3 - الصفحة الثقافية عام

مازال ينزف جرحك يا علي ،ومازالوا يخافون اسمك

اي نبأ فاجع أبكى السماء مع تراتيل الفجر، فأغلقت ابوابها وأسدل أستار الجنة،وانتفضت الارضيين السبع بين انسداد السماء وانتفاخ الارض ،والرياح التزمت خريطة السكون والغبش احتضر مع الزمن وهو يشهد انشطار الكون من هامتك ،والغيمة هبطت من السماء السابعة تنثر دموعها على جرح هامتك لتغسله بلطف وتفيض بالباقي انهارا من الوجع يشرب منه العاشقون آلم فراقك.

لا يزال جرحك يا علي ينزف…ومازالوا يخافون اسمك …يتكبرون ويورثون ابنائهم حقدا .. وتوارت السنين ورغم الانوف صعد اسمك فوق مآذن العالمين ،وآذنت واشتبك المصلين مختلفين على اسمك وازدحمت الملائكة بين احتضارات موتك،ففي كل سنة يتجدد نزف الجرح عند نزول التنزيل وانفتاح ابواب السماوات بليلة من اعظم اليالي الربانية،ويعيد دمك رسم الطريق من اول التكوين حتى اخر التكوين ،هم يزدادون عداوة والعاشقون يزدادون بك ايمانا،رغم ان التاريخ رجف امام متراس دمك من لحظة ضربت العين الى الاجل المسّمى…
لا يزال جرحك يا علي ينزف ،وما زالوا يخافون اسمك..ولا زلنا نبحث عن سرك الاعظم ،رغم اليقين ان دمك الطاهر اسس للعالمين نظاما متكاملا للوجود بأكمله وأصبح للحياة هدف .. وإشارات الهجرة اليك تهدم خوف الزمن الدائر ويتهجى التاريخ من الثقب الاتي افعالا لا يقرأ صوت القادمين ،سمعوها وتناولتها كتب التاريخ المثقوبة فاستدارت بهم الارض ودارت ومازالت تدور بهم، منهم يعرفون وينحرفون، واغلبهم غافلون يكابرون، ويعيدون الضرب بالخفاء والعلن ليوسعوا جرح هامتك على مدى السنين ،وآخرين حددوا الجرح وأغلقوا ذلك الثقب الاعور من عين التاريخ.
لا يزال جرحك يا علي ينزف ،وما زالوا يخافون اسمك .. يتماوجون في اعتابه كتموج اليم في هيجانه ،إلا خلصائك اوحيت لهم بالسكينة والدفء، فأبصروك عالم من القيم الخالدة …وراودتهم الحياة عن نفسها وأدخلتهم في دهاليز عميقة الغور، وهم يواجهون اعداءك من جديد، والعالم يتواصل في سد اذانه وادوار ورثة بن ملجم الغادر، وقاطع رأس سبط النبي ،تعيد اصرارها على كرهك والانتقام منك ويجوبون الاراضي فسادا ويجندون الموهمين ويأخذون المعاهدات الدموية للانتقام من شيعتك….وبذات الوقت العالم كله وقف ينظر بؤرة النور التي انطلقت من مدينة الدماء الزاكيات كربلاء التي زرع الحسين الشهيد فيها ،قوة حية تدل على الوجود، لتصبح صميم الحركة الكونية ،لتعكس كل ما هو مرئي وتزيد من عظمة النور، وتقود بنورك الملايين الى المعرفة واليقين…ويمدون ايديهم اليك ،لأنك كل مسافات الازمنة وكل عهود التراب وكل عهود الدم … وكل الحالمين برضاك وبشفاعتك ينتهون مطعونين مؤمنين عارفين ان لا يحيا الميت إلا ويموت الحي

اترك ردا