقية الايرانية..مذكرا الى ان المسرح في كربلاء لم يقتصر على ما ذ كر بل كان هناك مسرح للمرأة والعمال وكانت هناك عوائل تقدم بناتها للعمل في المسرح وكان العاملون يحرصون على حضور الاهل حتى الى التمارين المسرحية لزيادة الاطمئنان..وان المسرح في كربلاء تناول العديد من القضايا الانسانية وهموم اببلاد وحتى بعد عام 2003 كانت هناك فرق عديدة تقدم العروض المسرحية في المحافظة بما فيها مهرجانات للعتبتين الحسينية والعباسية وغيرها من المؤسسات سواء منها الفنية او الدينية

اترك ردا