7 - تقارير وتحقيقات عام

هدم المساجد: القاسم المشترك بين نظام خليفة ونظام السعودية الوهابي

يُحيي البحرانيون خلال شهر مارس، ذكرى “دخول” القوات السّعوديّة إلى البحرين للمشاركة في قمع الثورة التي انطقلت في 14 فبراير 2015م.

وقد كان هدم المساجد على أيدي القوات السعوديّة من أكثر “عمليات” الهجوم المزدوج الذي مورس ضدّ المواطنين الأصليين في البحرين، وقد طال الهدْم عدداً من المساجد والآثار التاريخيّة التي تعبّر عن الأصالة الدّينيّة لشعب البحرين.

وينظم البحرانيون فعالية بعنوان “ثورة المحراب” كل يوم سبت، للتذكير بهذه “الجريمة”، ومن خلال إقامة الصلاة جماعةً في مواقع عدد من المساجد المهدَّمة.

مراقبون توقفوا خلال هذا الأسبوع عند علامات مشتركة بين الخليفيين والسعوديين والدّواعش، على خلفية الاهتمام “المشترك” في هدْم الآثار الإسلامية واحتقار المعالم الدّينيّة التي تُعبّر عن عقائد الآخرين وتاريخهم الديني.

يوم أمس، الجمعة، قامت عناصر من تنظيم داعش بهدم مسجدين، أحدهما يعود إلى العصر العثماني، وسط مدينة الموصل، شمال بغداد.

كما قام التنظيم بتفجير مسجد الصابونجي في شارع نينوى صباح اليوم السبت، 7 مارس، تحت “ذريعة وجود مقابر فيه”.

في السعوديّة، توالت التقارير التي تشير إلى هدْم السلطات للآثار الإسلامية ذات الصلة بتاريخ الرسول الكريم وأهل بيته، وقال باحثون بأن عمليات الإزالة ترتبط بعاملين متناقضين، الأول يتعلق بالتوسعة غير المدروسة لمحيط الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، والثاني يخصّ العقلية الوهابية التي تنظر بسلبية إلى آثار النبي الكريم والعلامات الإسلامية التاريخية.

وخلال هذا الأسبوع، قامت السلطات السعوديّة بهدم مسجد عتبان بن مالك الأثري، الذي صلّى فيه الرسول الكريم. الباحث بتاريخ المدينة المنورة، تنيضب الفايدي، فوجيء بإزالة آخر العلامات الدالة لهذا المسجد التاريخي، دون أن توضح هيئة الآثار نتائج بحثها أو تُصدر إيضاحا حول ما توصلت له من نتائج وقرارات بشأن المسجد الأثري.

باحثون في تاريخ الوهابية يقفون عند علامات التشابه بين النظامين السعودي والخليفيّ وبين تنظيم داعش، وخاصة على صعيد الغلوّ المذهبي، وتورّطهم في هدم المساجد، وبينها تلك التي تعود إلى تاريخ إسلامي قديم.

يُشار إلى أن الخليفيين استقبلوا عددا من الشخصيات السعودية المعروفة بخطاباتها التكفيريّة، وقد اعتاد النظام الخليفي على احتضان (وتوطين) عدد من الوجوه التي تنظر إلى البحرانيين نظرةً مذهبية، وتعتبرهم “رافضة” و”مجوسا”، وبين هؤلاء قيادات أمنيّة معروفة، وبينهم الجلاد عادل فليفل، والذي يحظى بمكانة خاصة لدى رئيس الوزراء الخليفي، خليفة سلمان.

 

اترك ردا