3 - الصفحة الثقافية عام

فـي اتحاد الأدباء والكتّاب..الثقافة والسينما والمهجر.. محاضرة للدكتور جواد بشارة

ضيّف اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ضمن منهاجه الاسبوعي الاربعاء الماضي الدكتور جواد بشارة بحضور عدد من النقاد والادباء في ندوة بعنوان (الثقافة والسينما والمهجر) ، حيث جرى الحديث حول جماليات السينما وتقنياتها والخروج بنتيجة ان السينما العراقية منذ حقبة السبعينات لم ترتقِ الى فهم الحياة الاجتماعية باسلوب متحضر، فهي عبارة عن افلام بسيطة او تاريخية تمجد الحروب والثوارات. وقد بيّن مقدم الجلسة علي الفواز ان الضيف الدكتور جواد بشارة حاصل على دبلوم اخراج سينمائي معهد الفنون عام 70 وماجستير اخراج من جامعة باريس 74 ثم الدكتوراه من الجامعة ذاتها.
وفي حديثه ، اشار بشارة الى انه عشق الفن السينمائي وفضله الى جانب العلم على اهتماماته الأخرى في مجال كتابة الرواية والشعر. منوهاً الى ان السينما شكلت همه الوحيد وبسببها هجر البلاد أواخر الستينات إثر تشخيصه للحالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية إذ كان يرى امامه افقاً مسدوداً لا ينسجم مع رؤاه الاستبصارية. وقال: كنت اتخيل المشهد الثقافي والفني والسياسي على مدى سنوات، وقد حصل بالفعل كل ما كنت اسطره على الورق. وعند عودتي بعد اكثر من اربعين سنة شهد لي اقراني بذلك، وهم الذين كانوا يسخرون مما اقوله فاعترفوا بانني كنت على حق. مشيراً الى ان السينما ليست مجرد كاميرا وانما هي لغة قائمة بذاتها من خلال مفرداتها ووسيلتها التعبيرية لتصوير الواقع فيكون هناك دور لجميع الاشياء المحيطة بنا. لافتاً الى ان السينما العالمية عالجت تفاصيل حياتية دقيقة وعلى الصعد كافة، ومن بينها الحرب الباردة. منوهاً الى انه من خلال السينما تترسخ تفاصيل مهمة كثيرة في وعي الأجيال فتكون غير قابلة للاضمحلال والنسيان.
في مداخلته ، اشار الدكتور جمال العتابي الى وجود ازمة حقيقية لدى المثقف العراقي الذي تركزت قراءاته في القصة والرواية والشعر وغفل ميدان السينما منذ عقود من الزمن تفصلنا الآن عن ما تحقق من تطور وابداع في هذا المجال. وقال: انا حقيقة اجهل الكثير عن ميدان السينما لقصور بي، ولربما تتحمل مسؤوليته الوزارة والمؤسسات الثقافية الأخرى. قبل السبعينات كانت هناك مجلة متخصصة في السينما تصدرها وزارة الثقافة المصرية، فكنا نتابع ونقرأ، وكانت هناك مجلة أخرى صدرت في العراق موازية لها بنفس المستوى، اما الآن فقد انتهت هذه الظاهرة. واضاف: كنت اتمنى على الدكتور جواد ان يعرج على السينما العراقية والتجربة التي اتيحت لوزارة الثقافة وللسينمائيين العراقيين بعد بغداد عاصمة الثقافة والتي لم تكن موفقة امام المبالغ الكبيرة التي رصدت لها واهدرت، باستثناء بعض التجارب الناجحة الى حد ما. لافتاً الى ضرورة مناقشة ازمة علاقة المثقف العراقي بالسينما العالمية وهي الآن تخطو خطوات كبيرة ومهمة نجهلها تماماً.
من جانبه ، اشاد الناقد فاضل ثامر بما قدمه الدكتور جواد بشارة من عطاءات ثقافية في مجال السينما خارج البلاد. وقال: حقيقة انا اشعر بالحرج امام قامات كبيرة تنكشف لنا فجأة مثل لآلئ مدفونة بالتراب.

اترك ردا