6 - المراة عام

والدة وخالة الشهداء الذين أحبطوا عميلة مسجد العنود: ابني كان درعاً للمصلين

 أثارت الكاتبة الصحفية كوثر الأربش ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشرها لبيان عبرت فيه عن مشاعرها حيال فقدانها ابنها واثنين من أبناء أختها، في التفجير الذي استهدف مسجد العنود في الدمام.فقد شددت والدة محمد العيسى وخالة عبدالجليل ومحمد الأربش، على أهمية عدم الانجرار لأتون الفتنة ودعاوى الطائفية والإقصاء، رافضة لأي حشد شعبي و لأي عسكرة خارج إطار الدولة. وقالت “بيوتنا الداخلية. أفكارنا، موروثنا، ثقافتنا. كل هذا علينا مراجعته.”

وقالت الأبرش في بيان نشرته اليوم عبر حسابها على “تويتر”: “تبرع ابني لحماية المصلين، اندفع تجاه إرهابي مطوق بحزام ناسف بدلا من أن يفرّ، فعل هذا لسبب بسيط ومعقد في نفس الوقت، فعل هذا ابني محمد؛ لأنه يحمل في عقله فكرا مغايراً، معنىً تطبيقيًا وحقيقيًا لمفهوم الإنسانية. الجميع رأى بصمته، رأوه مقداما لا فاراً، رأوا اللحظة الأخيرة والانتقالية من الحياة إلى الموت ، رأوا جسده محمولا على يد المسعفين، ورأوه أيضًا ملفعاً بالبياض، ذاهبا لربه في عرشه الدائم والأزلي ليسكن إلى الأبد في قناديله المليئة بالضوء، تاركا خلفه فعلاً لن ينساه مئات المصلين، ملايين المواطنين، بل الكون كله. لكن أحدا لا يعرف سيرة الشهيد ابني محمد كما أعرفها أنا. أنا أمه التي ستبذل جهدها، عمرها، وما تبقى من كلمات لم تقلها كي تخبر الآخرين عن سيرته للناس جميعا”.

وأضافت: ” كنت دائما خصيمة عنيدة للطائفية، والتطرف والكراهية واختطاف العقول واستغفال البسطاء، و لو كان ذلك في بيتي. لم أدخر جهدا ولا وقتًا لمحاربة الضغائن والتحريض والإرهاب، سنياً كان أو شيعياً. كان ذلك قبل وبعد أن خسرت الكثير من علاقاتي، منهم من كان من عائلتي ومنهم من كان من أقربائي وما زال ذلك يحدث لي حتى بعد أن فقدت ابني. لطالما اتهموني بأني أحرض عليهم، وأنا ما حرضت إلا ضد الكراهية والتطرف والطائفية والإرهاب و الجهل. وكنت كلما قاسيتُ أذىً وشتمًا وتهديدا تشتد عزيمتي وإصراري على عدوي الأول وهو: التطرف”.

وتابعت: “لقد ذهب محمد حُرًا، اختار أن يكون درعا للمصلين. ترك لأمهات أصدقائه أن يحتضن أبنائهن كل يوم، وترك حضني فارغا منه. فأحمد الله أنه لم يكن لي ابنا كارهاً، محرضا، طائفيا مؤذيا للناس. بل افتدى الناس وذهب هو”.

اترك ردا