3 - الصفحة الثقافية عام

عبيد: الشعر العراقي في المقدمة

قال الاديب محمد صابر عبيد، احد رجال العلم والعمل وهو من النقاد العرب المرموقين، ان الشعر العراقي هو دائما في مقدمة الشعر العربي.

وفي حوار للناقد محمد صابر عبيد مع “القدس العربي”، يدور حول قضايا النقد وفي شؤون الأدباء والإنتاج الأدبي المعاصر، للتعرّف على طبيعة الدور المهم الذي يمارسه النقاد وعلى مواقعهم في حياتنا الأدبية.

وقال عبيد أنّ “الشعر العربيّ لا يُحسم إلاّ عراقياً، فالشعر العراقيّ دائماً في مقدّمة الشعر العربيّ، والشعريّة العراقية حاملة لواء الشعرية العربية إلى متاهات الجمال وجنونه وفراديسه وصعلكته”، مضيفا إذا ما “تذكّرنا ثورة الحداثة الشعرية العربية نهاية أربعينيات القرن الماضي ومطلع خمسينياته، سنعرف أنّ الشعراء العراقيين كـ (السيّاب و الملائكة”و البياتي) هم من حملوا لواء هذه الثورة، والشعراء الستينيون العراقيون من بعدهم مثّلوا حساسية جديدة في الشعرية العربية وأثروها، مثلما كان لكلّ جيل شعريّ عراقيّ بعد ذلك حساسيته وخصوصيته وفرسانه”.

واوضح عبيد ان “واقع القصيدة اليوم في العراق كما هو ماضيه محتشدٌ بالشعر الثريّ الأصيل، حتى إن انحسر لأيّ سبب طارئ، ولا تغيب القصيدة العراقية إلاّ لتبزغ ثانية”، مضيفا انه “ربّما كانت الظروف التي مرّ ويمرّ الشاعر العراقيّ بها في العقود الأخيرة من القسوة والشراسة ما يجعل تجربته الشعريّة أغنى وأكثر توهجاً، سواءً أكان داخل العراق حيث يكتوي بنيران المأساة بأدقّ تفاصيلها، أم خارج العراق حيث الغربة والتشرّد والحنين آفاتٌ تؤثر فيه”.

وفي سؤال لماذا لم يدخل الإبداع العربي في أجواء المغامرة والانطلاق؟، أجاب عبيد ان “الأدب العربيّ الحديث دخل أجواء المغامرة والانطلاق فعلاً، وأذكّرك بكتابي الموسوم بـ “المغامرة الجماليّة للنصّ الأدبيّ/ دراسة موسوعيّة” الذي صدر عن قسم النشر العربيّ، “لونجمان” في القاهرة ويبحث في عناصر المغامرة وحساسياتها داخل هذه فنون كالشعر, والقصة والرواية والسير ذاتيّة في الأدب العربيّ الحديث.

ويرى الكاتب أنّ “الأزمات تسهم في تثمير الأدب وديمومته بطرح مزيد من الأسئلة الجديدة عليه، الأزمة مهما كان نوعها وحدودها تبقى عامل إثراء وتحفيز لمزيد من المغامرة, لكنّ صغار الأدباء الذين يعانون من مشاكل على صعيد الكتابة والتطوّر هم من يروّجون لفكرة الأزمات بمعناها السلبيّ المُعيق، هذه قضية أخرى في مقاربة موضوع الأزمة، فالأدب الحقيقيّ دائماً في أزمة للبحث عن روح التحديث والتجديد والمغايرة والاختلاف”.

وأوضح الكاتب، ردا لسؤال في حدود علاقتنا بالعالم غير العربي كيف نواجه الغزو الثقافي، وهل يمكن تحويله إلى فاعل ثقافي، قال عبيد، بانه “لا يوجد غزو ثقافيّ على العالم العربيّ كما يتوهّم البعض، لكون هذا العالم في قبضة أمريكا والغرب تماماً فما الداعي لمصطلح (غزو)؟!، لقد تمّ الغزو منذ زمن بعيد وتحوّل إلى هيمنة مطلقة وانتهى الأمر

اترك ردا