7 - تقارير وتحقيقات عام

هل تكون الحضر ونمرود هدفاً مقبلاً لجنون “داعش”

أبدى علماء وخبراء في الآثار مخاوف على مصير مواقع أثرية في شمال العراق، بعضها على لائحة التراث العالمي، غداة نشر تنظيم “داعش” تسجيلاً مصوراً يظهر تدمير آثار وتماثيل تاريخية في الموصل.

وتشمل هذه المواقع مدينة الحضرة التاريخية المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونيسكو”، ونمرود. وتقع المدينتان إلى الجنوب من الموصل، ثاني كبرى مدن العراق، والتي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي منذ حزيران الماضي.

واعتبر عالم الآثار العراقي في جامعة “ستوني بروك” الأميركية، عبد الأمير حمداني، أن “هذه ليست نهاية القصة، وعلى المجتمع الدولي أن يتدخل”، في إشارة إلى التسجيل الذي نشره التنظيم.

وأظهر الشريط قيام عناصر التنظيم المتطرف بتدمير آثار يعود تاريخها إلى آلاف السنين في متحف مدينة الموصل، وقام العناصر برمي التماثيل أرضاً وتحطيمها، واستخدام المطرقات لتكسير بعضها. كما استخدموا آلة ثقب كهربائية لتشويه تمثال آشوري ضخم لثور مجنح، يقع عند بوابة “نركال” في الموصل.

وقال حمداني، الذي عمل سابقاً مع دائرة الآثار العراقية، إن “عناصر داعش الذين شوهوا التمثال عند بوابة نركال، أبلغوا الحراس أنهم سيدمرون نمرود”.

وأضاف “هذه واحدة من أهم العواصم الآشورية، ثمة نقوش وثيران مجنحة هناك، ستكون كارثة حقيقية”، متخوفاً من أن يقوم الإرهابيون كذلك “بمهاجمة الحضرة وتدميرها. هي منطقة معزولة جداً في الصحراء”.

وتقع الحضرة ضمن مناطق سيطرة “داعش” في محافظة نينوى، على مسافة مئة كيلومتر جنوب غربي الموصل.

وتقول منظمة “يونيسكو” إن “بقايا المدينة (الحضر)، لا سيما المعابد حيث تختلط الهندسة المعمارية الهلنستية والرومانية مع الميزات الزخرفية الشرقية، تشهد على عظمة حضارتها”.

وأبدى المهندس المعماري العراقي المقيم في عمان احسان فتحي تخوفه على آثار الحضر ونمرود. وقال فتحي “أخشى أن المزيد من التدمير قادم”، مضيفا أن عناصر التنظيم يمكنهم “أن يقوموا بكل شيء. ممكن أن ينتقلوا إلى المعابد (في الحضر)، ممكن أن يقولوا إنها معابد وثنية ويفجرونها بكل سهولة. من سيوقفهم؟ بصراحة ليس هناك أي شيء يقف أمامهم؟”.

من جهتها، طلبت مديرة الـ”يونيسكو”، إيرينا بوكوفا، عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي على خلفية تدمير الآثار في الموصل، معتبرة أن حماية الإرث الثقافي العراقي “جزء من أمن البلاد”.

وقالت مديرة المنظمة إيرينا بوكوفا في بيان إن “هذا الاعتداء هو أكثر بكثير من مأساة ثقافية، هذا أيضاً شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق”.

وأضافت بوكوفا “لهذا تواصلت مع رئيس مجلس الأمن الدولي لأطلب منه عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول حماية الإرث الثقافي العراقي، كمكون أساسي من أمن البلاد”، معربة عن “صدمتها العميقة” تجاه الشريط المصور، ومؤكدة “إدانتها لهذا الاعتداء المتعمد على تاريخ العراق وتراثه الذي يعود إلى آلاف السنين”.

وأشارت بوكوفا في بيانها إلى أن بعض التماثيل التي دمرت، بحسب الشريط، تعود إلى مدينة حضر التاريخية المدرجة على لائحة الـ”يونيسكو” للتراث العالمي، والواقعة على مسافة مئة كيلومتر جنوب غربي الموصل.

واعتبرت أن عملية التدمير “تخالف قرار مجلس الأمن الرقم 2199 الصادر قبل نحو أسبوعين، والذي يهدف إلى تجفيف الموارد المالية للتنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، ومنها تهريب الآثار”.

اترك ردا